أخر كلماتها قبل الرحيل.. سلمى الزرقا: فقدت عضلاتي وأعيش على التغذية الوريدية والعلاج الكيميائي

آخر تحديث: الإثنين 22 نوفمبر 2021 - 3:49 م بتوقيت القاهرة

منال الوراقي

بعد حربها التي استمرت لأكثر من ست أعوام، توفيت المصرية سلمى الزرقاء، التي اشتهرت كواحدة من محاربات مرض سرطان العظام، الذي تسبب في بتر ذراعها، فاستعاضت عنه بذراع صناعية، كانت علامة مميزة للمحاربة الشابة وقوتها في التصدي للمرض.

كان آخر ظهور لسلمى الزرقا، عن طريق صورة شاركتها، في 11 نوفمبر الجاري، عبر حسابها على موقع تبادل الصور والفيديوهات "إنستجرام"، وهي على فراش المرض بعد تدهور حالتها الصحية، شرحت فيها آخر ما وصلت إليه حالتها والمضاعفات التي تواجهها.

فكتبت سلمى باللغة الإنجليزية: "أهلا بأحلى نوفمبر، شهر عيد ميلادي، في حالة تساؤلك عن الشكل الذي أبدو عليه من الخارج، إنه بسبب اللوكيميا وانتفاخ البطن والرئتين بعد زرع نخاع العظام، لم أتناول الطعام منذ 44 يوما".

وتابعت سلمى: "لقد فقدت فعليًا كل عضلات جسدي، وأصبحت أتحرك على كرسي متحرك، وأعيش على التغذية الوريدية والعلاج الكيميائي والمضادات الحيوية، وأخذ دفعات يومية من الدم والصفائح الدموية، لأبقى على قيد الحياة".

في العام الماضي، ظهرت سلمى الزرقا في مؤتمر "تيدكس" ضمن سلسلة من المؤتمرات العالمية التي تهدف لتعريف ونشر الأفكار الجديدة والمتميزة للعالم وترعاها "مؤسسة سابلنج الأمريكية"، شرحت خلاله تجربتها في محاربة سرطان العظام والانتصار عليه لمرتين.

وخلال تقديمها لنفسها، قالت سلمى إن عام 2015 كان عاما مفصليا في حياتها، إذ كان أفضل الأعوام وأسوأها على الإطلاق بالنسبة لها، فبعد تخرجها في كلية إدارة الأعمال بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، كالثانية على دفعتها وأثناء تأهلها لتكون معيدة بالكلية وأيضا لحفل خطبتها، اكتشفت سلمى إصاباتها بمرض السرطان، الذي استهدف عظامها، لتكون الثانية بين أفراد أسرتها في الإصابة بالمرض، بعد أخوها الذي فقد حياته لنفس السبب.

ظلت سلمى تصارع المرض على أسرة المستشفيات، وتتواصل مع متابعيها باستمرار لتكون مصدر أمل وتفاؤل لهم، حتى تدهورت حالتها وتمكن المرض منها خلال الأيام القليلة الماضية، فتزايدت مطالبها بالدعاء لها في كل يوم.

وأمس، نشرت سلمى قصة على صفحتها بموقع "إنستجرام" كتبت فيها الشهادتين وأرفقتها بمقطع صوتي لسورة الفجر بصوت الشيخ مشاري بن راشد العفاسي وطالبت جمهورها بالدعاء لها، ليتفاجأ متابعيها بخبر وفاتها في الصباح التالي، والذي رافقه حالة حزن خيمت على مواقع التواصل الاجتماعي.

بوفاتها، أنهت سلمى رحلتها مع المرض الشرس التي استمرت على مدار عدة سنوات، كانت تمثل فيهم قدوة ومصدر أمل وتفاؤل للآلاف من مرضى السرطان في مصر والوطن العربي، فكانت عادة ما تجدد أملها وأمل متابعيها كل يوم بكلمتها الشهيرة "أحارب من أجل حياتي".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved