مواجهة دبلوماسية روسية - أوكرانية على حلبة أممية.. اتهامات وتحذيرات و«تصفح هاتف»
آخر تحديث: الأربعاء 23 فبراير 2022 - 10:02 م بتوقيت القاهرة
أحمد علاء
فيما يترقب العالم مواجهة عسكرية تتضمن غزوًا روسيا لأوكرانيا سيقابل - وفق المواقف المعلنة - بدفاع أوروبي أمريكي عن كييف الطامحة للانضمام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، كانت جنبات الجمعية العامة للأمم المتحدة شاهدة على مواجهة دبلوماسية بين البلدين.
الجمعية العامة للأمم المتحدة عقدت اليوم الأربعاء، جلسة خاصة بالأزمة الأوكرانية - الروسية، استهلّها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الذي قال إنّ العالم يواجه "لحظة خطر" بسبب هذه الأزمة.
وأضاف جوتيريش أنّ قرار روسيا الاعتراف بما يسمّى -استقلال- منطقتي دونيتسك ولوغانسك - وما تبعه - هو انتهاك لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها ويتعارض مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
ضمن كلمات دبلوماسية مهمة للدول الأعضاء تعبر كل منها عن موقف صاحبها، تركزت الأنظار عن كلمتي أوكرانيا وروسيا خلال الجلسة التي ليس من المتوقع - وفق محللين - أن تغير شيئًا من طبيعة التوتر على الأرض.
الكلمة الأوكرانية لم يلقها مندوب كييف، لكن ألقاها وزير الخارجية دميترو كوليبا الذي يحط حاليًّا في الولايات المتحدة، وشارك في الجلسة بعد يوم من لقائه بالرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي أكّده له التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن أوكرانيا.
الوزير الأوكراني قال إن بلاده لا تشكّل تهديدًا لروسيا، وأكّد أنها - أي أوكرانيا - لم تخطط ولا تخطط لأي عملية عسكرية في دونباس (الإقليم الواقع في شرق أوكرانيا).
طلب الوزير، من الأمم المتحدة، أن تنخرط في أعمال ملموسة وسريعة لوقف التصعيد الذي قال إن من يؤججه هو الجانب الروسي وانتشاره العسكري.
في الوقت نفسه، حذّر كوليبا من أنّ "بداية حرب واسعة النطاق في أوكرانيا ستشكّل نهاية النظام العالمي".
وتابع: "اتهامنا بالتخطيط لغزو دونباس يتنافى مع المنطق"، واصفًا أفعال روسيا بأنها "مريعة وتتخطى حدود أوكرانيا لتهدد المنطقة بالكامل".
واعتبر وزير الخارجية الأوكراني أن أوروبا تعيش "أكبر أزمة أمنية منذ الحرب العالمية الثانية"، ووصف خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه "ينكر بشكل كامل وجود أوكرانيا، وتتجاوز التهديد لأمن وسلامة بلاده".
وتابع:" ما فعلته روسيا يتعارض مع المبادئ الأساسية للأمن والسلم الدوليين"، مشددا على أنه "لا بد من وضع حد للتصرفات الروسية".
ولفت في الوقت نفسه، إلى أنّ أوكرانيا تقوم بتعزيز دفاعاتها بسبب التحركات الروسية"، محذراً من أن "روسيا لن تتوقف عند حدود أوكرانيا وآخرون سيحذون حذوها إن لم يتم معاقبتها".
وأكمل:"نحن بحاجة لعمل فعال من جانب الأمم المتحدة يوازي حجم التهديد الذي نواجهه جميعا بسبب مسار روسيا العدائي.. أؤمن بقدرتنا على تجنب كارثة جديدة".
ورأى أن العقوبات التي فرضتها واشنطن والاتحاد الأوروبي وبريطانيا، يمكن أن تلعب دورًا في إنقاذ بلاده، وطالب الدول بعدم الاعتراف بالمناطق الانفصالية التي اعترفت بها روسيا.
الأنظار ذاتها توجهت إلى مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، الذي قال إنّ "الدول الغربية تواصل الاستفزاز من خلال تسليح أوكرانيا"، مشيرا إلى أن "منطقة دونباس تعرضت طوال الفترة الماضية لقصف أوكراني".
وطالب في كلمته، بـ"إقناع أوكرانيا بعدم التهور"، مؤكدًا أن "الناطقين بالروسية تعرضوا للقمع الأوكراني، حيث إن كييف لم تنفذ التزاماتها في اتفاقيات مينسك"، مؤكدا أن "موسكو ليست طرفا في اتفاقيات في الماضي أو الحاضر".
وصرّح بأن "أوكرانيا قوضت جهود السلام خلال السنوات الماضية، وقصفت مواطنيها ورفضت الحوار مع قيادات دونباس"، متهما الغرب بـ"ازدواجية معاييره في قضية أوكرانيا".
وتابع:" منذ البداية أوكرانيا كان لديها مخططات انتقام، وعلى مدار سنوات أصبحت أوكرانيا معادية لروسيا وشنت حربا على كل شيء روسي كجزء من سياستها".
واعتبر المندوب الروسي أن أنتونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، تماشى مع الرواية الغربية، وقال: "لا نعرف المساعي الحميدة للأمين العام التي يتحدث عنها".
وكان جوتيريش، قد أعلن أن قرار روسيا بالاعتراف باستقلال منطقتي دونيتسك ولوجانسك في شرق أوكرانيا يمثل انتهاكا لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها، واصفًا قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حول هذا الأمر، بأنه سدد ضربة قاضية لاتفاقيات مينسك التي وافق عليها مجلس الأمن الدولي.
وإذا كان التنظيم البروتوكولي لجلسات الجمعية العامة للأممم التحدة لا يتيح مجالًا أمام سجال سياسي بشكل أو بآخر، فلم يمنع ذلك من بروز حالة من السخونة السياسية في الأحداث، وثّقتها عدسات الكاميرات التي التقطت الوفد الأوكراني يتجاهل كلمة المندوب الروسي، وقد ظهر أحد الدبلوماسيين وهو يتصفح هاتفه في وقت كان الدبلوماسي الروسي يتهم سلطات كييف بقصف مواطنيها، في إشارة إلى عدم اكتراث بما تقوله موسكو.