الإمام الغزالى عن الفقه: يتناول كل التصرفات الإنسانية بنص أو قاعدة

آخر تحديث: الجمعة 22 مايو 2020 - 8:07 م بتوقيت القاهرة

الطاهر عماد:

يتناول الإمام الغزالى موضوع الفقه والمجتمع فى فصل خاص به فى كتابه «هذا ديننا»، ويقول عن دراسة الفقه أنها تكاد تكون المنزلة الأولى فى الثقافة التقليدية للمجتمع، والفقه هو بذاته دائرة تضم داخل أقطارها أفعال المكلفين كلها.
ويتحدث الإمام عن شرائع الإسلام فى ذلك الموضوع ويرى أنها بلغت حد الاستيعاب، ويقول إن الفقه يتناول كل شىء ويندر أن يوجد تصرف إنسانى يعرض له الإنسان دون أن يتناوله الفقه الإسلامى بنص أو قاعدة، ويرى أن هذا الشمول هو من الخصائص التى يتميز بها الإسلام.
يكمل الإمام حديثه عن المجتمع الإسلامى منذ نشأته وهو مصبوغ بطابع الفكر القانونى فى كل شىء، وتعاليم الإسلام تدخلت فى تنظيمه من الألف إلى الياء، حيث تدخل الفقه فى تعاليمه كيف يأكل وما الذى يأكله، وكيف ينفى فضلاته وكيف يتطهر منها.
الفقه ظل يتابع الإنسان فى شئونه وفى كل مراحله حتى عرفه، وهو أيضا عضو فى الدولة علمه كيف يسالم وكيف يحارب وكيف يعايش غيره من أعضاء الأسرة العالمية فى مجال العلاقات الدولية.
يرى الإمام أن الانشغال بكل تلك الأمور لم يكن فضولا ويمكن الاستغناء عنها، أو تكون نوافل يستطيع تركها، بل كان الاشتغال بها من باب الدين وأيضا من صميم العمل بالكتاب والسنة، وعندما انحطت الثقافة الإسلامية فى عصور الانحلال والتأخر أخذت أنواع عديدة من المعارف تتفلت من بين أيدينا، ولذلك تفلتت وماتت علوم كونية وأدبية وفنية مهمة، وهى علوم لطالما ازدهرت وتألقت، لكن الإمام الغزالى يرى فى هذا أن الجماهير كانت ترى تلك العلوم على أنها علوم ثانوية، أو خادمة لغيرها فلم تهتم بها.
يحكى الإمام أنه عندما كان غلاما فى المعهد الدينى كان يدرس أبوابا فى الفقه، تجمع بين الوضوء والغسل، وبين عهود الأمان ودار الحرب وغيرها من موضوعات القانون الدولى، ولا تزال كتب الفقه مشحونة بهذا الخليط الهائل من القضايا والأحكام التى تدل على نظر أصيل وفكر عميق، واستبحار فى فهم الحياة وسياسة الإنسان لا نظير له فى ثقافة أخرى.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved