وطنيات ثورة 1919 (23): «مصرنا وطننا».. الاحتفال بعودة سعد زغلول بآخر ألحان سيد درويش

آخر تحديث: السبت 23 مارس 2019 - 12:44 م بتوقيت القاهرة

حسام شورى:

تواصل «الشروق» على مدار شهر مارس، تذكير قرائها بنخبة مختارة من الأغاني والقصائد الوطنية التي أنتجتها عقول شعراء وفناني مصر الرواد، بالتزامن مع ثورة 1919 أو تفاعلاً معها أو مواكبة لمطالبها وشعاراتها، بهدف إلقاء الضوء على أشكال مختلفة من إبداعنا منذ 100 عام ورصد الآثار الكبيرة للثورة على الفن والأدب في مصر.


••••••••••••


العمل الذي نسترجعه اليوم هو نشيد «مصرنا وطننا.. سعدها أملنا» والذي كتبه بديع خيري ولحنه سيد درويش للاحتفال بعودة الزعيم سعد زغلول إلى مصر في سبتمبر 1923 بعدما نفي للمرة الثانية، ولكن توفي سيد في يوم 23 سبتمبر قبل وصول سعد بأيام قليلة، ليبقى لنا العمل الذي أعده خالدا في التراث المصري، كرمز للوطنية والجهاد في سبيل حرية مصر، وكان يسمى بـ«نشيد مصر القومي».

توفي سيد درويش شابا عمره 31 عاما وشهور قليلة، ولكنه كان في ذروة مجده، وقمة عطائه الفني وتوهجه الإبداعي، بعدما عبر عن مطالب وأحداث ثورة 1919، التي فجرت طاقاته الإبداعية، بأناشيد وطقاطيق وادوار وألحان مسرحية باقية في وجداننا حتى اليوم.

نشيد مصر القومي، الذي أعده خصيصا لسعد زغلول، لحنه درويش على مقام النهاوند، وغناه محمد بخيت، وكان جزء من رواية كليوباترا ومارك انطوان، ولكن منيرة المهدية اسبتعدته من الرواية بعد رحيل سيد درويش.

يقول مطلع النشيد: «مصرنا وطننا سعدها أملنا .. كلنا جميعا للوطن ضحية» في إشارة واضحة للزعيم سعد زغلول، والتي تتكرر في «ياعيشنا سعدا .. يامتنا شهدا» ثم: «أجمعت قلوبنا هلالنا وصليبنا» كعادة بديع خيري وسيد درويش الدعوة إلى المحبة والاتحاد الوطني، دون النظر إلى الأديان، وعبرا عن ذلك في أعمال كثيرة مثل: «ايه نصارى ومسلمين قال ايه و يهود.. دى العبارة نسل واحد مـ الجدود» في «قوم يا مصري»، و«لا تقول نصراني ولا مسلم ولا يهودي ياشيخ اتعلم اللى أوطانهم تجمعهم عمر الأديان ماتفرقهم» في «السياس».

وكعادة سيد درويش في توظيف ألحانه للتعبير عن الكلمات، فهو رائد مدرسة الألحان التعبيرية، فتسمع صوت المجموعة في مواضع كثيرة من النشيد وهم يقولون «تعيش مصر حرة»، للتأكيد على المعنى والدعوة إلى استقلال مصر التام، حتى بعد رفع الحماية البريطانية عليها، وعودة سعد، وهو ما عبر عنه ايضا في «احنا غايتنا نرفع رايتنا.. أحرار خلقنا نأبي المذلة».

المطالبة بإعلاء الهوية المصرية، وخصوصية المواطن المصري، كانت من أهم مطالب ثورة 1919، فتجد هذا متمثل في تلك الأغنية في كلمات: «لولا اعتقادنا بوجود إلهنا .. كنا عبادنا النيل عبادة» وفيها عودة إلى معتقدات الجدود القدماء المصريين؛ الذين كانوا يعبدون النيل باعتباره سر من أسراء الوجود وواهب الحياة لمصر.

وذكرت سوزان درويش حفيدة سيد درويش، رواية مفادها أن الملك فؤاد الأول أرسل لسيد يطلب منه تغير كلمة «سعدها» إلى «فؤادها» أملنا، في إشارة إلى ملك مصر، فأرسل سيد درويش خطابا يرد فيه على الملك رافضا تغير الكلمات، وأن لا زعيم إلا سعد.

كلمات النشيد:


مصرنا وطننا سعدها أملنا .. كلنا جميعا للوطن ضحية
أجمعت قلوبنا هلالنا وصليبنا.. أن تعيش مصر عيشة هنية
عزك حياتنا .. ذلك مماتنا
يامصر بعدك .. مالناش سعادة
لولا اعتقادنا ... بوجود إلهنا .. كنا عبادنا .. النيل عبادة
مصرنا سعدنا.. أملنا .. كلنا جميعا للوطن ضحية
أجمعت قلوبنا.. هلالنا وصليبنا ... أن تعيش مصر عيشة هنية
حبك كفاية .. مالوش نهاية .. كله مزايا من فضل ربي
مهما قاسينا .. مفروض علينا .. موت المجاهد .. من غير ذنب
مصرنا وطننا سعدها أملنا .. كلنا جميعا للوطن ضحية
أجمعت قلوبنا هلالنا وصليبنا..... أن تعيش مصر عيشة هنية
روحنا فداكي .. مالناش سواكي .. ربك معاكي فى كل ساعة
وباتحادنا .. نبلغ مرادنا .. ويد الله مع الجماعة
مصرنا وطننا سعدها أملنا كلنا جميعا للوطن ضحية
أجمعت قلوبنا هلالنا وصليبنا.... أن تعيش مصر عيشة هنية
احنا غايتنا نرفع رايتنا .... أحرار خلقنا نأبي المذلة
ياعيشنا سعدا ......... يامتنا شهدا
لنحيا مصر أمة مستقلة

وغدا حلقة جديدة...

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved