أهالى سيناء يروضون السيول بـ«السدة» و«الهرابة»

آخر تحديث: الإثنين 22 أكتوبر 2018 - 10:10 م بتوقيت القاهرة

مصطفى سنجر:

حجز المياه فى مجارى الوديان لاستخدامها فى الزراعة وسقى المواشى.. وبناء صهاريج تحت الأرض لمياه الشرب
شوشة: الانتهاء من الاستعدادات المبكرة ومنظومة متكاملة لمواجهة الأخطار.. والمعداوى: تعليمات دورية بشأن تطهير مجرى الوادى من العوائق
مطالبات بتوسيع غطاء الإعانات الاجتماعية وبلدوزر حكومى لإصلاح السدود فى وادى العريش
بقدرات البادية، نجح أبناء وسط سيناء فى ترويض جموح السيول، التى شكلت وديانها تفاصيل جغرافية وضعت فيها القبائل رحالها لتضيف إلى تلك الصحارى لمسات خضراء، فيما دخل الجانب الحكومى على خط الحياة لدعم هذه المساحات بمخططات مختلفة، بعد أن فوجئ أهالى شمال سيناء فى يناير 2010 بتحرك السيول فى وادى العريش الجاف بعد عشرات السنين من السكون، ما خلف خسائر بشرية ومادية فادحة وصلت إلى 138 مليون جنيه تركزت فى مدينة العريش، وفقا للتقارير الرسمية، إلا أن الأهالى نجحوا فى الاستفادة من هذه الأزمة وتحويلها إلى نعمة من خلال الاستفادة من مياه الأمطار.
جمعة ترابين، المزارع من منطقة المنبطح التابعة لمركز الحسنة بوسط سيناء، يشير إلى اختراق وديان عدة محيط قريته لتصل جميعها فى وادى العريش أكبر وديان شبه جزيرة سيناء، الذى يشمل روافد منها وادى المنبطح، ووادى الجايفة، ووادى المويلح، ووادى الجرور، جميعها تجرى فيها المياه عندما تهطل الأمطار على قمم الجبال، ويتفاوت منسوبها وفقا لكميات الأمطار.
هذا الأمر لا يشكل أزمة بالنسبة للأهالى، بحسب ما يحكى ترابين لـ«الشروق»، موضحا أنهم يصنعون «سدات» بالرمال فى مجارى الوديان لحجز المياه بشكل دائم، وتكوين مستنقعات مياه لاستخدامها فى الزراعة وسقى المواشى، فيما يتم بناء «هرابات» وهى صهاريج تبنى تحت الأرض، مع عمل مساحة مسطحة فوق الأرض لتلقى مياه الأمطار التى تجرى إلى فتحة الهرابة العلوية، حتى تمتلئ وفقا لمنسوب الأمطار، وتستخدم هذه المياه فى الشرب طوال العام، وتبلغ تكلفة الهرابة المتوسطة سعة 50 مترا مكعبا 50 ألف جنيه.
يرى جمعة أن السيول مصدر حياة فى المنطقة، وليست نقمة كما يتعقد البعض، فتربية المواشى تنتعش بعد حجز مياه السيول، كما تنتشر الزراعات المختلفة، ومنها زراعة القمح والشعير، ويتم الحصول على البذور والتقاوى من الإدارات الزراعية بأسعار مخفضة، فضلا عن الأشجار المثمرة مثل الزيتون والتين والنخيل.
ويطالب جمعة الجهات الحكومية بتوسيع غطاء الإعانات الاجتماعية التى يتم صرفها لبعض الفئات فى الشيخ زويد ورفح والعريش وبئر العبد، لتغطى مناطق الحسنة ونخل بوسط سيناء، حيث يتم صرف إعانات مالية للعاطلين عن العمل، وإعانات للصيادين والسائقين، وقطاعات الزراعة، بينما لا يحصل سكان الوسط على تلك الإعانات رغم تأثرهم.
مع ذلك، يتحدث جمعة بلسان الأهالى مطالبا المسئولين بدعمهم ببلدوزر حكومى بأجر رمزى، لإصلاح السدود المتضررة فى وادى العريش وروافده، مع الاهتمام بسد الروافعة وتكبيره، وإنشاء خزانات كبيرة على الأودية الصغيرة، خاصة مع نزول أمطار غزيرة تتسبب فى تحطيم السدود كل 7 إلى 10 سنوات.
ويقول رئيس مركز ومدينة العريش وليد المعداوى، إنه يطبق التعليمات الدورية بشأن تطهير مجرى الوادى من العوائق، وكذلك خطط صيانة بالوعات الصرف الصحى، حيث انطلقت فرق المجلس، بالاشتراك مع فرق الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، لتنفيذ أعمال الصيانة تحسبا لسقوط الأمطار، خاصة أن العريش أكثر مدن شمال سيناء كثافة سكانية وعمرانية، ويخترق وادى العريش الجاف شطرى المدينة، كما تعتليه 5 كبارٍ علوية بعد سيول 2010.
الإدارة العامة للرى أوضحت فى تقرير لها أنها تنفذ السدود التعويقية، التى تعمل على تخفيف سرعة المياه المتجهة نحو السدود التخزينية، مثال سد الروافعة، الذى يسع نحو 5,5 ملايين متر مكعب، وسد الكرم الذى يسع لنحو 1,5 مليون متر مكعب، وسد طلعة البدن التعويقى لتحويل مسارات السيول، فضلا عن تطهير الهرابات لتخرين المياه بها وإعادة استخدامها طوال العام للشرب والاستهلاك المنزلى.
أما محافظ شمال سيناء محمد عبدالفضيل شوشة، فيشدد على ضرورة الانتهاء من الاستعدادات المبكرة، بالتنسيق مع اللجنة العليا للأزمات والكوارث فى المحافظة، والجهات المعنية لمواجهة أخطار الأمطار والسيول المحتملة.
وأكد أن هناك منظومة عمل ثابتة ومتكاملة لمواجهة أخطار الأمطار والسيول المحتملة، ومن بينها تقسيم المعدات على المحاور المختلفة والمراكز والمدن، حتى لا يتم فصل منطقة عن أخرى فى حالة حدوث أى سيول.
وأشار شوشة إلى إزالة التعديات على مخرات السيول، وتطهير الفتحات أسفل الطرق والكبارى فى مخرات السيول الصناعية والطبيعية، لتسهيل عملية سريان مياه السيول، والتأكد من عدم وجود عوائق أمام حركة جريان المياه فى حالة سقوط أمطار غزيرة أو وقوع سيول، فضلا عن رفع كفاءة السدود التحويلية، خاصة فى منطقة وسط سيناء.
وأكد محافظ شمال سيناء تنسيق غرفة العمليات الرئيسية فى ديوان عام المحافظة مع غرف العمليات الفرعية فى مجالس المدن ومديريات الخدمات والأجهزة المعنية، لمتابعة تطورات الظروف الجوية وسقوط الأمطار، والتنسيق مع هيئة الأرصاد والموارد المائية لمتابعة الموقف لحظة بلحظة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved