ناج من «الإيبولا» يستغل دراجته النارية كوسيلة لإسعاف الحالات المصابة

آخر تحديث: الثلاثاء 22 أكتوبر 2019 - 11:01 ص بتوقيت القاهرة

أدهم السيد

اجتاح وباء الإيبولا منذ سنوات مناطق واسعة فى إفريقيا متسببا بآلاف الوفيات، ما دفع السلطات المحلية والمنظمات العالمية للنفير وإرسال البعثات الطبية إلي المناطق المصابة، ولكن برزت مشكلة وهى أن القرويين يخشون الأطباء الذين يأتون في حماية رجال الأمن ما جعل القرويين لا يثقون بهم بل يهاجمون كل سيارات الإسعاف، وهنا قرر أحد الشباب الناجين من الوباء شرقي الكونغو أن تكون دراجته النارية هى وسيلة الإسعاف فلا يخشاه القرويون ولا يمانعون ركوب المصابين على متن دراجته.

وبحسب "أسوشييتد برس" يعتبر راكب الدراجات النارية "جيرمين كالوبنج"، هو وسيلة الإسعاف الوحيدة لمصابين الإيبولا في قريته شرقي الكونغو التي لا يسمح أهلها بدخول سيارات الإسعاف ليكون الشاب الناجي من الوباء هو همزة الوصل بين البعثات الطبية والأهالي، وسببا لتعزيز الثقة بين الطرفين.

ويقول جيرمين "كل يوم أستيقذ من الـخامسة صباحا انتظر إتصالا من أحدهم لديه مصاب ولا يريد إرساله بسيارة الإسعاف، نعم هم القرويون يكرهون سيارات الإسعاف ويرددون شائعات بأن المسعفين يحقنون المصابين بإبر سامة تقتلهم قبل الوصول للمستشفي".

وتعد تلك المرة الأولى التي يتسع فيها نطاق الوباء حتي شرق الكونغو ومناطق في ولاية بيني، حيث تزايدت الإشاعات بأن الفيروس تم جلبه عمدا للقضاء على المجتمعات المحلية، ما جعل الأهالي يتخوفون من أي شيء مرتبط بالحكومة ويقومون حياله بردة فعل تلقائية عنيفة، ما أعاق الجهود الطبية للقضاء على الوباء فى المنطقة.

ويقول "مهندو سولي" عن سبب رفض الأهالي لقدوم سيارات الإسعاف، حيث يصف ما يحدث بقوله "تخيل أنك مريض بالحمة لتجد فجأة عشرات السيارات المصفحة قادمة لأخذك، بينما يرتدي الأطباء أقنعة واقية مرعبة وبرفقتهم رجال الشرطة المدججين بالسلاح، وهنا ما يثير استغرابي أنه لمذا يأتي الأطباء ومعهم جنود مسلحون وهم قادمون لمجرد توفير العلاج ليس أكثر".

ووفقا للدكتور "مهندو مويسا"، مدير مركز التدخل الطبي في حالات الإيبولا شرق الكونغو يتلقي المركز يوميا 150 بلاغا بوجود إصابات فى القري المجاورة، وعند ذهاب الإسعاف إلى هناك يرفض الأهالي تسليم المريض للإسعاف في معظم الحالات.

وبما أن جيرمين شفى من الإيبولا العام الماضي فهو يملك مناعة ضد المرض لذا لم يجد عذرا ليتأخر عن مساعدة أهله، حيث أصبح يحل بدراجته النارية محل سيارة الإسعاف حيث ينقل يوميا ما متوسطه 10 حالات مصابة لمراكز العلاج.

وفي كل يوم بعد إنجاز مهماته يقوم جيرمين بتعقيم نفسه جيدا وتعقيم دراجته كي لا يكون مصدرا للعدوى.

وقبل نقل أي حالة مصابة يحرص جيرمين علي التأكد من أنها مصابة بأعراض الإيبولا، وليس بأعراض مرض آخر كالمالاريا والذي يؤدى التأخير فى علاجه بسبب تشخيص خاطئ لمضاعفة الخطورة فيطالب جيرمين أهالي المصاب أولا بأخذه للمركز الطبي المحلي لفحصه قبل أن يقله بدراجته إلى مركز علاج الإيبولا البعيد.

ولخفض التوتر لدى أي من الحالات التي ينقلها لا ينسي جيرمين أن يحكى لهم قصته مع المرض وكيف أن مراكز علاج الإيبولا آمنة وليس فيها ضرر كما تقول الشائعات.

ويقول جيرمين إن هناك سبب آخر يجعل الأهالي يفضلون إرسال الحالات المصابة معه، وذلك لأن الدراجة النارية لن تلفت انتباه الجيران للشخص المصاب كما يحدث لمن تنقله سيارة الإسعاف.

ويقول أحد المرضي الناجين واسمه "سامي ميسونيا" عن جيرمين ومبادرته المتميزة "جيرمين هو أفضل حلقة وصل نشأت بين مراكز علاج الوباء والقرويين وهو أفضل شيء لجعل القرويين يطمئنون للذهاب لمراكز العلاج لأن جيرمين تعالج فيه من قبل وشفى وها هو الآن يساعد الآخرين".

ويضيف جيرمين "أشعر بسعادة غامرة حينما أعطي أشخاص مصابين الأمل وهم على متن دراجتى رغم كثرة تقيئهم على طوال الرحلة".

ويتابع جيرمين "عرفت من تجربتي مع المرض أن العلاج هو حل جيد، وأريد أن يعرف الجميع ذلك فهم يظنون أن الإيبولا هو حكم بالموت وبالنسبة لي أري الإيبولا بداية حياة جديدة".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved