التنافر بين الأحزاب يسيطر على إسرائيل وسط تعمق الأزمة السياسية

آخر تحديث: الجمعة 22 نوفمبر 2019 - 6:49 م بتوقيت القاهرة

إسماعيل إبراهيم

فى سابقة هى الأولى من نوعها كلف الرئيس الإسرائيلي "رؤوفين ريفلين" رئيس الكنيست "يولي أدلشتاين" بمهمة اختيار رئيس للوزراء خلال مهلة تنتهى خلال 21 يوما، وذلك تجنبا لإجراء انتخابات ثالثة.

جاء ذلك بعدما فشل "بيني جانتس" زعيم تحالف "أزرق أبيض" المنافس الرئيسي لرئيس الوزراء المنتهية ولايته "بنيامين نتانياهو" في تشكيل حكومة قبيل انتهاء المهلة الممنوحة له للقيام بهذا الأمر.

وكان نتنياهو قد فشل في تشكيل ائتلاف بعد الانتخابات التي جرت في أبريل الماضي، ومن ثم جرت الدعوة لانتخابات جديدة سبتمبر الماضي والتي فشل بها غانتس أيضا.

ونتيجة لذلك فإن إسرائيل تمر بأزمة سياسية حادة، وهذا ما أكده ريفلين في البرلمان أن إسرائيل تمر بفترة قاتمة من تاريخها مشيرًا إلى أن إسرائيل لم تمر بتلك الأزمة من قبل.

وتمر إسرائيل هذه الفترة بالأزمة السياسية الأصعب في تاريخها حيث أنها فشلت في تشكيل الحكومة خلال ما يقرب من العام والنصف بعد مرورها بدورتين انتخابيتين.

وعن الأزمة السياسية الإسرائيلية أوضحت أستاذ العلوم السياسية بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية والمتخصصة في الشأن الإسرائيلي دكتورة حنان أبو سكين لـ"الشروق" أن الجدل المستمر بين الأحزاب وتعثر التحالفات وعدم الاستقرار الحكومي هي وضع معتاد لأن السمة المميزة للنظام السياسي هو عدم الاستقرار وذلك لأسباب مختلفة أهمها:

1- طبيعة النظام الانتخابي القائم على التمثيل النسبي في الحكومة لأحزاب الكنيست، وبالتالي لا يستطيع حزب بمفرده تشكيل حكومة لعدم قدرت أحدهم على الحصول على الأغلبية المطلقة وبالتالي تلجأ الأحزاب لتشكيل حكومة ائتلافية.

2- تشتت الخارطة الحزبية بسبب كثرة الاندماجات وأن الأحزاب تعي تماما أن الحزب صاحب التمثيل الأعلى في الكنيست يحتاج إليها لعمل ائتلاف يجعلها قادرة على تشكيل الحكومة مما يدفع الأحزاب الصغيرة على المساومة ووضع مطالب اقتصادية كبيرة.

3- طبيعة المجتمع الإسرائيلي القائم على المهاجرين يجعل كل فئة تصوت للحزب الذي يمثلها فقط، لأن المجتمع الإسرائيلي له طبيعة متنافرة وتكوينات اجتماعية متباينة وهذا ما يخلق أزمة مستحكمة.

موقف القائمة العربية المشتركة بعد حصولها على ثالث أكبر تمثيل في البرلمان
حصلت القائمة العربية المشتركة على 13 مقعد في الإنتخابات الإسرائيلية الأخيرة، تلك النتيجة التي جعلت مشاركة العرب بعدد أكبر في الكنيست الإسرائيلي وجعلت القائمة العربية هي ثالث أكبر تمثيل في البرلمان بين الأحزاب.

ويتعرض العرب للعديد من أنواع العنصرية والتمييز ضده حيث تهدف الأحزاب العربية إلى تحسين أوضاع الأقلية العربية.

كما تعتبر القائمة العربية المشتركة هي الفصيل السياسي الإسرائيلي الوحيد الداعم للقضية الفلسطينية وضد الإستيطان.

وأكدت أبو سكين أن النسبة التي وصلت إليها الأحزاب العربية تعتبر جيدة، وأن القائمة العربية حاولت التحالف مع حزب أزرق أبيض ولكن يتم الموافقة على مطالبهم لأن المجتمع الإسرائيلي يستحيل أن يقبل بحكومة بها عرب باعتبارهم ضد الإسرائيليين.

ماذا عن السيناريوهات القادمة

وفي حال فشل الكنيست من التوافق على عضو لتشكيل الحكومة في المدة المحددة ستمر إسرائيل بانتخابات برلمانية ثالثة.
وترى أستاذ العلوم السياسي صعوبة التنبؤ بما سيحدث في الأيام المقبلة غير أن الأحزاب الإسرائيلية ليس أمامها سوا تشكيل حكومة وحدة وطنية بين حزب الليكود برئاسة نتنياهو وغريمه حزب أزرق أبيض برئاسة جانتس.

تلك الحكومة التي تتعرض إلى عراقيل لتشكيلها بسبب رفض حزب جانتس من التحالف مع نتنياهو لعدة أسباب أهمها أن حزب أزرق أبيض وجمهوره يرفضون التحالف مع الفاسد وخاصة أن المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية قرر تقديم لائحة اتهام رسمية ضد نتنياهو في قضايا الفساد المتهم بها.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved