أبلة فضيلة.. حاربت من أجل العمل مع الأطفال ودرست علم النفس لأجلهم

آخر تحديث: الخميس 23 مارس 2023 - 11:03 ص بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

رحلت عن عالمنا الإذاعية المصرية فضيلة توفيق "أبلة فضيلة" عن عمر 93 عاماً، اليوم الخميس، وأعلنت خبر رحيلها ابنتها ريم إبراهيم عبر حسابها الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وكتبت: "ادعوا لأمي بالرحمة، البقاء لله، توفيت إلى رحمة الله الإذاعية الكبيرة فضيلة توفيق عبدالعزيز، أبلة فضيلة".

ولدت أبلة فضيلة في 4 أبريل عام 1929، وهي أشهر من قدم برامج الأطفال في الإذاعة المصرية واسمها الحقيقي فضيلة توفيق، تخرجت في كلية الحقوق وعملت في بداية حياتها المهنية في مكتب المحامي حمدي زكي، وتتلمذت على يد بابا شارو أحد أعلام الإذاعة المصرية في بداية حياتها العملية في العمل الإذاعي، وظلت تعمل في برامج المنوعات حتى عام 1959، ثم انتقلت إلى برامج الأطفال، وشغلت منصب مدير عام البرامج الإذاعية للأطفال في الإذاعة المصرية في الفترة من 1970-1980، وهي أخت الممثلة القديرة محسنة توفيق.

من المعروف أن أبلة فضيلة هي واحدة من أشهر مذيعات الأطفال في الإذاعة المصرية القديمة، ولكنها لم تعمل في ركن الأطفال منذ البداية، بل حاولت سنوات الوصول له بإصرار بعد منع بابا شارو لها حيث كان يتولى هو هذا التخصص كلياً.

وقالت فضيلة توفيق في حوار لها نشر عام 1997: "عندما التحقت للعمل بالإذاعة فور تخرجي طلبت العمل مع الأطفال، لكن بابا شارو المسئول وقتها عن برامج الأطفال رفض أن يعمل أي شخص غيره مع الأطفال وكان رأيه أن من يعمل مع الأطفال ويخاطبهم من خلال الراديو لابد أن يكون شخصاً واحداً فقط، ورغم إصرار بابا شارو فقد ظللت أصر أنا الأخرى على أن أكون قريبة من الأطفال ورغم عملي كمذيعة في برامج المنوعات الخاصة كنت أذهب إلى الاستوديو للبقاء مع أطفال بابا شارو، وأتحدث معهم لأنه كان يطلب بقاء شخص معهم في استوديو آخر غير ذلك الذي يسجل فيه هو على الهواء".

وأكملت القصة أنها ظلت في برامج المنوعات حتى عام 1959، حين انتقل بابا شارو للعمل في التلفزيون وقت إنشائه، وقالت: "سألوني إذا كنت استطيع أن أحل محله وطبعاً وافقت فوراً وبدأت عملي منذ هذا التاريخ".

وفي نفس الحوار المنشور بجريدة الأهرام، ذكرت أبلة فضيلة حبها الشديد للأطفال وعن سبب إصرارها العمل مع الأطفال رغم المعوقات، قائلة: "إصراري نابع من إيماني بأن التعامل مع الأطفال موهبة من عند الله مثلها كموهبة الرسم أو التمثيل أو أي موهبة أخرى ولا يستطيع أي شخص أن يتعامل مع الأطفال إلا إذا كانت لديه الموهبة، وأنا لدي هذه الموهبة ومنذ صغري كنت أبقى مع الأطفال في سني أو أصغر مني لأحكي لهم الحواديت وكانت تجذبهم حكاياتي، لكن هذه الموهبة كانت لابد أن تصقل بالدراسة وهذا ما شعرت به عند بداية عملي، وطلبت وقتها من أساتذة علم النفس أن يستمعوا إلى أثناء حديثي للأطفال لأتعرف من خلالهم على أخطائي، وبالفعل قيل لي أن بعض إجاباتي على الأطفال تكون خطاً من ناحية علم النفس".

ونتيجة للحبها الشديد لعملها قررت أن تتعلم وتتزود معرفة في هذا المجال، وقالت إنها فكرت في الدراسة، وذكرت: "لكن وقتها لم تكن هناك دراسات معروفة نفسية عن الأطفال أو معاهد لذلك لجأت إلى مرسي سعد الدين وكيل وزارة الثقافة، وسألته عن كيفية عمل دراسة عن الأطفال وبالفعل تم تنظيم دورة تدريبية لكل المهتمين والعاملين في حقل الأطفال استمرت 3 شهور، وأنا مدينة لهذه الدورة في وضع قدمي على الطريق السليم لأكون مذيعة أطفال دارسة وواعية".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved