صور الأقمار الصناعية تكشف: إسرائيل تواصل التدمير الممنهج في قطاع غزة

آخر تحديث: الإثنين 22 ديسمبر 2025 - 9:54 م بتوقيت القاهرة

وكالات

أكدت صور أقمار صناعية حديثة أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل عمليات تدمير ممنهجة لمناطق تقع تحت سيطرته في قطاع غزة، وذلك حتى بعد دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في أكتوبر الماضي.

ووفقًا للصور التي التقطها قمر صناعي تابع لشركة «بلانيت لابس» خلال الأسبوع الماضي، جرى تسوية مئات المباني بالأرض في حي الشجاعية شرق مدينة غزة وحده، باستخدام آليات هندسية ثقيلة، بحسب ما أوردته وكالة «معًا» الفلسطينية.

ويمتد نطاق التدمير على مئات الدونمات شرق ما يُعرف بـ«الخط الأصفر»، الذي انسحب إليه جيش الاحتلال عقب وقف إطلاق النار.

وأظهرت مقارنة بين الصور الحديثة وتلك التي التُقطت بعد أيام من وقف إطلاق النار أن عددًا من المباني التي كانت قد تضررت جزئيًا خلال العدوان، جرى تدميرها بالكامل لاحقًا، فيما اختفت مبانٍ أخرى كانت لا تزال سليمة نسبيًا.

من جانبها، نشرت منظمة «فورنسيك أركيتكتشر» البريطانية تحليلًا لصور الأقمار الصناعية، كشف أن الاحتلال أنشأ 13 موقعًا عسكريًا جديدًا على طول «الخط الأصفر» منذ وقف إطلاق النار، تركز معظمها في شمال قطاع غزة وشرق خان يونس.

وأفاد التحليل بأن الاحتلال يحتفظ حاليًا بنحو 48 موقعًا عسكريًا داخل القطاع، إلى جانب توسيع شبكات الطرق التي تربط هذه المواقع بأراضي عام 1948، وشق طريق جديد في مدينة خان يونس، بالتوازي مع توسيع نطاق التدمير وإزالة الأنقاض في مدينة رفح.

كما أظهرت الصور إقامة مجمعات خيام جديدة في خمس مناطق تقع تحت سيطرة الفصائل الفلسطينية، تضم كل منها عشرات إلى مئات الخيام لإيواء النازحين، بينها موقعان قرب محور نتساريم جنوب غزة، وثلاثة شمال المدينة قرب الساحل.

ووفقًا لمصادر فلسطينية، كان يقيم نحو مليون فلسطيني قبل الحرب في المناطق التي باتت الآن تحت سيطرة الاحتلال، خاصة شرق غزة وخان يونس ورفح، ولا يزالون غير قادرين على العودة إلى منازلهم، ما يضطرهم للعيش في خيام وملاجئ مؤقتة، إلى جانب مئات الآلاف الذين دُمّرت منازلهم بالكامل.

وكان مركز الأقمار الصناعية التابع للأمم المتحدة قد أكد في أكتوبر الماضي أن 81% من المباني والبنى التحتية في قطاع غزة تعرضت للتدمير الجزئي أو الكلي خلال الحرب، حيث دُمّر 123,464 مبنى بشكل كامل، وتعرض 12,116 مبنى لأضرار جسيمة، و33,857 مبنى لأضرار متوسطة.

ومع هطول الأمطار خلال الأيام الماضية، انهارت مبانٍ متضررة، ما أسفر عن سقوط شهداء، من بينهم خمسة أشخاص في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، يوم أمس.

وغيّر الاحتلال سياسته في التدمير خلال العدوان، فبعد أن كان التدمير في بدايته ناتجًا عن العمليات العسكرية المباشرة، بدأ عقب احتلال رفح في مايو 2024 بالاستعانة بمقاولين مدنيين لهدم أحياء سكنية كاملة، ما أدى إلى محو نحو 100% من المباني في مناطق رفح وعباسان وخربة خزعة وجباليا وغيرها.

كما أسفر العدوان عن تدمير نحو 80% من الدفيئات الزراعية، و87% من الأراضي الزراعية، و80% من الطرق، مخلّفًا ما يقارب 61 مليون طن من الأنقاض.

وذكرت صحيفة «هآرتس» العبرية، التي نشرت التقرير، أن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي رفض التعليق على ما ورد فيه.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved