ما هو «اتفاق الرياض» ..وهل نص على ترحيل قطر للإخوان؟

آخر تحديث: الخميس 24 أبريل 2014 - 7:17 م بتوقيت القاهرة
عزة جرجس

"في ضوء مرور أكثر من ثلاثة أشهر على توقيع ذلك الاتفاق دون اتخاذ دولة قطر الإجراءات اللازمة لوضعه موضع التنفيذ، وبناء على نهج الصراحة والشفافية التامة التي دأب قادة الدول الثلاث على الأخذ بها ... فإن المسؤولية الملقاة على عاتقهم أوجبت تكليفهم لأصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية دولهم لإيضاح خطورة الأمر لدولة قطر".

كان هذا جزء من البيان الذي أصدرته كل من المملكة العربية السعودية والإمارت والبحرين، والذي قرروا فيه سحب سفرائهم من قطر.

ووفقًا للبيان الذي صدر في الخامس من مارس الماضي، فإن السبب الرئيسي لسحب السفراء هو أن قطر لم تلتزم ببنود "اتفاق الرياض" الذي وقّع عليه الشيخ تميم بن حمد آل ثان، أمير قطر، في نوفمبر من العام الماضي. فما هي بنود هذا الاتفاق؟

" الاتفاق مبهم "

"اتفاق الرياض" أو "وثيقة الرياض" لم تنشر بنودها أي من الصحف الخليجية. بل إن الموقع الرسمي لمجلس التعاون الخليجي والذي يتضمن كل الاتفاقيات والمعاهدات بين دول الخليج خلا تمامًا من أي إشارة للاتفاقية.

ووفقًا لبيان سحب السفراء، فإن الاتفاقية تم توقيعها في نوفمبر الماضي. فيما خلت أخبار الموقع الرسمي للمجلس طوال هذا الشهر عن أي أنباء عن الاتفاقية.

الخميس الماضي اجتمع وزراء خارجية قطر والبحرين والسعودية والإمارات برعاية كويتية، ذكرت بعض وسائل الإعلام، أنه "محاولة للمصالحة" بعد قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر.

وخرج الوزراء ببيان نشره مجلس التعاون الخليجي الخميس، جاء فيه: " تم الاتفاق على تبني الآليات التي تكفل السير في إطار جماعي، ولئلا تؤثر سياسات أي من دول المجلس على مصالح وأمن واستقرار دولة ودون المساس بسيادة أي من دوله، وفي هذا الخصوص أكد أصحاب السمو والمعالي وزراء الخارجية موافقة دولهم على آلية تنفيذ وثيقة الرياض".

في هذا البيان ذكر المجلس جملة "وثيقة الرياض" بدلا من "اتفاق الرياض"، التي جاءت في بيان سحب السفراء.

الكاتب عبد الرحمن الراشد، في مقال له بصحيفة الشرق الأوسط السعودية، يعلق على البيان، قائلا: "طبعا، يستحيل على أحد أن يفهمه دون الاستعانة بمترجم محلي، فالغموض لغتنا في الخليج التي تعتمد على الإشارات، واللبيب الحر تكفيه الإشارة"

"اتفاق الرياض" الذي لم تنشر بنوده أي من وكلات الأنباء الرسمية لمجلس التعاون الخليجي اعتبره الكاتب "حقًا، مهمة صعبة فك الشفرة، كيف يمكن توضيح معاني: «الاتفاق على أهمية التنفيذ الدقيق لما جرى الالتزام به»، والبيان لا يقول تنفيذ ماذا، ولا على ماذا تم الالتزام"

صحيفة "وول ستريت جورنال" نشرت تقريرًا حول بنود "وثيقة الرياض" عنونته بجملة: "بنودها مبهمة"

وتقول الصحيفة، إن الوثيقة التي تم توقيعها في نوفمبر الماضي "أبدًا لم يعلن محتواها على الملأ".

اجتهادات صحفية حول بنود "اتفاق الرياض"

صحيفة العرب اللندنية قالت، إن اتفاقية الرياض نصت على: "التوقف عن دعم الشبكات والمؤسسات "المحرضة" داخل وخارج قطر، سواء أكان هذا الدعم مباشرًا أو غير مباشر، وكذلك التزامها بطرد الإخوان من الدوحة، ووقف دعمهم، وإنهاء مساندة وسائل الإعلام التي تقوم بـ"حروب إعلامية" ضد دول المنطقة لصالح تنظيم الإخوان".

الكاتب عبد الباري عطوان، رئيس صحيفة رأي اليوم اللندنية، قال إن الوثيقة بنودها تضمنت منع الشيخ يوسف القرضاوي من الخطابة على منبر مسجد عمرو بن الخطاب.

ويتابع الكاتب قائلا، إن الوثيقة لفتت إلى أن: " أمام السلطات القطرية شهران فقط غير قابلين للتمديد، للإقدام على خطوات عملية للتخلي عن حلفائها في حركة الإخوان، وتفكيك شبكتها الإعلامية العلنية والسرية وكبح جنوح "الجزيرة"، والتخلي عن كل أعمال التحريض ضد الانقلاب العسكري في مصر وزعيمه" وفقًا له.

القرضاوي

في الثالث من فبراير الماضي، أصدر مجلس التعاون الخليجي بيانًا استنكر فيه تصريحات القرضاوي التي هاجم فيها الإمارات.

ووصفها بأنها "تحريض مرفوض وادعاءات باطلة تثير الفتنة، لا يستفيد منها الا أعداء الأمة الإسلامية".

الأحد الماضي، بعد مرور ثلاثة أيام على اجتماع وزراء خارجية دول الخليج مع قطر، نشرت صحيفة الشرق القطرية تصريحًا للقرضاوي قال فيه، إن ما يشاع حول ترحيله من قطر غير صحيح، مضيفًا :"الأمر محض افتراء، لا أساس له، وهو من تمنيات الفارغين والحالمين من أعداء الإسلام، ولكنه لن يتحقق أبدًا، إن شاء الله".

ولكنه غير من لهجته حول دول الخليج، قائلا عنها: "إنني أحب كل بلاد الخليج، وكلها تحبني: السعودية، والكويت والإمارات، وعُمان، والبحرين، وأعتبر أن هذه البلاد كلها بلد واحد ودار واحدة".

الجزيرة

قناة الجزيرة هي الأخرى واصلت تغطيتها لمظاهرات الإخوان في مصر، وواصل أعضاء الجماعة الظهور على شاشتها. فيما نشر موقع القناة تقريرًا اليوم تحت عنوان "مظاهرات ليلية رافضة للانقلاب وترشح السيسي"

هل ستلتزم قطر بالاتفاق؟

الكاتب السعودي، زهير الحارثي، في مقال له بصحيفة الرياض، رأى أنه بعد اجتماع الخميس بين دول مجلس التعاون الخليجي لم يتم إعادة سفراء الدول الثلاث، الذين تم سحبهم في مارس الماضي لقطر وذلك : "يعكس رغبة الدول في معرفة جدية قطر في تطبيق ما تضمنته الاتفاقية، لاسيما وقد عرف عن الدوحة ومن خلال التجربة السابقة عدم تمسكها بتعهداتها، ولذلك تبدو لنا أنها الفرصة الأخيرة التي يمكن للدوحة فيها إثبات عدم صحة هذه المقولة. وما لم تثبت قطر ذلك، فأعتقد أن العلاقات الخليجية مع الدوحة ستدخل مرحلة اللاعودة والتي يصعب التكهن بتداعياتها الآن" وفقًا للكاتب.

فيما اعتبر الكاتب جابر الحرمي، رئيس تحرير جريدة الشرق القطرية، ما ذكرته وسائل الإعلام عن أن قطر قدمت تنازلات في اجتماع الخميس الماضي، بأن "الكثير منها مبني على فبركة" نافيًا ترحيل القرضاوي أو غلق الجزيرة أو ترحيل أعضاء جماعة الإخوان من بلاده.

ويقول الكاتب: "عندما تولى سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مقاليد الحكم"، قالوا: "إن السياسة القطرية سوف تتغير، ولم يعرفوا أن تغير الشخصيات في قطر لا يغير من النهج" معتبرًا أن من يقولون أن بلده قدمت تنازلات "لا يعرفون قطر".

لينهي مقاله قائلا: "الأيام القادمة ستثبت لكم المواقف القطرية.. لا تستعجلوا على ذلك، ولا تستبقوا الأحداث، ولا تضعوا أنفسكم في موقف محرج" على حد قوله.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved