على غرار الزومبي.. باحثون يكتشفون أمثلة لوجود حياة واقعية لأكلي لحوم البشر

آخر تحديث: الأحد 22 نوفمبر 2020 - 1:54 م بتوقيت القاهرة

فاطمة قمر الدولة

يعتقد الكثيرون أن شخصيات الزومبي المميتة التي تبحث عن أكل لحوم البشر، والتي كانت بطلا لكثير من أفلام الرعب، مجرد شخصيات ليس لها وجود في الواقع، لكن باحثين اكتشفوا مؤخرا أن هناك أمثلة من الحياة الواقعية لأكلي لحوم البشر عبر التاريخ.

ووفقا لدراسة نُشرت في يونيو 2019 بمجلة "تطور الإنسان"، والتي أفادت بأنه منذ نحو 900 ألف عام في إسبانيا، مارس أسلاف الإنسان في عصور ما قبل التاريخ أكل لحوم البشر، وذلك يرجع إلى أن البشر كانوا أهدافًا أسهل من الأنواع الأخرى مثل الفرائس الكبيرة، وأسلاف الإنسان هم جنس بشري منقرض، وهم مزيج من الإنسان البدائي ولديهم بعض صفات الإنسان الحديث.

واكتشف علماء الآثار أيضا أدلة على أن إنسان نياندرتال، وهم الأسلاف الأحدث للإنسان في عصور ما قبل التاريخ، كانوا آكلي لحوم البشر في عدد قليل من الأماكن المختلفة حول العالم، منها داخل الكهوف بأسبانيا وفرنسا وبلجيكا.

وفي عام 2011، وجد علماء الآثار عشرات العظام البشرية التي تحمل علامات أكل لحوم البشر في مستوطنة قديمة بشمال المكسيك، حيث لفتت «ناشيونال جيوجرافيك» إلى العثور على العظام داخل ملاجئ يعود تاريخها إلى أوائل القرن الرابع عشر الميلادي، حيث اعتقد المستوطنون أن أكل لحم أعدائهم يضمن حصادًا كثيرا من الحبوب الغذائية.

ووفقا لموقع «لايف ساينس»، أظهر التاريخ أن شعب الأزتيك في المكسيك كانوا مشهورين بتقديم تضحيات بشرية طقسية، وأوضحت الأدلة أنهم كانوا من المحتمل يقدمون جثث الضحايا الذين تم التضحية بهم إلى النبلاء وغيرهم من الأعضاء البارزين في المجتمع، كما اقترح بعض الخبراء أن أكل لحوم البشر بين شعب الأزتيك، ربما كان أكثر شيوعًا خلال المجاعة، وتفترض نظرية أخرى أن أكل لحوم البشر كان طريقتهم في التواصل مع الآلهة.

وفي البرازيل، كان شعب «واري» يأكلون أعدائهم وموتاهم في الحروب وذلك للتعبير عن الحقد والغضب، وبالنسبة لهم كانت هذه طريقتهم في الحداد، وتكريم واحترام المتوفين من أفراد قبيلتهم، وذلك وفقا لما أوضحته بيث كونكلين، عالمة الأنثروبولوجيا بجامعة «فاندربيلت»، والتي أجرت معايشة مع عائلة القبيلة لأكثر من عام ونشرت وصفها لتاريخ القبيلة في أكل لحوم البشر بمجلة «امريكان اثنولوجيست» في عام 1995.

وأفادت مجلة «سميثسونيان» الأمريكية، أنه حتى نهاية القرن الثامن عشر، لم يكن من المألوف أن يبحث الأوروبيون عن جسد إنسان ميت للاستهلاك الطبي، إذ يعتقد باراسيلسوس، طبيب بالقرن السادس عشر، أن الدم صحي للشرب، وبالرغم من أن شرب الدم أمر غير شائع، إلا أن الأشخاص غير القادرين على شراء المنتجات الصيدلانية في ذلك الوقت، كانوا يقفون مكتوفي الأيدي عند الإعدام ويدفعون رسومًا رمزية مقابل كوب من الدم الطازج من المحكوم عليهم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved