في ذكرى معركة الإسماعيلية.. تعرف على تاريخ مدينة التمساح
آخر تحديث: الإثنين 23 يناير 2023 - 7:37 م بتوقيت القاهرة
الشيماء أحمد فاروق
شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، فيلما تمثيليا عن بطولات الشرطة في معركة الإسماعيلية، خلال فعاليات الاحتفال بعيد الشرطة، حيث جسد الفيلم المعركة التي تصدت فيها قوات الشرطة للاحتلال الإنجليزي، وتمسك الضباط الأبطال بمواقعهم ورفضوا تسليم أسلحتهم ومبنى المحافظة للمحتل.
والإسماعيلية مدينة عريقة شهدت كثير من الأحداث المهمة والتاريخية في تاريخ مصر الحديث، بسبب موقعها الجغرافي المتميز الذي ينتمي لإقليم القناة، إذ تقع الإسماعيلية على الضفة الغربية لقناة السويس، ونتذكر في ضوء ذلك تاريخ المدينة ونشأتها، وفق ما ورد في كتاب المنشآت المعمارية في عصر الخديو إسماعيل.
ديلسبس أعلن اسمها في خطاب له
احتفل بوضع حجر الأساس لمدينة التمساح الاسماعيلية في 27 أبريل 1862 في عهد محمد سعيد باشا، لتكون نقطة من نقاط حفر قناة السويس، وتكون مركز لأعمال شركة القناة، ومقر إقامة مهندس الشركة، ووضع تخطيط المدينة المهندس الفرنسي جومار، وبناء على تلك الأهداف التي أنشأت من أجلها تم تقسيم النطقة وتخطيطها لتخدم مرفق القناة.
قسمت المدينة إلى قسمين أحدهما خاص بالأجانب ويسمى حي الإفرنج، والثاني للمصريين ويسمى حي العرب، والتصميم كان على شكل شريط ممتد على الطرف الشمالي من بحيرة التمساح لتصبح واجهة المدينة على هذا الأساس عكس اتجاه الريح ومتعامدة مع مسار الشمس.
أما اسم المدينة فقد أطلق عليها في خطاب ألقاه فرديناند ديلسبس في 4 مارس 1862، قال فيه: "إن اسم سعيد قد أطلق على مدينة بورسعيد عند مدخل القناة، ألا يجدر بنا أن نطلق اسم الوالي الحالي على مدينة التمساح اعترافاً لفضله".
حدائق ومناظر طبيعية
ذكر المرجع التاريخي –سالف الذكر– أن إسماعيل تفنن في جعل المدينة مشابهة للمدين الحديثة من حيث التنسيق والتنظيم، لذلك كانت ممتلئة بحدائقها العامة وسط المدينة والخضرة منتشرة بها دائماً ونافورات المياة تعطيها منظراً وكأنها قطعة من أوروبا نقلت إلى داخل مصر، وأسس مقراً له فيها.
اختار الخديوي إسماعيل مرتفعات تلال الجسر الواقعة في الشمال الشرقي لتكون مقر مقصورة الخديوي وكانت تشرف على بحيرة التمساح، واستبدلت المقصورة بعد ذلك ببناء سراي الخديوي التي استقبل فيها ملوك ورؤساء أوروبا في احتفالات القناة.
وقال صالح رمضان: في بحثه "مضى المواطنين في بناء العشش في حي العرب، ومضت الشركة في إقامة الفيلات للأجانب وكبار المصريين في الإسماعيلية، كما وجد شاليه ديلسبس وآخرون والتي تحيط بها الحدائث المليئة بالأزهار والفواكه وحوانيتها الصغيرة المليئة بالبضائع الباريسية أعطتها طابع المدن الصغيرة التي تحيط بباريس، يضاف إلى ذلك انتشار اللغة الفرنسية على الشفاه العربية، بالإضافة إلى الأجانب الذين يكونون معظم سكانها ويضفون على المدينة طابعا أوروبياً، بحسب رسالة "الحياة الاجتماعية في مصر في عهد الخديوي إسماعيل".
بانتهاء عام 1869 كان بمدينة الإسماعيلية خمسة أو ستة مقاهي ومدرسة وكنيسة ومسجد ومكتب للتلغراف، وبعد انتهاء أعمال الحفر في القناة وبمقتضى اتفاق أبريل 1869 وآلت إدارة مكاتب البريد والتلغراف التابعة للشركة إلى الحكومة المصرية.
وأضحت المدينة بعد افتتاح قناة السويس مدينة حدائق هائلة تغص بالفيلات الضخمة ينمو بجوارها شجر الكافور وشجر الجيمز الضخم وشجر المانوليا وشطرة الميموذة وشجر النخيل البديع الذي يصل ارتفاعه إلى عشرين متراً والأشجار المجلوبة من جزيرة مدغشقر وأشجار المانجو والجوافة وجيرات البن الأفريقية.