نص كلمة وزير الداخلية خلال الاحتفال بعيد الشرطة الـ 68

آخر تحديث: الخميس 23 يناير 2020 - 4:15 م بتوقيت القاهرة

أ ش أ

أكد اللواء محمود توفيق وزير الداخلية ، أن السياسة الأمنية ستظل تعمل بقوة لتحقيق المزيد من الكفاءة في الأداء وتطوير الإجراءات الوقائية والاحترازية لدحض المحاولات الخبيثة والمستمرة لجماعة الإخوان الإرهابية ، والتي تدير حركات التنظيمات الإرهابية بمختلف مسمياتها للنيل من استقرار الدولة المصرية في ظل عوامل متداخلة لمناخ إقليمي يسوده الاضطراب والعنف ويتيح للإرهاب فرص الدفع بظلاله السوداء.

وفيما يلي نص كلمة وزير الداخلية:
بسم الله الرحمن الرحيم
"هو الذى أيدك بنصره وبالمؤمنين"
صدق الله العظيم
السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية:

السادة الحضور:

أصدق معاني الترحيب وكل التقدير لتشريفكم احتفالنا بعيد الشرطة والذي يوافق الذكرى الثامنة والستين لمعركة الإسماعيلية المجيدة تلك الذكرى الغالية في سجل الوطنية المصرية والتي رسخت فيها بطولات رجال الشرطة قيم التضحية والفداء والاستبسال دفاعاً عن تراب هذا الوطن وكانت وبحق ملحمة كفاح ونضال ستظل على مر العصور شاهدة على نبل البطولة وشرف الصمود.

واليوم نستقبل هذه الذكرى الوطنية الخالدة وقد أثبتت الأحداث رشد رؤيتكم سيادة الرئيس حيث مضت المتغيرات العالمية والإقليمية المحيطة في تسارع محموم وعصفت باستقرار أوطان كانت مستقرة وضاعت بسببها سيادة دول.

الجمع الكريم:

لقد تضاعفت مخاطر الإرهاب وتنامت شراسته بعد أن أصبح أداة صريحة لإدارة الصراعات وتنفيذ المخططات والمؤامرات وفي مواجهة كل هذه المخاطر كان الوضع الأمني المتميز لمصر ولا يزال تجسيدا لموقف دولة وقرار قيادتها وإرادة شعبها وكان حصاداً لتضحيات رجال الشرطة الأوفياء وهم على قدر كبير من الوعي بمسئوليتهم في انتهاج المزيد من سبل التطوير والتحديث في ظل معطيات متغيرة يدركون أن آفة الإرهاب لم تنتهٍ وأن الأمر يتطلب استمرار اليقظة والجهد لمحاصرة وتطويق أية محاولات يائسة لزعزعة الأمن أو المساس بمكتسبات الشعب المصري العظيم.

من هنا ارتكزت الاستراتيجية الأمنية المعاصرة على ثوابت جوهرية يأتي في مقدمتها نجاح الضربات الأمنية الاستباقية في تفكيك الخلايا الإرهابية ودحرها ورصد وإحباط تحركات عناصرها ومواجهة مخططاتهم للإخلال بالأمن والتي لا تقف عند الأعمال التخريبية فحسب بل تمتد لتشمل حروب الجيل الرابع والخامس من استقطاب للشباب بالأفكار والأخبار المغلوطة وترويج الشائعات والدعوة لاستخدام العنف.

وستظل السياسة الأمنية تعمل بقوة لتحقيق المزيد من الكفاءة في الأداء وتطوير الإجراءات الوقائية والاحترازية لدحض المحاولات الخبيثة والمستمرة لجماعة الإخوان الإرهابية والتي تدير حركات التنظيمات الإرهابية بمختلف مسمياتها للنيل من استقرار الدولة المصرية في ظل عوامل متداخلة لمناخ إقليمي يسوده الاضطراب والعنف ويتيح للإرهاب فرص الدفع بظلاله السوداء.

السادة الحضور:
ووسط كل هذه التحديات استطاعت الجهود الأمنية تحقيق المواجهة الحاسمة لكافة صور الجريمة الجنائية وأنماطها من خلال انتهاج الأساليب العلمية المتطورة واستخدام التقنيات الحديثة في مجال كشف الجرائم وجمع المعلومات والأدلة الجنائية وتطويعها لدعم خبرات ومهارات رجال الشرطة من منطلق أن مسار التطوير والتحديث لم يعد فقط سبيلاً لتحقيق الأهداف بل هو بمثابة ركيزة أساسية لمواجهة كافة الجرائم والأنماط المستحدثة منها وكان حصاد ذلك فرض الأمن في الشارع المصري وتحقيق انخفاض في معدلات الجريمة وارتفاع في نسب تفكيك وضبط البؤر الإجرامية والتشكيلات العصابية بصورة متميزة الأمر الذي جعل مصر تتبوأ مرتبة متقدمة بين الدول الأكثر أمناً واستقراراً على مستوى العالم.

كما حرصت الوزارة في سبيل تحقيق نقلة نوعية في كفاءة الأداء الأمني على التوسع في استخدام تطبيقات علوم الحاسب الآلي وتقنيات شبكات المعلومات والاتصالات بهدف استكمال وتدقيق قاعدة البيانات والمعلومات بالتنسيق مع وزارات الدولة المعنية توافقا مع توجه الدولة نحو التحول الرقمي في كافة المجالات، فضلاً عن اتخاذ إجراءات الربط والتكامل مع النيابة العامة والمحاكم المختصة.

وتمضي جهود رجال الشرطة في الارتقاء بمستوى الخدمات الأمنية التي تتصل بسير الحياة اليومية للمواطنين واعتبار ذلك محورا أساسيا في سياسات الوزارة وهو ما تترجمه الخدمات الأمنية التي تم ميكنتها وإتاحتها للمواطنين سواء عبر المواقع الرسمية للوزارة وتطبيق الهواتف المحمولة أو بالمواقع التي تقدم هذه الخدمات ويجري حالياً استكمال تلك الجهود بما يحقق التيسير في أداء الخدمة الأمنية وتحقيق الجودة والاتقان في معدلات تقديمها.

وانطلاقاً من دور مصر المحوري على المستويين الإقليمي والدولي استقبلت المعاهد الشرطية العديد من الكوادر الأمنية من الدول العربية والإفريقية للتدريب على مختلف المجالات الأمنية، فضلاً عن تنظيم الدورات التدريبية التخصصية في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية وقيادة الوحدات الشرطية المشاركة ببعثات حفظ السلام بالتنسيق مع الأمم المتحدة.

إن ما حققته وزارة الداخلية من نجاحات رصدتها الأرقام والدلائل والإحصائيات كانت وبحق تتويجا لجهود مضنية حرصت فيها الوزارة على الارتقاء بمعدلات الأداء ومواصلة تطوير كفاءة العنصر البشري من خلال انتهاج منظومة تدريبية متميزة وتعاون وتنسيق مع قواتنا المسلحة فى مواجهة الإرهاب البغيض وحماية الجبهة الداخلية.

الجمع الكريم:
في تلك المناسبة الوطنية التي يحفظها التاريخ للشرطة المصرية أبعث برسالة تقدير وعرفان لكل رجال الشرطة على امتداد مواقع العمل الأمني في كافة أرجاء البلاد وهم يواصلون الجهد والعطاء والتضحية لأداء رسالتهم العظيمة في الحفاظ على أمن واستقرار الوطن.. كما أتوجه بتحية تقدير إلى قواتنا المسلحة الباسلة التي تجسد في تلاحمها مع وزارة الداخلية أصدق علاقات التكامل والترابط الوثيق بين الأمن بجناحيه الداخلي والخارجي.

وكل الوفاء والتوقير لشهدائنا الأبرار في معارك النضال الوطني وفي ملاحم العمل الأمني، داعين المولى- عز وجل- أن يكون أداؤنا وجهدنا متصلاً بعطائهم وتضحياتهم الغالية.

السيد رئيس الجمهورية:
لقد كان تكليف سيادتكم بأن يكون أمن مصر في قلب العمل الوطني وفي مقدمة أولوياته وانطلقت الخطط الأمنية في تنفيذ ذلك بكل دقة وإتقان ليظهر وجه مصر الحضاري وصورتها الحقيقية للعالم بأسره كمنارة تجتمع فيها الشعوب عبر مؤتمرات ومنتديات إقليمية ودولية لمناقشة طموحات ورؤى تحقيق التنمية والأمن والسلام.

ولسوف يسطر التاريخ لكم سيادة الرئيس .. قيادتكم للوطن في مرحلة من أدق مراحل التحديات الكبرى والمصيرية، والتي أعليتم فيها السيادة الوطنية فوق كل اعتبار ومواجهة المخاطر الجسام بكل عزم وإصرار أثبتم أن مصر شامخة بأبنائها قوية بمبادئها لا تنال منها مؤامرات الغادرين مهما بلغت وأحقاد الطامعين مهما تعاظمت حفظ الله مصرنا الحبيبة بكم وحفظكم سيادة الرئيس لمصر قائداً راعياً للتنمية والإستقرار سنداً للحق والعدل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved