مؤلف قمر 14: القُبلة تعبر عن الموضوع.. وأريد تقديم أفلام بعيدة عن الاقتباس الفج

آخر تحديث: الأحد 23 يناير 2022 - 12:29 م بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

محمود زهران: قصص الفيلم نهايتها مفتوحة ماعدا "اختلاف الديانات" لأمر ضروري 

- المجتمع الذي يقتل الحب يستطيع قتل أي شيء  

- أستعد لتقديم عملين أحدهما في مرحلة التصوير وآخر في المونتاج

"قمر 14" هكذا اختار صناع الفيلم المعروض حديثاً في السينمات المصرية اسماً يرتبط بأحد الظواهر الكونية، وهي الليلة التي يكتمل فيها القمر ويصبح بدراً مضيئاً في السماء، ليكون اسماً وزمناً ترتبط به الأحداث، التي تجمع عدد كبير من الممثلين، في قصص مختلفة، من بينهم خالد النبوي وشيرين رضا، غادة عادل وخالد أنور، أسماء أبو اليزيد وأحمد حاتم، مي الغيطي وأحمد مالك، أحمد الفيشاوي وياسمين رئيس، والفيلم من تأليف محمود زهران وإخراج هادي الباجوري. 

تبدأ القصة مع صوت الفنان خالد النبوي –يقدم دور مذيع راديو- وهو يتحدث عن تأثير القمر على الأرض والبشر، وهذا في الأساس اعتقاد راسخ منذ مئات السينين إن اقتراب القمر من الأرض يؤثر على الصحة النفسية، وتجرى أبحاث كثيرة لدراسة الروابط بين اكتمال القمر وحياة البشر، وبالعودة للفيلم نجد أنه اعتمد على هذا الاعتقاد لتقديم قصص الحب غير المكتملة في ليلة واحدة. 

وفي ضوء ذلك تواصلت "الشروق" مع الكاتب محمود زهران للحديث عن تفاصيل الفيلم والنقد الموجه له وطموحه ككاتب وما يريد تقديمه خلال الفترة المقبلة..

- مغزى الفيلم والهدف من القصص المنفصلة 

تدور أحداث الفيلم حول مجموعة من قصص الحب غير المكتملة، وفي إطار رومانسي يحاول زهران أن يعبر عن قضايا ومشاكل أكبر داخل رحلات قصيرة لأبطاله، يواجه كل منهم فكرة أو معتقد تهدم قصة الحب وتحاول إنهاءها.

ويقول زهران عن هذا الجانب: "لقد اخترت أن يكون حكي ما أراه تخلف أو عوار في مجتمعنا من خلال الحب أو إطار رومانسي لأن المجتمع الذي يقتل الحب قد وصل إلى القدرة على قتل كل شيء وأصبح معدوم المشاعر، والذي لا يعرف الحب حياته حقاً صعبة جداً". 

أما عن اختيار تقديم القصص بصورة منفصلة، قال: "طريقة السرد من خلال قصص منفصلة عن بعضها من حيث المكان هو تعبير عن أن المجتمع بكل طبقاته وباختلاف أفكاره ومعتقداته يقتل الحب بطرق مختلفة سواء كان الفرق اجتماعي أو ديني أو ثقافي، وهذه الطريقة رأيت أنها مناسبة للسرد".

- الحب والربط بين قصص الفيلم 

حاول الفيلم خلق روابط مختلفة بين قصص الحب التي تدور على الشاشة أحياناً من خلال شخصية مذيع التليفزيون، الذي يهاجم قصة حب الأستاذة الجامعية وشاب أصغر منها عمراً، وأحياناً من خلال منصات التواصل الاجتماعي، التي تربط نهاية قصة حب الشاب من الطبقة الفقيرة بفتاة من طبقة ثرية بالقصة الأخيرة التي كان بطلها خالد النبوي، مذيع راديو، حيث تبدأ مشاهده بمتابعة الفيديو المعروض على فيسبوك يتحدث فيه الشاب الفقير عن حبه.

ورد زهران على الرأي النقدي الذي يشير إلى أن الروابط بين القصص لم تكن قوية في إطار الأحداث، وقال: "من الأساس تصنيف الفيلم أنه قصص وأنه من المفترض وجود ربط بينهم تصنيف في غير محله، الفيلم يبدأ بصوت خالد النبوي يتكلم عن ليلة قمر ١٤ ويطرح وجهة نظر تشير إلى أن القمر يؤثر بالسلب على البشر وخصوصًا علاقات الحب، وعلى مدار ساعات اعتلاء القمر نرى أحداث من خلالها نفهم الشخصيات ونرى الضغط المجتمعي عليهم، وفي النهاية نعرف أن هذه الفكرة لا تعبر عن البطل نفسه وأنها كانت لحبيبته التي فرق المجتمع بينهما منذ سنوات، ومن خلال برنامجه الإذاعي يحاول تبرئة القمر والإشارة إلى أن أفعال المجتمع هي السبب، والمجتمع هو الذي يقتل الحب وليس القمر". 

حرص الفيلم على توضيح السبب الذي أدى إلى الفراق بين الحبيبين في كل قصة، ولم يتحقق ذلك في القصة الأخيرة، كما كانت النهايات مفتوحة، إلا القصة التي جمعت الشاب والفتاة مختلفي الديانات، وهو ما فسره زهران قائلاً: "قصص الفيلم نهايتها مفتوحة ماعدا قصة اختلاف الديانات لأن هنا الصراع محمل بمشاعر توحي أن هذا الحب ضد الدين بل وضد الله، لذلك يكون الموت حتمي، وقصة مراد هي النهاية التي أتمناها كمؤلف لكل القصص ذات النهاية المفتوحة، نفسي عليا وياسين يرجعو، ويحيى وأمينة يقدرو يكملو، والمهندس كمال يقتنع إن شريف يحب ابنته نادية وأن مهنة والدته لن تغير في الأمر شيء، أما عدم الإشارة لسبب الفراق بين مراد ومنال، كان مقصوداً، كنت أحاول توضيح أن هذا أمر غير مهم ولكن المهم هو الحاضر وأننا لا يجب أن نضحي بالحب طالما لايزال موجودا، وليس عيباً أن يقول الإنسان لذاته إنه كان حماراً عندما استسلم للمجتمع" 

- القُبلة.. بين الإثارة والسياق 

انتقل زهران للحديث عن شيء آخر أثار الجدل عندما عرض الفيلم، وهي القُبلة في نهاية أحداث العمل، وقد سبق وعلق المخرج هادي الباجوري على الأمر ذاته وقال: "البوسة بتعبر عن نهاية كل الحواديت مش بوسة قذرة لو مخك بايظ هتشوفها حاجة تانية وأنا مش عاوزك تشوف الفيلم".

وقال زهران: "دعينا نفكر في الأمر إذا إلتقى اثنان منفصلين بعد 18 سنة وقرر فعل ما فعله بطل الفيلم لكي تعود له حبيبته، إذا لم توضع قُبلة في سياق الحدث أصبح الإثنان لديهم مشكلة، واتفق مع رأي هادي بشدة، لأن هذا هو موضوع الفيلم، الشخص الذي لا يعرف الحب سوف يرى القُبلة في إطار جنسي والذي يعرف الحب سوف يراها بالصورة التي أردنا توصيلها". 

أما عن فريق الممثلين الذي جمعهم الفيلم صرح زهران أن الممثلين في الفيلم جميعهم كانوا رائعين في تجسيد الشخصيات ماعدا شخصية واحدة، رفض التصريح عن اسمها، وقال: "أحب أن احتفظ برأيي فيها". 

- إيرادات الفيلم والخطط المستقبلية 

حقق فيلم قمر 14 بعد أسبوع من عرضه في السينمات المصرية 900 ألف جنيه تقريباً، وهو ما وصفه البعض بإيرادات ضعيفة مقارنة بأفلام أخرى، وعلق زهران على ذلك قائلا: "هذا الموضوع ليس لي دخل فيه، أنا أصنع فيلم وفق إحساسي وما أريد تقديمه وسعدت بأراء النقاد والصناع والجمهور ممن أعجبهم الفيلم". 

وأعلن زهران في نهاية حديثه أنه لديه فيلمان سيعرضان قريبا، الأول "عاشق" بطولة أحمد حاتم وأسماء أبو اليزيد، وهو في مرحلة التصوير، وفيلم باسم مؤقت "جارة القمر" بطولة كريم فهمي وياسمين رئيس في مرحلة المونتاج.

واختتم المؤلف حديثه عن ما يشغل ذهنه ككاتب، وقال: "أريد أن أقدم أفلاماً أصلية بعيدة عن الاقتباس الفج الذي تعيشه السينما المصرية، وأن أعبر عن أرائي ومعتقداتي بعيداً عن اللهث وراء التريند، وأن أصنع أفلاماً تستطيع العيش مع الجمهور".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved