بوريس جونسون وترامب.. مواقف متشابهة وتأييد متبادل

آخر تحديث: الإثنين 22 يوليه 2019 - 2:48 ص بتوقيت القاهرة

محمد رزق

أكثر السياسيين تقاربا في وجهات النظر والآراء في الملفات الهامة
يتفقان على عداء المسلمين ورفض الاتحاد الأوروبي والتقارب مع إسرائيل والعداء ضد إيران ورفض المهاجرين
بات بوريس جونسون، السياسي والصحفي المخضرم ضمن الأسماء الأكثر تداولًا في وسائل الإعلام العالمية بعدما أصبح أقرب المرشحين للفوز بمنصب رئيس وزراء بريطانيا خلفًا تيريزا ماي، وجونسون صاحب الأصول الشركسية يُعرف بتصريحاته القوية العدائية منذ أن كان وزيرًا للخارجية البريطانية وقبلها عندما كان عمدة لندن.

ومن بين سياسي ومسؤولي العالم يُعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هو الأقرب لجونسون ليس على المستوى الشخصي إنما على المستوى الفكري والتصريحات، فلدى الشخصين العديد من الآراء المتشابة ويظهر هذا واضحًا من خلال التصريحات التي يدلي بها كلًا منهما بشكل دائم. 

وترصد «الشروق» خلال التقرير التالي أوجه التشابه بين جونسون وترامب في أكثر من قضية ومنها «العداء تجاه المسلمين، رفض الاتحاد الأوروبي، التقارب مع إسرائيل، العداء ضد إيران، العنصرية والمهاجرين».

عدائه للمسلمين..

يُعرف عن جونسون عداءه الشديد تجاه المسلمين رغم أصوله العربية، وأن جده الأكبر على كمال كان مسلمًا، خلال توليه منصب عمدة لندن كان يُضيق الخناق على المسلمين ووصفه البعض وقتها أنه "مُعادي للمسلمين"، وكانت آخر تصريحاته عندما قال إن الإسلام تسبب في أن العالم الإسلامي "تخلف قرون" عن الغرب، حسبما ذكرت صحيفة "الجارديان البريطانية".

في عام ٢٠٠٦ تحدث جونسون فى ملحق تمت إضافته إلى إصدار جديد من كتابه "حلم روما" عن الإمبراطورية الرومانية قائلًا: "إن هناك شيئًا ما عن الإسلام يعوق التنمية في أجزاء من العالم لذلك المظلمة الإسلامية عاملًا في كل الصراعات".

وأحد أشهر تصريحاته تجاه الأشخاص المسلمين، عندما وصف السيدات المسلمات المنتقبات، بأنهن أشبه بصناديق البريد ولصوص البنوك، قائلًا إن الإسلام أخر البلاد التي تؤمن به بسبب عدم وجود ديمقراطية بها.

أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لايحتاج للحديث عنه كثيرًا بشأن كراهيته للإسلام، فخلال مقابلة سابقة له مع قناة "CNN" قال ترامب: "اعتقد أن الإسلام يكرهنا، هناك كراهية هائلة"، غير ذلك عقب تولية رئاسة أمريكا منع ترامب مواطني عدد من الدول الإسلامية من الحصول على دخول أمريكا.



الاتحاد الأوروبي..


بوريس جونسون، موقفه واضح تجاه قضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، منذ أن كان وزيرًا للخارجية واستقال رافضًا لسياسة ماي في التعامل مع ملف البريكست، فهو دائمًا يرى أن بقاء بلاده ضمن الاتحاد سيعود عليها بخسائر كبيرة.

جونسون وعد أن يكون يوم 31 أكتوبر من العام الجاري هو موعد خروج بلاده من الاتحاد سواء تم التوصل لاتفاق مع دول أوروبا أم لم يتوصل أيًا كانت العواقب.

ويُعد بوريس، أحد أسباب نجاح استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي إذ كانت دعواته للناخبين سببًا في ذلك، حيث أنه يرى أن الاتحاد الأوروبي وسيلة للسيطرة على بريطانيا لإنشاء أوروبا موحدة.

أما الرئيس الأمريكي ترامب من أكثر المؤيدين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فخلال زيارته إلى المملكة المتحدة في شهر يونيو الماضي، حث بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي بلا اتفاق وعلى رفض دفع 39 مليار جنيه استرليني مُتفق عليها كشرط للخروج، حسبما ذكرت صحيفة "صنداي تايمز البريطانية".

وخلال المقابلة طالب الحكومة البريطانية على اتباع نهجه التفاوضي في البريكست، قائلًا: "إذا كانوا لا يحصلون على ما يريدون كنت لأنسحب، إذا لم تحصلوا على الاتفاق الذي تريدونه إذا لم تحصلوا على اتفاق عادل، إذا انسحبوا".

التقارب مع إسرائيل..

خلال لقاء تلفزيوني أكد جونسون أنه "صهيوني حتى النخاع"، واصفًا إسرائيل بأنها دولة عظيمة ويحبها، وطلب من إسرائيل ضبط النفس في التعامل مع حركة حماس والمقاتلين في غزة قائلًا: "بالنسبة لنا نحن الذين ندعم إسرائيل بشكل دائم نريدها أن تظهر أكبر قدر ممكن من ضبط النفس في جميع أعمالها".

العلاقة بين ترامب وإسرائيل لاتحتاج للحديث كثيرًا فالأمر أصبح واضحًا التقارب بين البلدين، منذ اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية لها وحتى اعترافه بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان، والعديد من المواقف المؤيدة لإسرائيل ودعمه المستمر لهم ومنها "صفقة القرن".

العداء الشديد لإيران..

موقف جونسون تجاه إيران ليس واضحًا بشكل كبير فتارة يهاجم النظام الإيراني ويراع سبب المشاكل التي تحدث في المنطقة وتارة أخرى يرى أنه يجب التهدئة بينها وبين أمريكا، وأكد مؤخرًا جونسون أن طهران السبب في هذا الجنون الذي يحدث، وأفعالها هي التي دفعت أمريكا للانسحاب من الاتفاق النووي، وأنه سيحضر لإعادة العقوبات على طهران، وعقب ذلك بأيام أعلن أنه لن يدعم أمريكا في حرب ضد طهران وأنه يرفض الفكرة من الأساس.

ولا يحتاج الأمر الحديث كثيرًا عن عداء ترامب لإيران، فالصراع بينهما هو محور حديث العالم دائمًا وبشكل مستمر يحدث تصعيد بين الطرفين، ترامب انسحب من الاتفاق النووي الذي وقعه أوباما مع طهران عام ٢٠١٥، واتهم ترامب طهران بمحاولاتها المستمرة لزعزعة الأمن ودعم الإرهاب في العالم وسعيها لتصنيع السلاح النووي.

ترامب وقع العديد من العقوبات على طهران وبدأ في تهديد حدودها ونشر العديد من حاملات الطائرات في بحر الخليج المحيط لإيران، وتهديداته المستمرة بتوجيه ضربة عسكرية لمواقع إيرانية.

العنصرية والمهاجرين..

جونسون يُعد أحد العنصريين تجاه الأفارقة وحقوق المثليين ويُعرف بالعنصرية العرقية، وخلال عمله كصحفي كانت كتاباته دائمًا عنصرية، فيصف الأفارقة بالبطيخ، وكان يدافع عن الاستعمار الأوروبي لأي دولة إفريقية خاصةً دولة أوغندا.

خلال عمله في منصب عمدة لندن، كان جونسون معادي للمهاجرين، وكان يُطبق عليهم قوانين صارمة تتضمن إلزامهم بتعلم اللغة الإنجليزية وامتلاك مهارات لازمة للحصول على عمل، وطالب أكثر من مرة بتقنين أوضاع المهاجرين غير القانونيين.

وأخيرًا وصفت العديد من وسائل الإعلام حول العالم وداخل أمريكا ترامب، بالعنصري ضد أي شخص غير أمريكي الأصل، بل وصل الأمر إلى اتهام سياسين أمريكيين برغبته بسيطرة البيض على أمريكا ورفضه لما هو غير ذلك.

الرئيس الأمريكي يحارب ضد مواطني المكسيك ويمنع دخولهم بلاده ويعمل على بناء السور العازل بينهم، ووصف دول أفريقيا بالقذرة وأنها مصدر تجارة المخدرات وغيره.

آخر سقطات ترامب عندما هاجم أربع نائبات ديمقراطيات داخل مجلس النواب ذي أصول أفريقية عربية، وطالبهم بالعودة لبلادهم التي هي مصدر للفساد والكوارث بدلًا من بقائهم في أمريكا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved