رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية: حققنا الاكتفاء الذاتى من الدواجن والألبان -حوار

آخر تحديث: الأربعاء 22 يونيو 2022 - 10:29 م بتوقيت القاهرة

كتب ــ السيد علاء الدين:

توزيع 71 ألف رأس من إناث الماشية المُحسنة على صغار المربين خلال عامين.. نمتلك 8 ملايين رأس ماشية
إنتاجنا من اللحوم الحمراء ارتفع إلى 60%.. ونعتمد على الاستيراد من دول أمريكا الجنوبية
استهلكنا مليون طن لحوم سنويا.. والإنتاج المحلى يغطى نحو 550 ألف طن منها
صغار المربين يمتلكون من 70% إلى 80% من إجمالى الثروة الحيوانية
قال رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية بوزارة الزراعة، طارق سليمان، إن إجمالى الثروة الحيوانية فى مصر بلغ نحو 8 ملايين رأس ماشية؛ من عجول محلية ومُحسنة وأغنام وماعز وجمال ودواب، مضيفا أنه تم تسليم نحو 71 ألف رأس من إناث الماشية المُحسنة لصغار المربين خلال عامين.
وأضاف سليمان، فى حوار مع «الشروق»، أن حجم تمويل مشروع البتلو بلغ حتى الآن أكثر من 7 مليارات جنيه، واستفاد منه نحو 45 ألف من شباب الخريجين وصغار المربين والسيدات الريفيات، لتربية وتسمين 461 ألف رأس تقريبا.
وإلى نص الحوار:
* بداية.. حدثنا عن خطط الثروة الحيوانية والداجنة بالوزارة؟
ــ يتبنى قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة بوزارة الزراعة أسسا وقواعد علمية لتحقيق التنمية المستدامة، من خلال المشروعات القومية مثل البتلو ومراكز تجميع الألبان ورفع كفاءة وتطوير عنابر الدواجن، لكن هناك تحدى يواجهنا وهو الزيادة السكانية التى لا يقابلها زيادة فى عدد رءوس المواشى أو زيادة فى الثروة الحيوانية.
هذا الأمر دفعنا للبحث عن بدائل لزيادة معدلات أداء إنتاج الحيوانات والدواجن، وذلك من خلال المشروع القومى للتحسين الوراثى الذى يقوم على محورين أساسيين، أولهما السماح باستيراد سلالات لإنتاج الألبان أو اللحوم، أو استيراد مواشى ثنائية الغرض لصغار المربين.
* وإلى أى مدى أفاد المشروع قطاع الثروة الحيوانية فى مصر؟
ــ الأنواع المستوردة من الخارج لإنتاج اللحوم تتميز بمعدلات نمو متضاعف لمعدلات نمو السلالات المحلية، حيث تنتج المستوردة 1.5 كيلو يوميا؛ بعكس المحلية التى تنتج 750 جراما فقط، وكذلك الأمر بالنسبة للألبان، إذ تتجاوز إنتاجية السلالات المستوردة المنتجة للألبان 40 كيلو فى اليوم، بعكس السلالات المحلية المنتجة لـ7 كيلو فقط.
أما بالنسبة لصغار المربين فإنهم يحصلون على سلالات ثنائية الغرض سعرها أقل كما أنها تتأقلم مع الظروف المناخية المختلفة، وتنتج يوميا نحو 25 كيلو ألبان، ومعدلات نموها فى اليوم زيادة مرة ونصف عن المحلية.
* وما أبرز الدول التى نعتمد عليها فى استيراد المواشى المُحسنة؟
ــ نعتمد على العديد من الدول فى الواردات المُحسنة وراثيا؛ أبرزها دول أمريكا الجنوبية، مثل البرازيل وأوروجواى، أما احتياجاتنا من الذبائح الفورية فإنها تأتى غالبا من السودان.
* بكم يقدر إجمالى الثروة الحيوانية فى مصر الآن؟
ــ لدينا نحو 8 ملايين رأس ماشية تشمل العجول وإناثها بأعمارها المختلفة المحلى منها والمستورد، بجانب الأغنام والماعز والجمال وأيضا الدواب، والإناث وحدها نحو 2 مليون و880 ألف رأس، أما العجول الذكور نحو مليون و350 ألف رأس، والغنم نحو مليون و900 ألف، والماعز مليون و100 ألف، والدواب نحو 525 ألفا، والجمال نحو 239 ألف رأس.
* ما حجم إنتاجنا المحلى من اللحوم الحمراء الآن؟
ــ ارتفع إنتاجنا من اللحوم الحمراء إلى 60%، وهى نسبة متزايدة، ففى عام 2020 حققنا 52% من احتياجاتنا وكنا نستورد 48%، بعدها زاد إنتاجنا لـ 58% رغم جائحة كورونا على عكس العديد من الدول التى تقلص إنتاجها وتأثر بشكل كبير.
وهناك توجيهات سياسية بالحصول على سلالات مُحسنة مع السلالات المصرية، تتميز بمناعة عالية وتتأقلم مع الظروف المناخية المحلية، وبالتالى يستطيع صغار المربين الحصول على هذه الأنواع، كما نوفر التوعية بشكل كبير للحفاظ على هذه السلالات المُحسنة وكيفية التعامل معها.
* وكم يبلغ حجم الاستهلاك المحلى من اللحوم الحمراء سنويا؟
ــ استهلاك هذا العام من اللحوم نحو مليون طن، ومن المتوقع أن يغطى الإنتاج المحلى نحو 550 ألف طن، وسيتم استيراد الباقى، وصغار المربين يمتلكون نحو من 70 لـ80% من جملة الثروة الحيوانية فى مصر، ولذلك تم عمل مراكز لتجميع الألبان، والاهتمام بصغار المربين يُعد اهتماما بالثروة الحيوانية، وبالتالى تم استثناؤهم من بعض الشروط القانونية فى البنوك، بحيث يتم تمويله بعيدا عن كونه يمتلك بطاقة ضريبية أو سجل تجارى أم لا.
* كم بلغ عدد الرءوس المُحسنة المستوردة من الخارج ووزعت على المربين؟
ــ خلال العامين الماضيين تم تسليم نحو 71 ألف رأس من الإناث الماشية المحسنة لصغار المربين، أما الذكور المحسنة فإنها تكون بعض الحوم، والتلقيح يكون اصطناعيا فى مراكز التلقيح الصناعى المختلفة، ومجمعات الإنتاج الحيوانى المتكاملة.
* وما آليات تنفيذ خطة الرئيس السيسى بتوفير مليونى رأس مُحسنة خلال عامين؟
ــ تنفذ وزارة الزراعة حملات توعوية مكثفة للقطاع الخاص لتمويل صغار المربين؛ والبنوك لإقراضهم وشراء المواشى المُحسنة، كما تم توقيع بروتوكول بين وزارات الزراعة والأوقاف التضامن من أجل دعم تمويل صغار المربين فى هذا الأمر، وبروتوكولات أخرى مع شركات خاصة، وقريبا سيتم توقيع بروتوكول مع الجمعيات التعاونية لتوزيع السلالات المُحسنة.
* وما نوعية الخدمات التى سيقدمها مجمع الإنتاج الحيوانى المتكامل للمربين؟
ــ تتمثل أهمية مجمع الإنتاج الحيوانى فى أنه نموذج للتنمية المستدامة للثروة الحيوانية، ويتم فيها مجموعة من المشروعات المتكاملة بداية من تصنيع الأعلاف والمجازر والبحث العلمى وعمليات التسمين، ويحدد النماذج التى يجب الاقتداء بها؛ والمشروعات الجديدة التى تأخذ موافقة لا بد أن تكون مشاريع متكاملة لها مصنع الأعلاف الخاص والمجزر وأيضا مركز للبحث والتلقيح الصناعى.
* كم بلغ حجم المخصصات المالية التى تُقرض لمشروع البتلو؟
ــ فى منتصف عام 2017 بدأنا مشروع البتلو بـ 100 مليون جنيه مخصصات مالية لإقراض المربين، وارتفع مقدار المخصصات المالية لتمويل المشروع فى 2022 إلى أكثر من 7 مليارات جنيه حتى الآن، ليستفيد منها 45 ألف من الشباب الخريجين وصغار المربين والسيدات الريفية؛ لتربية وتسمين 461 ألف رأس تقريبا، ويجرم القانون ذبح العجول أقل من 400 كيلو؛ وقبل مشروع البتلو كانت تذبح أقل من 100 كيلو، مما كان يُهدد الثروة الحيوانية إلى جانب ذبح الإناث.
* بهذه المشروعات.. هل حققت مصر الاكتفاء الذاتى من الألبان؟
ــ بالتأكيد؛ حققنا الاكتفاء الذاتى من الألبان بنسبة 100%؛ ويتم تصدير ما يزيد على احتياجاتنا وأيضا من الألبان المصنعة، ويتم استيراد كميات قليلة من اللبن البودرة لاستخدامه فى بعض الصناعات التى لا تستقيم إلا بها.
* وهل تطابق الأمر بالنسبة للبيض والدواجن؟
ــ بشكل كبير نعم، فمصر حققت الاكتفاء الذاتى من البيض بنسبة 100%؛ وتصدر الباقى عن احتياجاتها، وبالنسبة لدجاج التسمين فإننا نقترب كثيرا من نسبة 100%، لكن فى بعض المواسم تختلف هذه النسبة لأسباب تتعلق بالظروف الجوية والعوامل الطبيعية، لكن فى 2022 لم نستورد أية دواجن من الخارج.
ونحاول دعم مربى الدواجن لتحقيق هامش ربح مناسب حتى لا يتركوا هذه الصناعة، حيث إن المنتج إذا لم يحقق ربحا مناسبا فإن صاحبه لن يستمر فى الاتجار به.
* إذا ما سبب ارتفاع أسعار الدواجن رغم تحقيق الاكتفاء الذاتى؟
ــ تعتبر مصر أقل دول العالم زيادة فى الأسعار بعد أزمات كورونا والحرب الروسية ــ الأوكرانية، حيث إن المنتج النهائى فى أى سلعة بالثروة الحيوانية والداجنة بمصر لم تزد أكثر من 12% فقط، رغم زيادة أسعار مدخلات الإنتاج وتكاليف الأشغال التى أثرت على جميع الدول بنسب وصلت من 45% إلى 50%؛ لارتفاع أسعار الوقود والنقل والشحن.
* وماذا عن تأثير ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج للأعلاف على الثروة الحيوانية والداجنة؟
ــ مصر حققت اكتفاء ذاتيا فى صناعة الأعلاف؛ ولا نستورد سوى خامات الأعلاف فقط، كما أننا نصدر الأعلاف المُصنعة، واكتسبنا ثقة دول العالم فى صناعة الأعلاف فى مصر، والمتحكم فى أسعار الأعلاف هى البورصات العالمية، وليس جهات محددة.
كما أن الأعلاف تشكل نحو 60% إلى 80% من جملة مصروفات أى مشروع ثروة حيوانية أو إنتاج داجنى، كما إننا نكثف الدور الرقابى على صناعة الأعلاف سواء باللجان التفتيشية الثابتة أو المتنقلة على مصانع الأعلاف ومحال وأماكن بيعها، وفى الماضى كانت لجان التفتيش ترصد العديد من المخالفات، لكن الآن يمكن أن تمضى شهور دون رصد لأى مخالفات، بسبب تشديد العقوبات التى تصل إلى إيقاف تصنيع هذا المنتج بشكل فورى.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved