وزير الأوقاف : الأديان تدعو إلى التسامح ونبذ قتل النفس وتشجع على الوحدة لا التفرقة
آخر تحديث: السبت 23 مارس 2019 - 10:56 م بتوقيت القاهرة
القاهرة /أ ش أ
أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن الشعب المصري متدين بفطرته وهذه الفطرة لا يمكن إزالتها منه مهما حدث ، مشيرًا إلى أن الدين دائمًا ما يكون جزء من الحل ولا يمكن أن يصبح جزء من المشكلة ، وأن جميع الأديان تدعو إلى التسامح ونبذ قتل النفس، وتحبذ الوحدة لا التفرقة.
وقال وزير الأوقاف ـ في كلمته خلال مشاركته في فعاليات المؤتمر السنوي لكلية الآداب جامعة عين شمس والذي يحمل عنوان "القوى الناعمة وصناعة المستقبل" بحضور الدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية والأنبا إرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الاثوذكسي ـ إن قضية البناء الثقافي تحتاج إلى جهد كبير من كافة الجهات حتى لا يحدث تداخل بين التشريعات الدينية والثقافة.
وأضاف الدكتور مختار جمعة أن كافة الأديان حرمت قتل النفس وليس الإسلام فقط، منوهًا الى أن تجديد الخطاب الديني يعني فهم الدين بطريقة صحيحة وليس كما أشاع البعض أن الغرض منه التغيير في مسلمات الدين.
وتابع أن العالم أصبح في حاجة إلى تفعيل الخطاب الإنساني الذي يعمل على نبذ الكراهية والعنف والقتل ويشجع على التسامح ونشر الروح الطيبة بين أفراد المجتمع ، مؤكدا أن تلك الأمور أصبحت ضرورة مُلحة في ظل الصراعات التى تشهدها كافة المجتمعات ، وأنه من الضروري التمسك بالتعاليم السمحة التى تؤكد على احترام الإنسان والتسامح ونبذ أي أفكار تسعى لزرع الكراهية.
من جانبه ، قال الدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية إن العلاقة بين الدين والثقافة تبدو علاقة غامضة ، ولكنها بالنسبة لعلماء الدين علاقة واضحة وظاهرة وتحتاج إلى دراسة ، مشيرًا إلى أن الثقافة والدين وجهان لعملة واحدة لا يمكن الفصل بينها خصوصًا في تجديد الخطاب الديني.
وأضاف أن العلاقة بين الثقافة والدين علاقة متساوية في دورها نحو تجديد الخطاب الديني الذى تسعى الدولة دوما إلى تجديده ، لافتًا إلى أن الدين هو المحرك الأساسي للحضارات ، حيث يعمل على تحريك الشغف والحماس نحو التعرف على الثقافات والحضارات المختلفة.
وتابع مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية " توجد أهمية لربط تجديد الخطاب الديني بالخطاب الثقافي ، فكل منهما جسد واحد لا يعمل إلا سويًا ولا ينهض إلا سويًا ، ولا توجد خصومة واضحة بين الثقافة والدين على الإطلاق فكلاهما واحد".
ودعا الدكتور أسامة الأزهري إلى إنهاء الخطاب الديني المظلم واستبداله بالخطاب الصحيح الذى يدعو إلى إحداث تغيرات ايجابية في المجتمع ثقافيًا وعلميًا، منوهًا إلى أن القرآن الكريم دعا أكثر من 700 مرة إلى العلم والإبداع والبحث في كافة العلوم ، وهذا رابط قوي بين تجديد الخطاب الديني والثقافي.
بدوره ، أشاد الأنبا آرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأثوذكسي بموضوع المؤتمر السنوي لكلية الآداب جامعة عين شمس والذي يحمل اسم "القوى الناعمة وصناعة المستقبل" ، وقال "خطوة جيدة أن يتم خلط العمل الأكاديمي بالوعي الثقافي لدى عامة الشعب ، ومشاركة الطلاب والباحثين وأفراد المجتمع بشكل عام".
وأشار إلى أن هناك علاقة وثيقة بين الدين والمجتمع، وأن الدين له تأثير واضح على أفراد المجتمع ، وذلك منذ بداية الأسر الفرعونية، حيث كانت هناك علاقة وثيقة بين المجتمع والدين، وأنه مع بناء الحضارات المصرية القديمة كان يسعى الإنسان لبناء عقيدته ، وانعكس ذلك على الفنون والآداب وكافة المجلات.
وقال رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي " إننا لا نجدد الخطاب الديني بصفته وذاته وذلك لأن القواعد الدينية ثابتة لا تتغير، بل نسعى لوضع قاعدة جديدة لنشر القواعد الدينية الصحيحة بين عامة الناس ليفهموا الدين بشكل صحيح".
وأضاف إن الدين خارج عن كافة الصور السيئة، مطالبًا بخطاب مشترك للشباب بين الكنيسة والأزهر يهدف إلى الحد من خطاب الكراهية الذي يسعى البعض لبثه ببعض العمليات الإجرامية التي تسعى للوقيعة بين المسلمين والأقباط من أبناء الوطن الواحد.
من جهته ، أكد الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة السابق أن هناك علاقة وثيقة بين تجديد الخطاب الديني والخطاب الثقافي ، مشيرًا إلى أن الخطاب الثقافي خطاب جامع لكافة الخطابات الأخرى الدينية والفكرية والسياسية.
وأوضح أن تجديد الخطاب الديني لا يتم بمفرده كما يعتقد البعض بل يحتاج إلى عوامل عديدة لكى ينهض ويعود مرة أخرى إلى ما كان عليه ، ومن ضمن هذه العوامل الربط بينها وبين الخطاب الثقافي الذي يعد أشمل لكافة الخطابات ، فإذا أصلحنا الخطاب الثقافي أصلحنا كافة الخطابات الأخرى.