البابا فرنسيس.. كان شغوفا بكرة القدم وعاشقا لفريق سان لورينزو الأرجنتيني

آخر تحديث: الثلاثاء 22 أبريل 2025 - 1:49 م بتوقيت القاهرة

بوينس آيرس - أ ب

كان شغف البابا فرانسيس بكرة القدم واضحا طوال فترة حبريته. لطالما كان مشجعا لفريق سان لورينزو الأرجنتيني، وكان يتفق مع هؤلاء اللذين يصفون كرة القدم بأنها أحمل لعبة في العالم.

ولكن فرانسيس، الذي توفى أمس الاثنين عن عمر 88 عاما، كان يستخدم كرة القدم أيضا كأداة للحديث عن الروح الجماعية، والصداقة، والعمل الجماعي في مجتمع أصبح بشكل متزايد يتمحور حول الفردية.

وقال البابا في حديثه إلى مجموعة من الشباب الإيطاليين، ولاعبي كرة القدم والمدربين في الفاتيكان عام 2019 :"كرة القدم رياضة جماعية. لا يمكنك أن تحظى بالمتعة وحدك. وإذا عشت حياتك بهذه الطريقة، يمكن أن تفيد عقلك وقلبك في مجتمع يعاني من الاستنفاد لأنه تسيطر عليه الذاتية".

ومثل كل الأطفال في الأرجنتين، نشأ خورخي ماريو بيرجوليو (الذي أصبح لاحقا البابا فرانسيس) وهو محاط بكرة القدم. كان يلعب لساعات مع أصدقائه على الأرصفة أو في الملاعب الترابية المعروفة باسم "بوتريروس" في حي فلوريس في بوينس آيرس، مسقط رأسه.

ووفقا لتقييمه الشخصي، لم يكن جيدا بما يكفي.

وفي سيرته الذاتية التي نُشرت مؤخرا بعنوان "الأمل"، قال البابا فرانسيس إن مهاراته في كرة القدم كانت ضعيفة جدا لدرجة أن أصدقائه أطلقوا عليه لقب "القدم الثقيلة".

ومثل العديد من أفراد عائلته، أصبح مشجعا لفريق سان لورينزو، النادي الذي أسسه القس لورنزو ماسا في عام 1908. يعرف مشجعو النادي بلقب "الغربان" بسبب الزي الأسود الذي كان يرتديه مؤسسه.

كطفل، أصبح البابا فرانسيس عاشقا لأسلوب لعب فريق سان لورنزو المميز، الذي فاز بلقب الدوري المحلي في عام 1946. وكان حتى وفاته يتذكر التشكيلة الكاملة لهذا الفريق، مما يعكس مدى ارتباطه العميق بحبه لهذا النادي.

وقاز سان لورينزو بأول ألقابه في كأس كوبا ليبرتادوريس، أكبر بطولة في أمريكا الجنوبية، في 2014- بعد أن أصبح البابا بعام. وقام مجلس إدارة النادي ومجموعة من اللاعبين باصطحاب الكأس إلى الفاتيكان.

بعدها، قرر مسؤولو النادي تسمية ملعبهم المستقبلي باسم البابا فرانسيس، تكريما له على ارتباطه العميق بالنادي. وحتى وفاته، استمر البابا في دفع اشتراكه كعضو رقم 88235 في النادي.

الأفضل على مر العصور؟

في مقابلة مع قناة "راي" الإيطالية التليفزيونية في 2023، شارك البابا فرانسيس رأيه في من هو أعظم لاعب كرة قدم في التاريخ.

عندما سئل عن المقارنة بين مواطنيه ليونيل ميسي ودييجو مارادونا، الفائزين بكأس العالم من جيلين مختلفين، كان رد فرانسيس غير متوقع.

وقال :"سأضيف لاعب ثالث، بيليه".

وكان البابا فرانسيس، التقى بالأسطورة البرازيلية، وهو كاثوليكي متدين وفائز بكأس العالم ثلاث مرات، قبل أن يُنتخب بابا. لاحقا، التقى البابا فرانسيس بميسي ومارادونا في الفاتيكان بعد أن أصبح بابا.

وقال فرانسيس عن اللاعب الفائز بكأس العالم 1986 ، الذي عانى بسبب تعاطيه الكوكايين ومن مشاكل صحية حتى توفى في 2020 عن عمر 60 عاما :"مارادونا، كلاعبـ كان عظيما. ولكنه فشل كرجل".

وأضاف البابا إن ماردونا كان يتم الاحتفال به من قبل ناس، لم يساعدوه في النهاية.

ووصف ميسي، الذي فاز بكأس العالم 2022، بأنه رجل محترم للغاية ونبيل.

وأضاف البابا :"ولكن بالنسبة لي، من بين الثلاثة فإن الرجل النبيل العظيم هو بيليه".

وفي رسالة تم قراءتها خلال حفل تكريم لبيليه في ريو دي جانيرو بعد عام من وفاته في 2022، قال البابا فرانسيس: "العديد من الفضائل اللازمة لأداء نشاط رياضي، مثل المثابرة والاستقرار والاعتدال، هي أيضا جزء من الفضائل المسيحية. كان بيليه بلا شك رياضيا جسد هذه الصفات الإيجابية في الرياضة في حياته."

نهائي كأس العالم الذي لم يشاهده

رغم كونه واحدا من أكبر مشجعي كرة القدم، لم يشاهد فرانسيس أي مباراة على التلفاز. وقال إنه كان يتفادى التلفاز تماما بسبب وعد كان قد قطعه على نفسه في عام 1990 أمام العذراء كارمن.

وأصبح الراديو وسيلة البابا فرانسيس للبقاء على اطلاع ومتابعة المباريات الرياضية بعد أن توقف عن مشاهدة التلفاز. وكان يستمع إلى المباريات والبرامج الإذاعية حتى انتقل إلى روما.

وفور أنتقاله إلى الفاتيكان، كان أعضاء الحرس السويسري، الذين كانوا يتكفلون بحمايته، يطلعونه على نتائج مباريات سان لورينزو والأرجنتين.

بهذه الطريقة اكتشف أن المنتخب الأرجنتيني فاز بثالث ألقابه في كأس العالم في قطر، بعد ركلات الترجيح أمام المنتخب الفرنسي.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved