كيف تحمي الأغذية الصحية الدماغ وتؤخر الأمراض المزمنة في الشيخوخة؟.. دراسة تجيب
آخر تحديث: السبت 22 نوفمبر 2025 - 2:37 م بتوقيت القاهرة
رنا عادل
تناول تقرير لصحيفة إندبندنت تفاصيل دراسة أجريت في مركز بحوث الشيخوخة التابع لمعهد كارولنسكا بالسويد.
واستهدفت الدراسة متابعة أكثر من 2400 شخص من كبار السن لمدة 15 عاما. وخلال هذه المدة الطويلة تم إجراء تقييمات غذائية متكررة لمعرفة أنماط الأكل التي يعتمدها المشاركون، إلى جانب تتبع أكثر من 60 حالة مرضية مختلفة مرتبطة بالشيخوخة.
واعتمد الفريق على 4 أنظمة غذائية معروفة: حمية العقل والحمية المتوسطية ومؤشر الأكل الصحي البديل، إضافة إلى نظام غذائي غني بالأطعمة المسببة للالتهاب.
وأظهرت النتائج أن كبار السن الذين التزموا بالأنظمة الغذائية الصحية الـ3 الأولى كانوا أقل عرضة لتطور الأمراض المزمنة، خصوصا أمراض القلب والحالات النفسية مثل الاكتئاب والخرف. وفي اللمقابل فإن الأشخاص الذين تناولوا الأطعمة المسببة للالتهاب شهدوا تراكما أسرع للأمراض مع التقدم في العمر.
كما بينت الدراسة أن تأثير النظام الغذائي كان أوضح لدى النساء ولدى المشاركين الذين تجاوزوا 78 عاما، ما يؤكد أن تحسين جودة الغذاء قد يؤثر إيجابيا على الصحة حتى في مرحلة الشيخوخة المتقدمة.
ليست الحمية.. الاختيارات الصحية هي الأساس
وعلقت د. أميرة محمود يوسف، أخصائية التغذية، على نتائج الدراسة موضحة أن هناك أنماطا غذائية متعددة تختلف في بعض تفاصيلها، لكنها جميعا تشترك في هدف واحد وهو تشجيع الخيارات الغذائية الصحية، فمثلا حمية العقل تعتمد على عناصر غذائية تساعد في دعم وظائف الدماغ وتقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر، ولكنها تتقاطع مع الحمية المتوسطية ومؤشر التغذية الصحية البديلة في التركيز على الحد من الالتهابات المرتبطة بالشيخوخة.
وأضافت -في حديثها مع "الشروق"- أن المهم ليس اتباع نظام محدد من الأنظمة السابقة أو غيرها ولكن يمكن الاستفادة من الدراسة وتطبيق نتائجها عبر اختيار الأغذية الغنية بالعناصر المفيدة ومنها المكسرات والخضراوات الورقية والفاكهة والدهون الصحية والحبوب الكاملة وإضافتها إلى وجباتنا اليومية مؤكدة أن هذه المكونات تلعب دورا مهما في الحفاظ على الصحة العامة للجسم.
ما هي الأطعمة المسببة للالتهاب؟
ولفتت د. أميرة إلى أن النقطة الأهم التي تشير إليها نتائج تلك الدراسة هي ضرورة الابتعاد عن الأطعمة المسببة للالتهابات، لأنها تلعب دورا رئيسيا في تسريع تدهور صحة الدماغ وتقليل القدرات الذهنية مع التقدم في العمر.
وأوضحت أن هذه الأطعمة تشمل الأغذية المصنعة، والأطعمة المعلبة والمجهزة مسبقا، والمشروبات الغازية المحلاة، والحلويات والسكريات المكررة، وكذلك الدهون المتحولة الموجودة في الأطعمة المقلية والوجبات السريعة. وأشارت إلى أن هذه المكونات الغذائية تزيد الالتهابات داخل الجسم، وتضعف الخلايا العصبية وتقلل قدرة الدماغ على مقاومة التدهور الطبيعي المرتبط بالشيخوخة.
كما أضافت د. أميرة إلى أن السنوات الأخيرة شهدت ارتفاعا ملحوظا في انتشار الأمراض المزمنة، مثل السمنة وارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب، ويرجع ذلك جزئيا إلى الإفراط في تناول الوجبات السريعة والأطعمة عالية المعالجة، وزيادة استهلاك السكريات، وقلة النشاط البدني إضافة إلى الضغوط النفسية ونقص شرب المياه.
وأكدت أن هذه العوامل مجتمعة تشكل خطرا كبيرا على صحة الدماغ والجسم، مما يجعل اتباع نمط حياة صحي وتجنب الأطعمة المسببة للالتهابات أمرا ضروريا للحفاظ على القدرات الذهنية وتأخير ظهور الأمراض المزمنة.
توصيات لكبار السن
ولفتت إلى أن الوقاية من تدهور صحة الدماغ تبدأ بالعودة إلى أساسيات نمط الحياة الصحي، مشددة على أن هذه الأساسيات ليست مجرد خطوات بسيطة، بل تمثل قاعدة قوية للحفاظ على الصحة العامة والقدرات الذهنية، وأوضحت أن من أهم هذه الخطوات الإكثار من شرب الماء بشكل يومي للحفاظ على ترطيب الجسم، بالإضافة إلى ممارسة النشاط البدني بشكل منتظم، سواء كان من خلال المشي اليومي أو التمارين الرياضية الخفيفة، لما له من تأثير مباشر على تعزيز الدورة الدموية وتحسين وظائف الدماغ.
وأوضحت أن كبار السن على وجه الخصوص يحتاجون إلى اهتمام أكبر، من خلال الالتزام بنظام غذائي متوازن يحتوي على العناصر الغذائية الأساسية، مع التركيز على المكسرات الغنية بالدهون الصحية، والأسماك التي تحتوي على أحماض أوميجا 3 الداعمة للوظائف الإدراكية، لضمان الحفاظ على القدرات الذهنية وتعزيز القدرة على التركيز والذاكرة مع تقدم العمر.