مع اقتراب بداية حكم بايدن.. ماذا نعرف عن جماعات الضغط السياسي في أمريكا

آخر تحديث: الأحد 22 نوفمبر 2020 - 2:51 م بتوقيت القاهرة

عبدالله قدري

في الوقت الذي تستعد فيه الإدارة الأمريكية الجديدة، لتولي مقاليد الحكم في البيت الأبيض يوم 20 يناير المقبل، سعت بعض الدول للظفر بخدمات شركات الضغط والمحاماة بالولايات المتحدة، وذلك للتقارب مع إدارة الرئيس المنتخب جوزيف بايدن.

وتنوب هذه الجماعات أو الشركات عن الدول أو الأفراد أمام الإدارة الأمريكية، لمحاولة إقناعها بتحقيق مصلحة أو تقديم شكوى لصالح الدول أو الأفراد.

وكان كلاً من قطر وتركيا، قدما استفسارات لأحد أعضاء "اللوبي الديمقراطي"، والذي له علاقات قوية بالكونجرس، لتوطيد علاقتها بإدارة الرئيس المنتخب جو بايدن، طبقاً لصحيفة نيويورك تايمز، التي أوضحت "أن البرلماني التركي إحسان أرسلان شديد الصلة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان تواصل مع عضو ديمقراطي، لتسهيل عملية التواصل مع جماعات الضغط، للتواصل مع إدارة بايدن".

ولجماعات الضغط أهمية كبرى في الولايات المتحدة، ولذلك فهي مسجلة قانونًا لدى الحكومة الأمريكية، وتشير تقارير أمريكية إلى أن أعضاء جماعات الضغط أنفقوا نحو 3.47 مليار دولار على التأثير بالسياسة في عام 2019، وهو ما يمثل أعلى مبلغ يتم إنفاقه على ممارسة الضغط، منذ أن بلغ الإنفاق على الضغط ذروته في عام 2010.

وفي عام 2019، بلغ العدد الإجمالي لأعضاء جماعات الضغط 11862 وفقًا لإحصائية صادرة عن شركة statista، وهي شركة ألمانية متخصصة في البيانات والتسويق.

وتقول صحيفة نيويورك تايمز، إن عدد من الشركات جندت جماعات الضغط التي لها صلات بالرئيس المنتخب جو بايدن؛ لتسهيل عمليات صنع القرار تجاه عملاء هذه الشركات".

وتستعرض "الشروق" أهم شركات الضغط

براون شتاين واحدة من أهم شركات الضغط في الولايات المتحدة الأمريكية، ولها مكاتب في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وتعتبر ثاني أكبر الشركات نفوذًا في الولايات المتحدة من حيث الإيرادات، وتضطلع هذه الشركة بمسؤوليات على المستوى الدولي، من خلال إبرام عقود مع بعض الدول للتقارب مع الإدارة الأمريكية.

وكذلك فإن شركة "Greenberg Traurig"، وهي شركة محاماة دولية، استعانت بها تركيا في شهر أغسطس الماضي، للضغط على إدارة الرئيس ترامب، للحصول على رخصة تصدير لاستكمال بيع طائرات هليكوبتر من نوع "ATAK"، بقيمة تصل إلى 1.5 مليار.

وتقول الدكتورة ليلى الرحباني أستاذة العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية لـ"الشروق"، إن شركات أو جماعات الضغط لها آلية محددة في طريقة إدارتها، حيث تعتمد على مجموعة من المعارف والمقربين إلى دوائر الحكم.

وتضيف أن هذه الجماعات عبارة عن وسيط بين الإدارة الأمريكية، والكونجرس من جهة والدول من جهة أخرى، فهي جهة إقناع ليس أكثر.

ويشير المحلل السياسي عاطف عبد الجواد لـ"الشروق"، إن جهود هذه الشركات في تقريب وجهات النظر بين الدول أو تحقيق المصالح، ليست مضمونة دائماً، لكن ربما تتسبب في تخفيف الضرر على دولة معينة بإرجاء قرار أو إلغائه.

* تاريخ جماعات الضغط

مؤسسات اللوبي أو الضغط أو العلاقات العامة لها تاريخ طويل وتشمل جزءً مشروعًا من المنظومة السياسية في الولايات المتحدة، حسب المحلل السياسي الدكتور عاطف عبدالجواد.

ويعود تاريخها حين كان الرئيس الأمريكي ترومان يمشي سيرًا على الأقدام من البيت الأبيض إلى فندق مجاور كل يوم أحد؛ للاستماع إلى شكاوى وتظلمات المواطنين في بهو أو لوبي الفندق ومن هنا جاءت التسمية: لوبي، حتى تطور هذا التقليد إلى شركات أو مؤسسات تنوب عن دول أو أفراد، أو شركات في محاولة إقناع الحكومة الأمريكية بشكوى أو مظلمة، أو لتحقيق مصالح معينة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved