فاينانشال تايمز: «داعش» يغرق فى الفساد المالى والإدارى

آخر تحديث: الثلاثاء 22 ديسمبر 2015 - 12:05 م بتوقيت القاهرة

كتب - محمد هشام:

الصحيفة البريطانية: مئات الجنود «الوهميين» فى صفوف التنظيم يتلقون رواتب دون وجودهم.. ومقاتل سابق يهرب بـ 25 ألف دولار من أموال الزكاة ويتهم عناصر التنظيم بـ «الحمق»
كشفت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، أمس، عن وقائع فساد مالى داخل تنظيم داعش الإرهابى، تتمثل فى وجود «جيش من الأشباح»، يتكون من مئات المقاتلين الذين يتقاضون رواتب من التنظيم، وفى الحقيقة لا وجود لهم سوى فى أذون الرواتب فقط، حسب ما أفاد مقاتلون سابقون بالتنظيم.
وقالت الصحيفة، إنه «فيما يدعى تنظيم داعش أنه شن حربا مقدسة من أجل الدفاع عن الإسلام، إلا أن خلافته المزعومة عرضة لفساد عميق الجذور فى المنطقة شأنها شأن الأنظمة العراقية والسورية العلمانية».
وأضافت الصحيفة، أن مقاتلين سابقين فى داعش ومسئولين أشاروا إلى وجود جيوش من الأشباح تقاتل على جانبى الصراع، لافتة إلى أن العراق أعلن عن واقعة فساد داخل الجيش، العام الماضى، تفيد بدفع رواتب لنحو 50 ألف جندى وهمى مسجلون فى كشوف الرواتب دون وجودهم فى الخدمة، فيما عرف آنذاك بـ«الجنود الأشباح»، موضحة أنه وفقا لقائد قاتل مع داعش لأكثر من عام قبل فراره إلى تركيا يدعى عمر «اسم مستعار»، فإن الشىء نفسه موجود فى داعش.
ونقلت الصحيفة عن عمر قوله، إن «القادة الميدانيين على جبهات القتال يرسلون طلبات للحصول على رواتب 250 مقاتلا، فى حين أن معهم 150 مقاتلا فقط»، مضيفا أنه «عندما اكتشف مسئولو التنظيم الأمر بدأوا يرسلون مسئولين ماليين لتسليم الرواتب. لكنهم بدأوا يتفاهمون مع القادة أيضا».
وأشارت الصحيفة إلى أن المقاتلين والموظفين السابقين الذين عملوا تحت سلطة داعش، يقولون إن التنظيم يحاكى ميل الانظمة إلى البيروقراطية والفساد، موضحة أن مسئولى التنظيم يستخدمون نفس النظم الخاصة بإدارة قطاعى الزراعة والغذاء فى سوريا والعراق، بما فى ذلك الاستخدام المفرط للأوراق والطوابع. كما يعتمد على مسئولين محليين كانوا يعملون لصالح نظام الرئيس الأسد، معروف عنهم الفساد والرشوة.
ونقلت الصحيفة عن صيدلى سورى يدعى أبو رشيد «اسم مستعار»، يعمل فى مستشفى بمدينة الميادين «شرق» قوله إنه «فوجئ عندما لجأ داعش لتوظيف مسئول طبى، أقالته حكومة الأسد بسبب الاختلاس»، مضيفا أن «هذا المسئول واصل السرقة تحت إدارة داعش، عبر الحصول على مخصصات مالية لعشرات الطلبيات الوهمية من الأدوية، كما أضرم النيران فى المستوصف بعد استلامه الأموال لتجنب المساءلة». مضيفاً أن التنظيم «يظهر تسامحا غير معهود مع الفساد الإدارى والمالى».
كما نقلت «فاينانشيال تايمز» عن مسئول مخابراتى غربى معنى بمتابعة التنظيم، قوله إنه «ليس هناك شك فى أن داعش نظام استبدادى فاسد»، مشيرة فى الوقت ذاته إلى أن مسئولين مخابراتيين آخرين يرون أن تسامح داعش مع حالات الفساد أقل بكثير من الأنظمة السابقة.
وأوضحت الصحيفة أن فضائح التنظيم باتت مادة للنميمة بين مقاتليه، حيث تشيع أخبار عن اختفاء قادة بعد تهريبهم أموالا عبر الحدود مع تركيا، لافته إلى ما ذكره قائد ميدانى بمدينة دير الزور السورية، إن أحد أمراء التنظيم هرب وبحوزته 25 ألف دولار من أموال الزكاة، تاركا رسالة إلى زملائه على موقع التدوينات القصيرة «تويتر» قائلا: «عن أى دولة وأى خلافة تتحدثونأيها الحمقى؟».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved