صلاح عبدالله لـ«الشروق»: تصنيفى الآن صعب وأفيش «قيد عائلى» جعلنى أشعر بالتقصير فى حق نفسى

آخر تحديث: الإثنين 22 يوليه 2019 - 8:06 م بتوقيت القاهرة

حوار ــ سامى ميشيل:

*دراما صراع الثروة والعائلة تجد صدى واسعا بين الناس وهم بحاجة ليروا نتيجة أعمالهم فيها
*من الممكن أن يقدم الممثل بطولة مطلقة وبعدها يجلس فى منزله.. وسنى الآن يسمح لى باللعب فى بعض المناطق المعينة
*كل نجوم هذه الفترة حينما عملت معهم كانوا شبابا.. من «المصلحة» إلى «فكرة بمليون جنيه»
*تصنيفى الآن صعب ويمكننى تقديم شخصيات تجمع بين الكوميدى والتراجيدى
*قدمت بعض الأعمال فى السينما غير راضٍ عنها نهائيًا ولا أريد زيادتها
*نجاح أى مسلسل لا يرتبط بتوقيت عرضه بل بجودته ومدى تأثر الناس به
*أنا لست شاعرا بل أنا أكتب أشياء شبيهة بالشعر وأفعلها حسب «المزاج»

فنان كبير لديه القدرة على تشكيل نفسه وموهبته فى أى شخصية يقدمها مهما كانت صعبة أو معقدة، وأصبح تواجده مهما فى أى عمل يشارك به، حتى وإن كان ضيف شرف، واستطاع لفت الأنظار منذ فترة طويلة بمجموعة من الأعمال المختلفة سواء بالسينما أو التلفزيون. ويؤكد صلاح عبدالله فى حديثه مع «الشروق» أنه يرغب هذه الفترة بعد مشواره الطويل الحفاظ على جودة الأعمال الفنية التى يقدمها للمشاهدين ويسعدون بها، فلا يريد دخول أى عمل لن يضيف له جديد فى مسيرته الفنية.
* فى البداية سألته ما الذى حمسك للمشاركة فى مسلسل «قيد عائلى»؟
ــ عوامل كثيرة فى مقدمتها سيناريو المسلسل، والشخصية التى تدور حولها الأحداث وألعبها، وشركة الإنتاج التى من الطبيعى قبل الدخول فى العمل مع أى شركة لابد أن أعلم ما هى الأعمال التى أنتجتها وتعاملاتهم، وشركة قيد عائلى محترمة للغاية وقدمت أعمالا ناجحة، ولقد عملت معهم من قبل فى ظهور خاص بمسلسل الطوفان عام 2017 م، وما شجعنى أيضًا المخرج تامر حمزة وأنا أحبه وأحترم قدراته لأنه مميز، بالإضافة للمؤلفين المتميزين محمد رجائى وميشيل نبيل، وفريق العمل الذى جمع بين أعمار مختلفة من النجوم الكبار والشباب.
* فكرة تناول الثروة والصراع العائلى.. إلى أى مدى ترى المجتمع فى حاجة إليها الآن؟
ــ فكرة المسلسل تتحرك فى أكثر من اتجاه مختلف غير المال فقط، مثل اتجاه العلاقات بين الشخصيات والتواصل، واتجاه صلة الرحم، فهى فكرة مهمة وتناقش قضايا حساسة واجتماعية، ودليل ذلك أن الكثير من المسلسلات والأفلام التى تحدثت عن صراع الثروة والعائلة حققت نجاحا كبيرا، وصدى واسعا بين الناس. والمجتمع يحتاج هذه النوعية بالطبع، حتى يرى نتيجة الصراعات والخلافات، ويعلم أيضًا أن الطبقات الغنية رغم أنها تتمتع براحة مادية إلا أنها تنشغل بالصراع.
* غيابك عن أفيش المسلسل قابلته بتصميم آخر بنفسك وطرحته عبر حسابك على تويتر.. هل صلاح عبدالله يتعامل بهذه البساطة مع صورته على الأفيش؟
ــ ما قمت به عبر حسابى بموقع «تويتر» كان مجرد مزحة، وسبب عدم وجودى على أفيش المسلسل هو أنه كان يوجد يوم مخصص للتصوير الفوتوغرافى لفريق عمل المسلسل، وبالصدفة فى ذلك اليوم كان لدى ارتباط آخر بتصوير مسلسل «هوجان»، ولم تكن هناك إمكانية بأن يتم تأجيل تصوير «هوجان»، فتغيبت عن التصوير الفوتوغرافى، وكنت سأعوضه فى يوم ثانٍ، ولكن مع انشغالى ومرورى ببعض المشاكل الإنتاجية، لم يعاد يوم التصوير مرة أخرى، وقد تم طرح أفيش المسلسل من أجل تمهيد عرضه، وفيما بعد قاموا بتعديله، وبشكل عام ذلك لم يفرق معى فى شىء، لكنى وجدت بناتى يسألوننى عن سبب هذا، ولقد شعرت بالتقصير تجاهى، لأننى لا يوجد عمل فنى أشارك فيه إلا وآخذ وضعا مناسبا على الأفيش.
* رغم أن أدوارك رئيسية فى أعمالك وتدور حولها الأحداث.. لكن لماذا لا تحرص على تقديم أعمال تحمل اسمك؟
ــ البطولة المطلقة لها ظروفها الخاصة ولابد من التعامل معها بذكاء، وهل هى متاحة أم لا؟، وهل ستقدم صح أم لا؟، ولقد تصدرت البطولة فى ثلاثة أعمال ولكن منذ فترة طويلة، ومن الممكن أن يقدم الممثل بطولة مطلقة وبعدها يجلس فى منزله فلا يجد أعمالا تعرض عليه، بالإضافة إلى أن سنى يسمح لى باللعب فى بعض المناطق المعينة، ولو جاءتنى فرصة البطولة المطلقة لن أرفضها ولكن بشكل معين، حيث تكون فيه شركة الإنتاج قوية وقادرة على إنتاج العمل جيدا، وتقديمه فى الوقت الصحيح وعمل الدعايا اللازمة. وبشكل عام البطولة المطلقة لم تعد حلمى.
* عملت مع على ربيع فى رمضان.. على أى أساس توافق على العمل مع فنان شاب لا يزال يشق طريقه؟
ــ منذ وقت طويل وأنا أقدم أعمالا مع جيل الشباب، فهذا شىء ليس بالجديد على، وكل نجوم هذه الفترة حينما عملت معهم كانوا شبابا، وأكبر مثال على كلامى، تمثيلى مع أحمد عز فى بداياته، مثل فيلم «المصلحة، والشبح، والرهينة، و365 يوم سعادة، وحلم عزيز، ومسلسل الأدهم، ومسلسل الإكسلانس»، بالإضافة لتمثيلى مع الثلاثى هشام ماجد وفهمى وشيكو، وقدمت أيضًا فيلم «كلاشنكوف» مع محمد رجب، والبطولات الجماعية مثل فيلم «مقلب حرامية». ومثلت مع أحمد السقا هو ومحمد هنيدى، والراحل علاء ولى الدين فى بداياتهم. وبالنسبة لشخصية «مصباح» والد على ربيع فى مسلسل «فكرة بمليون جنيه» الذى عرض هذا العام فى دراما رمضان، فهى كانت شخصية «فرفشة» وأحببتها. و«ربيع» أصبح بطلا وتباع المسلسلات باسمه، وأنا أحبه لأنه جميل وناجح لذا عملت معه. مثلما عملت مع دنيا سمير غانم فى أكثر من عمل، وظهرت فى مسلسل «الواد سيد الشحات» مع أحمد فهمى وهنا الزاهد ومحمد عبدالرحمن.
* إلى أى نوعية تميل أكثر الأعمال الكوميدية أم التراجيدية؟
ــ لقد عملت لمدة فترة طويلة فى الأعمال الكوميدية على الساحة الفنية، حتى تغير ذلك حينما قدمت فيلم «مواطن ومخبر وحرامى»، وفيلم «الرغبة»، حيث أثبتت هذه الأعمال أن صلاح عبدالله يستطيع تمثيل شخصيات مختلفة غير الكوميدى، أو شخصيات تجمع بين الكوميدى والتراجيدى.
* هل تفضل تصنيفك ككوميديان؟
ــ لا أفضل التنصيف عادة، وحتى هذه اللحظة هناك الكثير يكتبون عنى الممثل الكوميدى صلاح عبدالله بسبب أن الأدوار التى لعبتها بالمسرح كوميدية، أما فى هذه الفترة فيصعب تصنيفى نظرا لتنوع ما قدمته أخيرا، مثل دورى فى مسلسل «قيد عائلى»، ومسلسل «عوالم خفية» مع الفنان عادل إمام، وغيرهما من المسلسلات.
* عرض لك مسلسلات فى رمضان وخارجه.. ردود الأفعال كانت أقوى فى أيهما؟
ــ نجاح أى مسلسل لا يرتبط بتوقيت محدد بعينه، بل بجودته ووقت إذاعته، والقناة التى يعرض فيها ومدى تأثر الناس بها، فمثلا مسلسل «ريا وسكينة» حينما عرض كان فى رمضان وحقق نجاحا كبيرا، ومسلسل «ذئاب الجبل» عرض خارج رمضان وحقق نجاحا كبيرا أيضًا، لذا فالنجاح والتأثير يرتبطان بعوامل كثيرة.
* تكرر التعاون مع محمد إمام فى فيلم «لص بغداد» بعد «هوجان».. هل تكرار العمل يقوم على الكيمياء بين الأبطال أم فقط لحاجة الدور للممثل؟
ــ أقدم فى فيلم «لص بغداد» مشهدا واحدا فقط، وأنا أحب محمد للغاية، فهو ابنى وأخى وصاحبى جدًا هو وكريم محمود عبدالعزيز نفس المحبة، حيث استطاع الاثنان إثبات نجاحهما على الساحة الفنية بعيدًا عن تاريخ والديهما الكبير، وحب الناس الحقيقى من القلب للممثل عادة ليس به واسطة نهائى، والواسطة لا تجعلك نجما لك تأثير أبدا.
* ما الذى جذبك للظهور كضيف شرف فى فيلم «قهوة بورصة مصر»؟.. ألم تخشَ من هذه التجربة خاصة أن الفيلم ليس بطولة نجم شباك؟
ــ لقد شاركت فيه لعلاقتى القوية وحبى لعلاء مرسى وهذا ما دفعنى للظهور بالعمل قبل حتى قراءتى للورق، وفيما بعد تحدثنا عن التفاصيل المهمة والشخصية وأحداث الفيلم. لم أتخوف مطلقًا من عدم وجود نجم شباك، بل خوفى كان على علاء نفسه، وتحدثت معه كثيرا، وحققت تجربة الفيلم نجاحا أدبيا جيدا، شجع علاء على أن يقوم بعمل أفلام أخرى، خاصة بعدما عرفنا أخطاء التجربة الأولى، حيث لم تكن هناك دعاية كافية، وقصرت على مواقع التواصل، والسينمات التى عرض فيها كانت محدودة، والوقت لم يكن مناسبا لوجود أفلام كبيرة، وبطولة كأس الأمم الإفريقية، لكن فى النهاية الفيلم جيد وأصبح فى أرشيف السينما المصرية.
* لماذا تركز منذ فترة على الأعمال التلفزيونية أكثر من السينما؟
ــ لا أركز على مجال أو ساحة معينة، بل الأعمال التى تأتينى هى التى تحدد، وتأتينى أفلام عادة لكنى أرى أن مشاركتى فيها لن تضيف لى شيئا جديدا، وعروض الدراما التلفزيونية التى تعرض على أفضل منها، وأنا قدمت بعض الأعمال فى السينما غير راضٍ عنها نهائيًا، لذا أنا لا أريد زيادة الأعمال التى لست راضيًا عنها، وهذا منطقى فى التعامل مع السينما.
* رغم أن بداياتك فى المجال الفنى كانت مع الفنان محمد صبحى إلا أنكما لم تجمعكما أعمال منذ فترة طويلة؟
ــ عملت مع الفنان محمد صبحى فى البدايات بمسرحية «الهمجى» وتوقفت فيما بعد الفرقة، وذهبت لفرقة أخرى ولم نستطع أن نجتمع مرة أخرى فى أعمال فنية، ولكن محمد صبحى والمؤلف المسرحى لينين الرملى كانا بدايتى الحقيقية، وهما من أقنعانى باحتراف التمثيل والتفرغ له تمامًا.
* لماذا تحدثت عن أجرك بمسرحية «المهزوز» عبر حسابك بتويتر؟.. وهل ترى أن الفن يعانى من قلة الجودة رغم ارتفاع الأجور فى الفترات الأخيرة؟
ــ قصدت أن أقول للشباب بدلا من الجلوس على المقاهى والاهتمام بمواقع التواصل، اعملوا وخذوا الخطوة الأولى حتى ولو كان الأجر قليلا، وذلك الأجر كان فى بدايتى بعالم الفن، ولم يكن مبلغًا كبيرا فى هذا الوقت، وأجرى كان يصل إلى 90 جنيها بعد خصم ثمن المواصلات وغيرها، وفيما بعد أصبح 600 جنيه، ثم 1500، حتى وصلت لأجرى هذه الأيام. الفن لا يعانى مطلقًا من قلة الجودة، ودليل ذلك الأعمال السينمائية والدرامية الرائعة التى شاهدناها فى العشر سنوات الأخيرة، وأبرزها هذه الأيام فيلم «الممر»، وأتوقع أن تزيد جود الأعمال الفترة القادمة.
* تمتلك موهبة فى الشعر وتترجمها لمواقف حياتية عبر حسابك بموقع تويتر.. لماذا تتعامل معه بروح الهواية؟
ــ أنا لست شاعار، بل أنا أكتب أشياء شبيهة بالشعر، أوقات تكون مظبوطة، وأوقات ثانية لا، وأنا أطلق على ما أكتبه «نثر»، ولقد كنت أكتب منذ الثمانينيات وحتى بداية التسعينيات، حيث ألفت أغانى مسرح ومسلسلات واستعراضات، لكنى وجدت أن الكتابة تأخذ من وقتى كثيرا وتبعدنى عن مجال التمثيل، فقررت أن أجعل الكتابة على حسب «المزاج»، وتوقفت عن الكتابة لفترة طويلة، ولكنى حينما أصبحت نشطًا على مواقع التواصل عدت للكتابة مرة أخرى. وأصبحت متواجدا على وسائل التواصل نظرا لكبر سنى وقلة خروجى إلا فى أوردرات التصوير، ورغم ما تحمله وسائل التواصل من مشاكل، إلا أنها بها ناس تكتب جيدا.
* أنت متابع كروى جيد وتقول آراءك بلا خوف. ألا تخشى أن يتضايق منك أحد؟
ــ تحدث آرائى الكروية مشاكل عديدة لى خاصة من الذين يختلفون معى سياسيًا، وفى البداية أحدث ذلك لى قلقا لكنى أدركت فيما بعد أبعاد الموضوع، فمثال على هذا حينما أجد حسابا يشتمنى أدخل عليه فأجده حديثا، فأيقنت أن أغلب من يقومون بذلك هى اللجان الإليكترونية التى ترغب فى كتم الآراء، ولكن فى نفس الوقت أجد أشخاصا مثقفين ويتفهمون ويقفون فى ظهرى، وعادة أصبحت أركز فيما أكتبه وإن وجدت أنه سيحدث مشاكل لا أكتبه. وحول كلامى عن محمد صلاح فأنا أحبه بشدة وأنصحه حتى يكون فى أفضل حالة، خاصة وأنه فخر مصر والعرب ولابد أن يحافظ على حب الناس له، والمكانة التى وصل إليها بصعوبة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved