دراسة جديدة تفتح باب الجدل.. هل تناول الحوامل عقار أسيتامينوفين يضر أطفالهن؟

آخر تحديث: الأحد 22 سبتمبر 2019 - 8:46 م بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

تتناول السيدات أثناء فترة الحمل الكثير من العقاقير أحيانًا، ومن بين هذه الأدوية "أسيتامينوفين" المعروف باسم العلامة التجارية "تايلينول"، وهو يساعد المرأة على مقاومة الإصابة بالحمى أو الأوجاع والآلام المصاحبة لشهور الحمل.

ونشر موقع "health line" تقريرًا جديدًا حول هذا العقار وآثاره على الطفل بعد الولادة مستندين إلى دراسة جديدة تناولت تأثيرات هذا الدواء.

وصدر التقرير في منتصف سبتمبر 2019 بمجلة علم الأوبئة المتخصصة في طب الأطفال وفترة الولادة، حول مدى ارتباط تناول عقار الأسيتامينوفين أثناء الحمل بمشكلة الانتباه وفرط النشاط والحركة عند الأطفال بعد الولادة.

وتركزت معظم الدراسات الوبائية المتعلقة بالآثار الضارة المحتملة للباراسيتامول "أسيتامينوفين" في الحمل على الربو عند الأطفال، وفي الآونة الأخيرة نظرت بعض دراسات إلى نتائج العقار على مشكلة فرط الحركة والنشاط عند الأطفال.

وأجرى الباحثون الدراسة على نساء يتراوح أعمار الأجنة لديهن بين 18 وحتى 32 أسبوعًا، و14000 طفل تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و11 عامًا، وتم اختبار معدل الذكاء والذاكرة حتى عمر 17 عامًا.

وربط الباحثون بين تناول الأسيتامينوفين بمشكلة فرط النشاط ومشاكل الانتباه إلى جانب السلوكيات الصعبة الأخرى التي تحدث للأطفال بعد الولادة، ووفق ما أشارت له الدراسة أن الأولاد أكثر عرضة من الفتيات للتأثيرات السلوكية للعقار، والذي يباع عادة باسم العلامة التجارية تايلينول والمعروف في أجزاء أخرى من العالم باسم الباراسيتامول.

وقال جان جولدينج، أستاذ بجامعة بريستول والمسئول الرئيسي عن الدراسة، إن النتائج يجب أن تخضع لمزيد من الدراسة، لأنه لا توجد أدلة كافية تدل على أن تناول الدواء يسبب مشاكل سلوكية، هناك فقط رابط بين الاثنين.

وأضاف: "تدعم دراستنا النتائج التي توصلت إليها دراستان رئيسيتان أخرتان والتي جمعت أيضًا معلومات من النساء أثناء الحمل وتقييم سلوك أطفالهن لاحقًا، وقد أظهر كلاهما ارتباطًا مشابهًا بين الباراسيتامول الذي تم تناوله أثناء الحمل والسلوك المفرط لدى أطفالهم".

ليست هذه هي المرة الأولى التي يرتبط فيها الأسيتامينوفين بقضايا سلوكية، ففي العام الماضي اقترحت الأدلة الواردة في المجلة الأمريكية لعلم الأوبئة أن المركب قد يكون مرتبطًا بزيادة خطر اضطراب طيف التوحد "ASD" واضطراب فرط النشاط الناتج عن نقص الانتباه "ADHD".

ووجدت دراسة أجريت عام 2017 أن خطر إنجاب طفل مصاب بأعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يزداد بشكل ملحوظ عندما تتناول الأم أسيتامينوفين لمدة تزيد عن 7 أيام أثناء الحمل، واستخدام الدواء لمدة 29 يومًا أو أكثر يضاعف من خطر إنجاب طفل مصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

قالت آن ز. باور، أستاذة مساعدة في جامعة ماساتشوستس لويل، إن 21 من أصل 22 دراسة رصدية بشرية شملت أكثر من 21,000 زوج من الأم والطفل معًا وجدت أن استخدام عقار الأسيتامينوفين أثناء الحمل قد يزيد من احتمال إصابة الطفل بسلوكيات عصبية.

وقالت الدكتورة نيكول سميث، المدير الطبي لممارسة طب جنين الأم في بريجهام ومستشفى النساء: "لقد اعتقدنا أن تناول عقار الأسيتامينوفين كان آمنًا طوال فترة الحمل ولكن الدراسات الوبائية الحديثة أثارت مخاوف بشأن اضطرابات الانتباه ومرض التوحد، ونظرًا لأننا لا نعرف ما هو السبب الرئيسي الذي يحدث الأذى فلا يمكننا كمتخصصين تحديد الجرعة المناسبة غير الضارة أو مدى تأثير الدواء على بعض النساء دون غيرهن".

وقالت الدكتورة سيرينا تشن، أخصائية الخصوبة لدى IRMS في نيو جيرسي، إن هناك احتمال أن يسبب تناول عقار الاسيتامينوفين ضررًا للطفل، لكن هذا لا يعني أن تناول عقار الاسيتامينوفين أثناء الحمل هو فكرة سيئة ومضر بشكل كامل، فهذا مجرد احتمال وأن الحمى أيضًا خطر على الأم والجنين وهذا العقار يكون منقذ لهما من هذا الخطر.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved