أمين اللجنة الدولية للسدود الكبيرة يحذر: ارتفاع منسوب المياه أكبر خطر على السدود

آخر تحديث: الخميس 22 يوليه 2021 - 12:39 م بتوقيت القاهرة

هديل هلال

يشكّل ارتفاع منسوب مياه المجاري المائية الخطر الأكبر على أمن السدود في العالم نظراً إلى كونها معرّضة لتداعيات الاختلال المناخي، بحسب ما يؤكد الأمين العام للجنة الدولية للسدود الكبيرة ميشال دي فيفو، في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية «فرانس برس».

وتضمّ هذه الجمعية التي أسِسَت سنة 1928 علماء من 104 بلدان أعضاء. وهي أحصت حوالي 60 ألف سدّ كبير في العالم (يتخطّى ارتفاعها 15 مترا أو أنها تحتبس أكثر من ثلاثة ملايين متر مكعّب من المياه)، نصفها تقريبا في الصين.

وأوضح أن الخطر الأبرز على أمن السدود يكمن في المياه أكثر منه في الهزّات الأرضية، موضحًا أنه «عندما ترتفع المياه إلى الجزء غير المغمور من السدّ، تتغلغل فيه وتلحق أضرارا بأسس المنشأة وقد تطيح بها في نهاية المطاف».

واستشهد بإجلاء 180 ألف شخص سنة 2017 في أوروفيل بكاليفورنيا، إثر تضّرر آلية تفريغ فيض المياه في أعلى سدّ في الولايات المتحدة، منوهًا إلى أن الخطر يشتد خصوصا بالنسبة إلى السدود الركامية (الترابية)، وهي الأكثر شيوعا في العالم، من قبيل سدّ أسوان المصري.

وذكر أن السدود الحديثة في المناطق الجبلية في الصين أقيمت بتقنية الخرسانة المضغوطة بالمحدلة التي تتيح توفير المواد والتسريع في التشييد، قائلًا إن الصينيين والإسبان رائدون في هذا المجال.

وأشار إلى إمكانية الحدّ من هذا الخطر من خلال المراقبة المتواصلة للمنشأة ومحيطها بواسطة مجموعة أدوات تقيس مدى تنقّل مكوّناتها، مضيفًا أن أغلبية الهيكليات المشيّدة منذ سبعينات القرن الفائت مجهّزة بأدوات من هذا النوع.

وتابع أن هذه المراقبة تتيح أيضا الاستمرار في تشغيل السدّ، حتّى عند رصد ثغرة، مستطردًا: «الثغرات التي لا يتخطّى حجمها بضعة سنتمترات لا تعيق كثيرا عمل السدود، إذ لا بدّ من أن يكون السدّ قد تضرّر بشدّة كي ينهار. أمّا في الصين، فقد بلغت الفتحة 20 مترا قبل أن ينهار السدّ، ويوصى أيضا بالاستعانة بخبراء في الهندسة المدنية للكشف بانتظام على هذه المنشآت».

ولفت إلى أن اللجنة الدولية للسدود الكبيرة نشرت منذ فترة وجيزة إعلانا عالميا بشأن أمن السدود موجّها إلى السلطات العامة ومؤسسات التمويل في ظلّ تزايد المخاطر المحدقة بالسدود وإقدام مزيد من البلدان على تشييدها، مشددًا على أهمية تعزيز تدابير الاحتياط، لا سيّما في البلدان النامية.

ونوه إلى أن الخطر الأبرز يكمن في صعوبة استباق حدوث ارتفاع في منسوب المياه، مختتمًا: «صُمّمت السدود بحيث تقاوم الارتفاع الشديد في منسوب المياه منذ مئات السنين. غير أن التغير المناخي بات يغير المعادلة. فكمّيات المياه لا تتزايد بالضرورة لكن التقلّبات باتت أكثر شدّة، مع فترات جفاف أكثر طولا وارتفاع أكثر حدّة في مستوى المياه، ولا بدّ من مراجعة التوقعات المحلية بالنسبة إلى كلّ سدّ، إن توافرت. ومن شأن هذه الخطوة أن تساعد على تعزيز قواعد الإدارة وتكييفها».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved