يربون الدببة مع أبنائهم.. لمحة عن شعب إينو المنسى بين اليابان وروسيا

آخر تحديث: الجمعة 22 مايو 2020 - 11:42 ص بتوقيت القاهرة

أدهم السيد

تقود السيدة كميكو نيروكى جمعا من السائحين نحو كوخ خشبى مستدير قائم علي ركائز عالية معلنة فى مكبر الصوت أنه بيت الدب الذى يعبده شعب إينو ويربونه مع أبنائهم.

ونقلت بى بى سى عن نوريكو التى لا يبدو علي وجهها أنها وصلت 70 عاما قولها بأنهم يعتادون صيد الدببة وهى صغيرة وتربيتها بينهم حتي إذا بلغت يحررون واحد منها فى البرية ويقتلون الآخر لأكله.

ويعود الإينو لشعب من شعوب شمال آسيا الأصلية كانوا أول من إستوطن المنطقة الممتدة من هانشو شمال اليابان مرورا بهاكيدو اليابانية وحتي جزيرتى كوريل وسخالان المتنازع عليهما بين اليابان وروسيا.

وإحترف الإينو صيد السمك والحيوانات البرية وجمع الثمار من الغابات وزاد عددهم بالسواحل الجنوبية الدافئة لهاكيدو حيث تكثر أسماك السلمون.

وتاجر الإينو مع الشعب اليبانى وجمعتهم علاقات جيدة حتي عصر ميجى التنويرى منتصف القرن الـ19 حيث هاجر اليابانيون شمالا نحو أراضى الإينو وقاموا بتهميشهم وإبعادهم عن الصيد وإجبارهم علي ترك ثقافتهم وتغيير أسمائهم ولغتهم.

وقالت كونوهيكو يورشيدا بروفيسورة القانون فى جامعة هاكيدو إن اليابانيين دأبوا علي تهميش الإينو عبر القوانين وإلزامهم بالمناطق الجبلية وسط هاكيدو الذين يحظر عليهم تخطيها ولذلك معظمهم يعيش فى فقر متقع.

وأضافت أن العلماء اليابانيون عملوا علي مدار قرن علي تدنيس قبور أجداد الإينو وأخذ الجثامين لدراستها دون إعادتها لأهلها ثانية.

وبدأت فى الشهور الأخيرة الآمال تلوح فى الأفق للشعب المهمش إذ إعترفت الحكومة اليابانية لأول مرة إبريل 2019 بالإينو كسكان أصليين لليابان بينما قال المتحدث الحكومى يوشيهايد سوغا "نريد الحفاظ علي أمجاد وكرامة الإينو الذين يعيشون فى دولة تحترم التنوع وتحب أن تنتقل ثقافة شعب هام فيها للأجيال القادمة".

وتكمل نوريكو رحلتها مع السائحين اليابانيون والأجانب فى قرية كوتان والذين توقفوا فى طوابير لإلتقاط الصور مع بيت الخزين وبيت العمدة والذى تقول نوريكو إن الحكماء فى الإينو يمكثون فيه نحو 3 أيام فى مناقشات لفض النزاعات المحلية ولتنتقل نوريكو بالفوج السياحى لتريهم هيكل خشبى كبير هو المرحاض الرجالى بجانبه كوخ صغير تشير إليه موضحة أنه مرحاض السيدات.

وهناك فى الأرجاء مركز الإينو الثقافى الذى أنشئ عام 2003 فى ضواحى سابورو عاصمة هاكيدو والذى يحوى فى طابقه السفلى متحفا لما تبقي من آثار الإينو من ثياب وأدوات بينما يضم الطابق العلوى ورش لتعليم التطريز بطريقة الإينو وصنع آلة الماكارى الشبيهة بالناى والخاصة بالإينو.

ومن الملاحظ أن قرية كوتان هى قرية رمزية ولا يعيش أى من الإينو فيها لأن ال-20 ألف المتبقين منهم متفرقين فى جيوب معزولة بأنحاء هاكيدو ولكن بصمة الإينو لا تغيب عن مكان فى هاكيدو فعاصمة الولاية نفسها ساتبورو نالت اسمها من عبارة فى لغة الإينو بينما تشتهر إحتفالات الإينو بالمنطقة مثل احتفالى مريمو وشاكاشين.

ويقوم مطعم كيرابيركا بتقديم أشهر أكلات الإينو فى هاكيدو بينما لا يخفي علي أحد فى المنطقة أعمال فرقة مشروع إينو الفنى الذى يضم إنتاج أغانى روك وأعمال يدوية مساندة لثقافة الإينو.

ويقول جيفرى جيمن عالم أنثروبلوجى بجامعة هاكيدو أن زيارة لأى منزل من منازل الإينو كفيل ليعلم الزائر كيف ذلك هو شعب معطاء وكريم وذى قلب مفتوح للجميع.

وفى نهاية رحلتها تحدث نوريكو الفوج عن التناغم بين شعب الإينو وأرضه التى يعيش عليها إذ هو شعب ذكى يبنى بيوته علي حواف الأنهار ليحمى نفسه من الكوارث الطبيعية بينما يستخدم لحاءالأشجار وجلود الحيوان لحياكة ملابسه ويبحث عن طعامه من الغابات دون أن يضر بأشجارها أو يقوم بصيد جائر لحيواناتها.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved