بعد أزمة دراسة الهيدروكسي كلوروكوين.. مجلة «ذا لانسيت» تعدل سياستها التحريرية

آخر تحديث: الثلاثاء 22 سبتمبر 2020 - 6:31 م بتوقيت القاهرة

سارة أحمد

عدلت مجلة "ذا لانسيت" الطبية الرائدة عالميا، سياستها التحريرية على خلفية سوء سلوك بحثي في دراسة نشرتها رصدت تأثير عقار هيدروكسي كلوروكوين المثير للجدل كعلاج للمصابين بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".

وتنص سياسة النشر الجديدة للمجلة على أنه "بالنسبة للمقالات البحثية الناتجة عن شراكة أكاديمية وتجارية، يجب أن يكون أحد المؤلفين الذين تمت تسميتهم على أنهم تمكنوا من الوصول إلى البيانات والتحقق منها من الفريق الأكاديمي"، بحسب صحيفة "جارديان" البريطانية.

كما سيطلب من جميع المؤلفين التوقيع على نموذج إقرارات المؤلف لتأكيد أن لديهم حق الوصول الكامل إلى البيانات الواردة في مقالاتهم، وقبول المسؤولية عن إرسال المقالة للنشر.

وقامت "ذا لانست" بتحديث سياسة مراجعة النظراء الخاصة بها، قائلة: "سيضمن المحررون أن يكون أحد المراجعين النظراء على الأقل على دراية بتفاصيل مجموعة البيانات التي يتم الإبلاغ عنها ويمكنه فهم نقاط القوة والقيود الخاصة بها والتعليق عليها فيما يتعلق بسؤال البحث الذي تتم معالجته".

ونشرت "ذا لانسيت" في مايو الماضي، دراسة حول عقار هيدروكسي كلوروكوين المثير للجدل، والتي خلصت إلى أن نسب الوفيات من بين مرضى كورونا الذين تلقوا جرعة من العقار كانت أكبر، فضلا عن ارتفاع أعداد الذين عانوا من مضاعفات مرتبطة بالقلب من بين المصابين عن نظرائهم الذين لم يحصلوا على هذا الدواء.

وحللت الدراسة بيانات ما يقرب من 15 ألف مصاب بكورونا من بين الذين تناولوا هيدروكسي كلوروكوين فقط أو مع بعض المضادات الحيوية، وقارنت الدراسة بين هذه البيانات وبيانات 81 ألف مصاب لم يتناولوا هذا العقار.

ووفقا للمجلة، تم تسجيل هذه البيانات من قبل المستشفيات في جميع أنحاء العالم في قاعدة بيانات خاصة بشركة تحليل البيانات الأمريكية "سورجيسفير".

ودفعت نتائج هذه الدراسة منظمة الصحة العالمية إلى وقف تجاربها السريرية للعقار، بالنظر إلى نتائج الورقة البحثية التي تشير إلى ارتباطه بالوفيات والمضاعفات.

لكن بعد أيام من نشر الورقة البحثية، تم الكشف عن أخطاء في البيانات الأسترالية التي تضمنتها الدراسة، وأكد أطباء بارزون في أستراليا أنهم لم يسمعوا من قبل أي معلومات عن قاعدة بيانات خاصة بشركة "سورجيسفير"، كما كشف باحثون آخرون في دول أخرى مشاكل مشابهة تتعلق بأعداد ضحايا ومصابي كورونا في مستشفيات بلادهم.

وسحبت "ذا لانسيت" الورقة البحثية القائمة على قاعدة بيانات "سورجيسفير" وتعهدت بمراجعة سياسة النشر الخاصة بها.