غدا.. الأوروبيون ينتخبون برلمانهم التاسع

آخر تحديث: الأربعاء 22 مايو 2019 - 12:04 ص بتوقيت القاهرة

كتبت ــ هايدى صبرى ووكالات:

ــ ماكرون يدعو إلى «معاهدة تأسيسية» للاتحاد الأوروبى بعد الانتخابات.. واستطلاعات رأى ترجح حصول اليمين المتطرف على 23% من المقاعد
تحبس أوروبا أنفاسها استعدادا لانتخابات برلمانية، الأصعب فى تاريخ التكتل الأوروبى، وسط تحديات بصعود اليمين المتطرف، واستمرار تعثر ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى «بريكست».
ويتوجه نحو 427 مليون ناخب فى الاتحاد الأوروبى، غدا الخميس، إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم للمرة التاسعة فى التاريخ لانتخاب ممثليهم فى البرلمان الأوروبى، فى الانتخابات التى تستمر لمدة ثلاثة أيام.
ويُمنح حق الانتخاب إلى المواطنين الذى تتجاوز أعمارهم 18عاما فى غالبية الدول الأوروبية الأعضاء، عدا اليونان (عمر 17عاما)، فيما يصوت فى النمسا ومالطا كل من هم فوق 16 سنة، وفقا لمحطة «فرانس 24» الإخبارية.
وسيتم انتخاب 751 نائبا خلال الاقتراع. ويتم توزيع المقاعد بناء على عدد السكان، إذ ستشغل ألمانيا 96 مقعدا، وفرنسا 74، وإيطاليا وبريطانيا 73. أما مالطا وقبرص ولوكسمبورج فلن تشغل إلا ستة مقاعد.
وبعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، سيصبح عدد المقاعد فى البرلمان الأوروبى 705 نواب، إذ سيتم إلغاء جزء من المقاعد البريطانية على أن يُوزع الجزء الآخر على عدد من الدول أبرزها فرنسا وإيطاليا (5 مقاعد إضافية لكل منهما) وهولندا (3 مقاعد).
وقبل يومين من الاقتراع، دعا الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، أمس الأول، إلى «معاهدة تأسيسية» للاتحاد الأوروبى بعد الانتخابات الأوروبية، ذلك بهدف «تحديد إستراتيجية أوروبا للسنوات الخمس المقبل».
وندد ماكرون بما اعتبره «تواطؤا بين القوميين ومصالح أجنبية» من أجل «تفكيك أوروبا»، مشيرا إلى ستيف بانون، المستشار السابق للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وممولين روس يدعمون «أحزابا متطرفة».
وقال ماكرون خلال مقابلة مع صحف فرنسية إنه «لا يمكننا إلا أن نشعر بالقلق. ينبغى على المرء أن لا يكون ساذجا، لكنى لا أخلط بين الدول وبعض الأفراد، حتى إذا كانوا مجموعات ضغط أمريكية أو أوليجارشيين روسا قريبين من الحكومات»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وأضاف ماكرون أنه «للمرة الأولى أرى تواطؤا بين القوميين ومصالح أجنبية هدفه تفكيك أوروبا»، مضيفا أن بعضا من «قادة جماعات الضغط من أمثال بانون، القريبين من السلطات الأمريكية» يأملون فى انهيار الاتحاد الأوروبى ويسعون لتحقيق هذا الهدف.
وكانت أحزاب قومية ويمينية متطرفة من 11 دولة أوروبية، من بينها حزب «التجمع الوطنى» الفرنسى وحزب «البديل من أجل ألمانيا» وحزب «الحرية» الهولندى المناهض للإسلام. اجتمعت السبت الماضى فى ميلانو تحت قيادة ماتيو سالفينى نائب رئيس وزراء إيطاليا متعهدة بإعادة تشكيل القارة الأوروبية بعد انتخابات البرلمان الأوروبى، وفقا لموقع «يورو نيوز» الإخبارى.
وتتوقع استطلاعات الرأى أن يتمكن 173 مرشحا من هذه الأحزاب من دخول البرلمان الأوروبى المقبل (أى الحصول على 23% من مقاعد البرلمان الأوروبى)، بزيادة 19 نائبا عن حصتهم الحالية البالغة 154 نائبا فى البرلمان الحالى.
وفى سياق متصل، رجحت مجلة «الإيكونوميست» البريطانية أن تستولى الأحزاب الشعبوية فى أوروبا على أصوات ناخبى الأحزاب الكبرى»، مشيرة إلى تجمع قادة من الشعبويين الأوروبيين من 11 دولة أوروبية فى ساحة كاتدرائية ميلان فى إيطاليا مؤخرا وطالبوا بـ «ثورة» على النظام القائم فى بروكسل والإطاحة به وتدشين ما أسموه «أوروبا أممية».
وأوضحت «الإيكونوميست» أن اليمين المتطرف فى أوروبا يشهد حالة من التحول؛ فقد كان قادته يعبرون بوضوح عن رفضهم للاتحاد الأوروبى ولطالما أعربوا عن رغبتهم فى انسحاب بلادهم من عضويته».
من جانبه، قال مدير مرصد التطرف السياسى (مركز بحثى مقره باريس)، جون إيف كاميه، إن «الأمريكيين يجربون رهانًا جديدًا على القارة العجوز، بخلق نوع من اتحاد الأحزاب الأوروبية اليمينية المتطرفة»، مشيرا إلى تصريح بانون بأن فوز اليمين المتطرف فى أوروبا يمهد لفوز ترامب بولاية ثانية.
فى المقابل، يرى رئيس معهد استطلاعات الرأى «فورشونجس جروب وهلن» الألمانى، ماتياس يونج أن اليمين المتطرف يتعرض إلى عدة ضغوط بعد سلسلة فضائح تلاحق الشعبويين فى أوروبا، بداية من فضيحة نائب المستشار النمساوى اينز كريستيان شتراخه، ومشاركة بانون فى لقاء إيطاليا، واتهامات فى فرنسا بأن اليمين المتطرف حصان طروادة لخطط الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكى ترامب لإضعاف أوروبا».
ودعا يونج «الناخبين تأييد المرشحين المؤيدين لأوروبا لعرقلة اليمين المتطرف»، بحسب صحيفة «لاكروا» الفرنسية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved