فردوس عبدالحميد: لا مقارنة بين عملي مع محمد فاضل وبطولة مي عمر لمسلسلات زوجها -حوار

آخر تحديث: السبت 22 مايو 2021 - 7:53 م بتوقيت القاهرة

حوار ــ إيناس عبدالله:

* «نسل الأغراب أقرب للسير الشعبية.. وعدم التنويه بأنه من وحى الخيال ولا يعبر عن الواقع كان خطأ
* شخصية «الحاجة نجاة» تحمل رسالة لم تعد موجودة فى الدراما المصرية.. وتكيفت مع الكرسى المتحرك بشكل أثار دهشتى
* التأليف ليس مجال محمد سامى.. ولكنه يقدم صراعًا دراميًا جيدًا
* أحمد السقا بدأ مشواره الفنى معى فى «النوة».. وطبيعة الزمن أن يتصدر اسمى «التيتر» يوما ثم ينقلب الحال
* أرفض العنف فى النقد ولكنى أتفهم انتقادات الجمهور
* مستوى المسلسلات هذا العام أفضل من المواسم السابقة.. وبعض صناع الدراما لا يدركون خطورة الدور الذى يلعبونه فى المجتمع
على الرغم من حدة الانتقادات التى تعرض لها مسلسل «نسل الأغراب»، واتهام صناعه بالمبالغة، فإن الفنانة فردوس عبدالحميد، أو «الحاجة نجاة» تبقى إحدى العلامات المضيئة فى هذا العمل الدرامى، حيث قدمت عزفا منفردا فى تجسيد شخصية «الأم القعيدة» التى لا حول لها ولا قوة، والتى ربت ابنا وحيدا تربية حسنة، وزرعت فيه الأخلاق الحميدة، فحصدت ما زرعته.
وتخلت «فردوس» عن المكياج، وملأت التجاعيد وجهها، وعبرت بعيونها، فنالت إعجاب واستحسان الجمهور والنقاد معا، ليستعيدوا أهم أعمالها، خاصة فيما يتعلق بالمسلسلات، التى حققت فيها نجاحا كبيرا، أهلها لتكون واحدة من أهم من نجوم الدراما التليفزيونية لسنوات طويلة.
وفى حوارها مع «الشروق» تحدثت الفنانة فردوس عبدالحميد عن سبب غيابها عن الشاشة الصغيرة منذ اشتراكها فى بطولة مسلسل «الأسطورة» عام 2016، وقالت: أسعى دوما لانتقاء دور يسكن ذهن الناس، ويخاطب مشاعرهم، وهو أمر صعب العثور عليه، وحينما أجد هذا الدور أتمسك به دون أن أضع فى الاعتبار مساحته فى العمل ككل، وهو ما حدث فى «نسل الأغراب» حيث ارتبطت بقوة بـ«الحاجة نجاة» هذه الأم، التى تقدم لنا نموذجا أصبح نادر الوجود فى الدراما التليفزيونية، وشاهدنا علاقتها القوية بابنها الضابط، الذى ظل تحت قدميها، يرعاها ويطعمها ويشربها، ويرفض الاستعانة بغيره لمساعدتها.

< ما سر قبولك التعاون مرة أخرى مع المخرج محمد سامى فى «نسل الأغراب» بعد تعاونكما معا فى «الأسطورة»؟
ــ بصراحة السبب عاطفى، فحينما تعاونت مع محمد سامى فى «الأسطورة» أحببته، فهو شاب موهوب، ومتمكن من أدواته، ولديه قدرة على ترجمة ما يريده على الشاشة، وحينما عرض على الدور بصراحة لم أتردد، لأنه حقق لى ما كنت أتمناه، ويكفى أن الشخصية جديدة بالنسبة لى، وعلى الرغم من أننى قدمت دور الأم من قبل، فإننى ــ ولأول مرة ــ جسدت دور الأم القعيدة، التى لا تتحرك إلا بـ«كرسى متحرك» وتستند تماما على أكتاف نجلها، وتجمعهما علاقة نادرة الوجود فى هذا الزمن.

< كيف تعاملت مع الكرسى المتحرك الذى لم تتخلى عنه طوال التصوير؟
ــ لا أبالغ إذا قلت إننى اندهشت من نفسى، ومن تكيفى مع الكرسى المتحرك بهذا الشكل، فالشخص القعيد له مواصفات شكلية معينة نتيجة جلوسه طوال الوقت على «كرسى» فنجد أن وجهه غالبا ما يكون متهدلا، وكذلك أكتافه، وصوته يكون خاليا من الحيوية، وحينما فهمت طبيعة الشخصية وتقمصتها، استغربت جدا من شكلى على الشاشة، فلم أكن اتوقع حقا أن اظهر بهذا المظهر الذى عكس الحالة الصحية للشخصية التى ألعبها، والحمد لله أنه لاقى ردود أفعال طيبة للغاية، خاصة الإشادة باللهجة الصعيدية، والتى هى بالمناسبة صعبة للغاية، وطوال مشوارى قمت بالتمثيل باللهجة الصعيدية مرتين فقط إحداهما بالسينما من خلال فيلم «الطوق والإسورة» ومسلسل فى بداية حياتى اسمه «هراس جاى» وأخذت وقتا طويلا للغاية حتى أعتاد الحديث باللهجة الصعيدية حتى يشعر المشاهد كأنها طبيعية وليست مفتعلة.

< هل المشاهد الكوميدية التى جمعتك بالفنان دياب الذى لعب دور ابنك كانت وليدة اللحظة؟
ــ هى تبدو كذلك بالنسبة للمشاهد، لأننا أديناها أنا و«دياب» بانسجام كامل، لكنها فى الحقيقة كانت مكتوبة فى السيناريو، فعلى الرغم من أن العمل قائم على صراع بين بطلين ومشاهد دموية وعراك طوال الوقت فإن البسمة كانت تأتى من علاقة الحاجة نجاة وابنها الضابط على الغريب، فهى العلاقة السوية الوحيدة غالبا فى المسلسل، فهناك حب واحترام وتقدير بين الأم وابنها، وسعدت كثيرا حينما علمت ان مشهد «المخلل» أصبح حديث مواقع التواصل الاإجتماعى، حينما دفعت ابنى الضابط أن يخلل لى ليمونًا، ولم أحتفظ بالسر، وفى كل مناسبة كنت أتباهى أمام الناس أنه حقق لى رغبتى.

< ما تعليقك على تعرض المسلسل لهجوم وانتقادات شديدة منذ بداية عرضه؟
ــ أرى أننا كصناع العمل لعبنا دورا كبيرا فى هذا الامر، فكان لابد أن ننوه بأن هذا العمل ليس واقعيا، وأنه لا يعبر عن الصعيد، فمسلسل «نسل الأغراب» أقرب للملحمة الشعبية، أو السير الشعبية التى صنعها المؤلف، أى من ابتكاره ووحى خياله، ربما يكون هذا التوصيف هو الأدق للمسلسل، لكن هذا لم يحدث، ولم يتم التنويه عنه فى تيتر المسلسل، أو الدعاية الخاصة به، وظن الجمهور أن العمل ينتمى للدراما الصعيدية التى اعتادها، وحينما شاهد حجم المبالغة فى الأزياء والقصور، كان طبيعيا أن يهاجم وينتقد، لكن أؤكد أن المسلسل لا يعبر عن واقع الصعيد فى شىء، وكل الفخامة التى شاهدناها فى القصور التى يعيش فيها الأبطال، وطريقة كلامهم، والعنف الذى يمارسونه يؤكد أننا أمام قصة من وحى الخيال، ربما يتم تفسيرها بشكل سياسى، وربما يتم التعامل معها على أنها سيرة شعبية، الأمر فى النهاية متروك للمشاهد.

< ولكن هل التنويه كان يكفى لوقف حملة الهجوم على المسلسل؟
ــ المفترض، لأن الهجوم لن يكون فى محله حينها، وللعلم فأنا على المستوى الشخصى قدمت أكثر من عمل نوهنا أن أحداثه من وحى الخيال مثل مسلسل «عصفور النار» فالأحداث كانت تدور فى قرية لها عادات وتقاليد خاصة بها تماما، وغير متعارف عليها فى أى قرية مصرية أخرى، وتقبل الجمهور العمل بشكل رائع.

< ما رأيك فى محمد سامى كمؤلف خاصة أنك تعاونت مع كبار مؤلفى الدراما التليفزيونية؟
ــ محمد سامى المخرج، متمكن جدا وموهوب، ومتفوق بدليل النجاحات المتتالية التى حققها، أما «المؤلف» فلا يزال فى بداية الطريق، فالكتابة ليست مجاله، ومع ذلك فقط نجح بمفرده أن يتعرض لأماكن درامية حلوة، وقدم لنا صراعا دراميا حلوا، بالطبع لا نستطيع أن نقول إن السيناريو جيد جدا من كل جوانبه، لكن من يستطيع فعل هذا، فأسامة أنور عكاشة بكل تاريخه لا نستطيع أن نقول إنه تفوق فى كل جوانب اعماله لكن نقول إن المجمل كان جيدا.

< الناس لم تعِ كثيرا كيف لأم ربت ضابط شرطة بكل هذه الصفات أن تحب سعفان هذا الرجل المجرم القاتل وتقدم له كل الدعم والمساندة!
ــ أعتقد أن هذا من إحدى جماليات الدور والسيناريو ككل، فـ«سعفان» وهو الدور الذى لعبه الفنان أحمد السقا، ابن شقيقتى فى المسلسل وقمت بتربيته مع ابنى منذ أن كان صغيرا، وطبيعى أن أحبه كابنى، لكن حينما تحول لرجل قاسى القلب ودخل السجن لنحو 20 عاما، تغيرت المشاعر وتحول حبها له، لخوف منه على ابنها، وعليه كان طبيعيا أن تظهر له مشاعر الحب وتتقرب منه حتى تحمى ابنها الوحيد.

< بمناسبة الحديث عن الفنان أحمد السقا كيف تصفين العلاقة بينكما خاصة أنه بدأ مشواره كممثل معك واسمك يتصدر تيتر «النوة»؟
ــ هذه هى طبيعة الزمن، وأنا سعيدة للغاية بالنجاح الكبير الذى حققه «السقا» فبالفعل أول مرة مثل فيها فى حياته بالتلفزيون كان معى فى مسلسل «النوة» ومن حينها وهو يدرك قيمة الالتزام والانتظام فى الحضور، والعلاقة بيننا أكثر من رائعة، وكواليس العمل كلها كانت جميلة، وكذلك علاقتى بالفنان أمير كرارة الذى لم أتعاون معه من قبل، واشهد انه ممثل محترم، جاهز طوال الوقت.

< وماذا عن الفنانة مى عمر وما يتردد عن أنه يتم مجاملتها باعتبارها زوجة مخرج العمل طوال الوقت وإضافة مشاهد كثيرة لها على حساب الأدوار الأخرى؟
ــ هذا الكلام ليس جديدا، وأذكر أن مى تعرضت لحملة مشابهه فى مسلسل «الأسطورة»، لكن أود أن اوضح أن إضافة مشاهد ليس امرا يحتاج لسرية، فالعمل مكتوب، ونحن جميعا ندخل التصوير وفى أيدينا الورق، ولم ألاحظ انه تم اضافة مشاهد لها، إلى جانب ان «سامى» هو مؤلف العمل، ولو كان يريد كتابة مشاهد كثيرة لها على حساب الاخرين لفعل قبل التصوير.

< هل تشعرين أن مى عمر تتعرض لظلم شديد مثل الظلم الذى تعرضتى له حينما تزوجتى المخرج محمد فاضل وما أشيع عن كونه لا يستعين بممثلة غيرك؟
ــ المقارنة ليست فى محلها على الإطلاق، خاصة اننى حينما تزوجت من محمد فاضل كنت ممثلة معروفة ولى اعمال كثيرة ناجحة سواء بالسينما أو التليفزيون والمسرح، ولم ارتبط بـ«فاضل» الا بعد مسلسل «ليلة القبض على فاطمة» أى اننى كنت بطلة لأعمالى قبل زواجى منه، واسمى يتصدر التيترات وادوارى كبيرة، والهجوم الذى تعرضت له لم يكن مبررا، واتحدى ان يستدل احدا بدورا لم اكن مناسبة له، لكن مى لا تزال فى بداية مشوارها واعتقد ان عمرها الفنى لم يصل لـ5 أعوام، وشهرتها ارتبطت بوجودها فى مسلسلات زوجها، لكن فى النهاية انا ضد العنف فى النقد، ومع اتاحة الفرصة فالفن لا يعترف بالواسطة، واود ان اشيد باداء ريم سامى شقيقة المخرج محمد سامى، والتى تعرضت لهجوم ايضا رغم انها بنت مجتهدة، وتسعى لتطوير نفسها، وهى لديها «عيب» الحديث بسرعة كبيرة مما يصعب على المشاهد فهم ما تقوله جيدا، وهى من ناحيتها قامت على الفور بتصحيح هذا العيب من خلال تعاونها مع متخصصين.

< فى وجود عدد كبير من النجوم فى مسلسل «نسل الأغراب» هل حرصت على معرفة طريقة كتابة اسمك على التيتر؟
ــ أبدا، فهذا الأمر حدث مرة واحدة حينما تعاونت مع المخرج محمد سامى فى مسلسل «الاسطورة» بطولة محمد رمضان، وحرصت أن اعرف كيف سيتم كتابة اسمى على التيتر لانها اول مرة اتعاون معه، وبصراحة تجاوب معى بشدة وقدمنى على التيتر بطريقة لاقت اعجابى، وفى هذا المسلسل لم أثر الموضوع، لأنى اعرف كيف سيقدرنى محمد سامى، وكان عند حسن ظنى حيث راعى اسمى وتاريخى وقدمنى على التيتر بنفس طريقة «الأسطورة».

< بما تفسرين اعتذار الفنان محمد رمضان عن الاشتراك فى بطولة «نسل الاغراب» مع أحمد السقا خاصة انه سبق وتعاونت معه وتعرفينه عن قرب؟
ــ اعتذار محمد رمضان كان متوقعا، لأنه ربما يرى أن «المناصفة» فى البطولة لا تناسبه فى هذه المرحلة، وهو حقه بكل تأكيد، فكل فنان يدرس كيف سيؤثر العمل الذى يشارك فيه فى مشواره، وله وجهة نظر خاصة به لا يمكن لومه عليها، أو انتقاده فهو حر فى قيادة مشواره وتجاربه الفنية.

< أخيرا كيف تقييمين موسم الدراما الرمضانية هذا العام؟
ــ أرى ان هذا العام شهد موسما من أحسن المواسم على مدى السنوات الأخيرة الماضية، وشهد اعمالا قوية مثل «الاختيار» و«هجمة مرتدة» و«لعبة نيوتن» و» خلى بالك من زيزى» وكلها اعمال تم إعلاء قيمة الورق والإخراج، وكل عناصر العمل الفنى الجيد، لكن للأسف لا يزال هناك اعمالا درامية لا يدرك صناعها خطورة ما يقدمونه، ولا يراعوا انهم يتنافسون فى ماراثون يحظى بنسبة مشاهدة كبيرة، ولابد ان يقدموا اعمالا تحمل رسالة ومضمونا بدلا من كم العنف والبلطجة والالفاظ الغريبة التى يتداولها الشباب فيما بينهم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved