أقباط سيناء.. أحد فصول معاناة الوطن من الإرهاب

آخر تحديث: الخميس 23 فبراير 2017 - 8:05 م بتوقيت القاهرة

كتب ــ مصطفى سنجر:

• قتل وخطف ونهب ممتلكات وتدمير كنائس.. والأهالى يقررون النزوح الجماعى خوفًا على حياتهم


«أبلغتهم زميلتهم القبطية فى إحدى مدارس العريش الإعدادية بعدم استطاعتها العودة إلى المدرسة مرة أخرى، فحولها والدها إلى مدرسة أخرى خارج محافظة شمال سيناء هى وإخوتها، بعد تكرار حوادث قتل المسيحيين فى المنطقة».. هكذا قالت إحدى الطالبات المسلمات فى العريش.

خلال أسبوعين فقط وصل عدد الضحايا من المواطنين الأقباط فى العريش إلى 5 أفراد، هم تاجر، ومعلم، وطبيب بيطرى، ورجل عجوز وابنه، وجميعهم تم إطلاق أعيرة نارية عليهم فى مواقع قريبة من بيوتهم ومحال عملهم من إرهابيين ملثمين.

وفى إجراء وقائى، أخلت قوات الأمن منازل عدد من عمال اليومية الأقباط المستأجرة قرب فندق سينا صن فى العريش، ونقلتهم إلى قسم شرطة، قبل ترحيلهم إلى محافظاتهم الأصلية.

العريش التى تركز فيها الأقباط ــ بعد رحيل غالبية الأسر من رفح والشيخ زويد، التى شهدت عدة حوادث خطف وقتل لهم بعد 2011، فضلا عن تدمير كنيسة العائلة المقدسة فى جمعة الغضب ــ لم يسلم المنتقلون إليها من حوادث القتل، التى لاحقتهم مع استمرار توتر الأوضاع فى المنطقة.

ويقول مواطن قبطى لـ«الشروق» ــ فضل عدم ذكر اسمه ــ إن خياراتهم فى البقاء داخل المدينة باتت تزداد صعوبة يوما بعد يوم، وهو ما عجل بقرار بعض الأسر الرحيل من شمال سيناء نهائيا، والاتجاه إلى محافظاتهم الأصلية التى وفدوا منها، حيث إن أغلبهم من العاملين فى القطاعات الحكومية.

تضم العريش 3 مواقع تتبع الكنيسة القبطية، وهى مطرانية شمال سيناء فى ضاحية السلام وتخضع لحراسة دائمة، ومقر الاستراحات الكنسية فى حى المساعيد الذى يخضع أيضا لحراسات مشددة، فضلا عن كنيسة مار جرجس وسط العريش، وهى التى تشارف أعمال الترميمات فيها على الانتهاء، بعد أن أحرقها أنصار جماعة الإخوان فى شهر يوليو 2013، ودمروا محتوياتها، حيث تقام فيها الآن صلوات رمزية فى الأعياد تحت حراسات مشددة، وقد تم تخصيص حراسات أخيرا لمبنى الكنيسة الذى يخضع للترميم، وإغلاق الشارع الذى تقع فيه بالحواجز المعدنية.

بدأت شواهد استهداف المواطنين الأقباط فى شمال سيناء من أقصى شرق المحافظة، حيث مدينة رفح الحدودية، لتزحف بعد ذلك باتجاه الشيخ زويد، إلى أن وصلت العريش، وذلك خلال 6 سنوات فقط.

وفى رفح، كتب مجهولون بيانا باليد فى شهر سبتمر 2012، يطالب الأقباط بترك المدينة، وإثر ذلك تعرض المواطن ممدوح نصيف لإطلاق نار أمام محله التجارى، وبعد أسبوعين تم إطلاق النار على منزل قبطى آخر يدعى مجدى نيروز، موظف، دون أن يصاب بمكروه، لتهرع الأسر فى المدينة إلى الرحيل الجماعى للعريش.

وفى 5 فبراير 2013، أبلغ مواطنون أجهزة الأمن باختطاف مواطن مسيحى فى مدينة الشيخ زويد، وكشف البلاغ رقم 139 إدارى الشيخ زويد عن أن مجهولين، يرجح أنهم شخصان، اختطفا المواطن صبحى مسعد إبراهيم، (35 سنة)، تاجر خردة من منزله، ثم أفرج عنه بعد أسبوع بدفع فدية مالية.

كما اختطف الإرهابيون القبطى جمال عيد ونجله وجدى فى 26 أبريل عام 2013، وطالبوا ذويهم بفدية قدرها نصف مليون جنيه، فى سبيل الإفراج عنه، وبعد يومين تم دفع الفدية وأطلقوا سراحه.

وتعرض راعى كنيسة مارى مينا فى حى المساعيد مينا عبود، فى 6 يوليو 2013، للاغتيال على يد إرهابيين فى أثناء استقلاله سيارته فى شارع السنترال.

وفى التاريخ ذاته، اختطف إرهابيون تاجرا قبطيا من رفح يدعى مجدى لمعى (59 سنة)، وتم العثور عليه بعد أسبوع فى منطقة المقابر بالشيخ زويد، بعد أن تم ذبحه، وفصل رأسه عن جسده.

كما اختطف إرهابيون صاحب محل أدوات صحية يدعى مينا مترى شوقى، من المحل الذى يمتلكه فى شارع أسيوط بالعريش، بتاريخ 28 سبتمبر من العام نفسه، إلا أنه عاد إلى أسرته بعد أسبوع من دفع الفدية، كما قتل تاجر قبطى يدعى هانى سمير كامل (37 سنة)، فى الأول من سبتمبر 2013 على طريق «الزهور ــ المساعيد»، برصاص إرهابيين مجهولين.

واختطف إرهابيون مجهولون بتاريخ 14 مايو 2013 الدكتور وديع رمسيس، صاحب مستشفى خاص، فى أثناء استقلاله سيارته بشارع القاهرة فى العريش أيضا، وأطلق سراحه بعد عدة أشهر عقب دفع ذويه فدية قدرها 1.5 مليون جنيه.

وفى 15 مايو 2013، تم اختطاف جمال شنودة، صاحب محل أسمنت، من منطقة حى الصفا بالعريش، وتم الإفراج عنه بعد عدة أيام بعد دفع الفدية المقررة.

وفى 4 مايو من عام 2015، تم العثور على جثة موظف قبطى فى مديرية الصحة بالعريش، ويدعى مساك نصر الله مساك (57 سنة)، بعد اختطافه فى أثناء عمله بتوزيع مهام حكومية على الوحدات والمراكز الصحية وسط سيناء.

وقتل إرهابيون قبطيا يدعى وليم ميشيل فرج، (53 سنة)، بإطلاق الرصاص فى 23 فبراير 2015، عندما ذهب ليفتح محلا يمتلكه لسن السكاكين، فى وسط العريش.

وبتاريخ 30 يونيو 2016، أطلقت العناصر الإرهابية النار على القس روفائيل، فى أثناء إصلاحه سيارته فى منطقة سد الوادى بالعريش، وهو ما أسفر عن مقتله بـ3 رصاصات.

وفى 1 يناير 2017، أطلق إرهابيون الرصاص على وائل ميلاد حنا، 35 سنة، فى أثناء وجوده داخل محل يمتلكه فى شارع 23 يوليو بالعريش أيضا، وهو ما أسفر عن مقتله، كما سرق المتهمون خزينة المحل ولاذوا بالفرار من موقع الحادث، وبعد أيام تم استهداف قبطى آخر، فى حى السمران، يدعى عادل شوقى، (55 سنة)، ليلقى حتفه هو الآخر بطلق نارى فى الرأس.

وبعد ساعات، استهدفت العناصر الطبيب البيطرى بهجت وليم زاجر، (58 سنة)، فى أثناء سيره بسيارته الخاصة بمنطقة العبور، فى دائرة قسم شرطة أول العريش، ما أسفر عن إصابته بطلق نارى فى الرأس، وتسبب فى مقتله فى الحال.

كما تم إطلاق النار على جمال توفيق، (50 سنة)، تاجر، بعد عدة أيام، فى أثناء قيامه ببيع الأحذية فى سوق الخميس، بدائرة قسم شرطة رابع العريش، وهو ما أسفر عن إصابته بطلق نارى فى الرأس ووفاته على الفور.

واقتحمت مجموعة إرهابية منزل سعد حكيم حنا، (65 سنة) ونجله مدحت، (45 سنة)، بشارع سلمان الفارسى بحى البطل، فى دائرة قسم شرطة ثالث العريش، فجر الأربعاء، وأطلقت النار عليهما، ثم أشعلت النيران فى المنزل لتتفحم الجثتان، بعد السطو على ممتلكات الأسرة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved