الصين تواصل زيادة ميزانيتها العسكرية

آخر تحديث: السبت 23 مايو 2020 - 11:38 ص بتوقيت القاهرة

وكالات

أعلنت الصين، أمس الجمعة،عن تباطؤ طفيف في زيادة نفقاتها العسكرية التي بلغت 6,6% للعام 2020، ومع أنها أقل بكثير من الميزانية الدفاعية للولايات المتحدة، إلا أنها لا تزال متينة صلبة رغم الأوضاع الاقتصادية السيئة الناجمة عن تفشي وباء كوفيد-19.

وتراقب الكثير من الدول الآسيوية المجاورة لبكين والتي لديها خلافات إقليمية معها، ميزانية الصين الدفاعية، ورغم انخفاض عائدات الضرائب بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، سينفق الجيش الصيني هذا العام 1268 مليار يوان (178 مليار دولار، 163 مليار يورو)، وفق تقرير نشرته وزارة المال عند افتتاح الدورة البرلمانية السنوية، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.

وتسجل الميزانية الدفاعية تراجعا طفيفا مقارنة بالعام الماضي عندما سجلت زيادة نسبتها 7,5%.

ويقول آدم ني، المتخصص في شؤون الجيش الصيني في جامعة ماكواري في سيدني، إن "بكين تظهر بذلك أولويتها وهي أن يكون لديها ميزانية عسكرية مستقرة لمواصلة تحديث (قدرات) الجيش".

ويعتبر روري ميدكالف خبير الشؤون الدفاعية في آسيا في الجامعة الوطنية الأسترالية أن "رفع النفقات الدفاعية إلى هذا الحد رغم انكماش الاقتصاد (بنسبة 6,8% في الفصل الأول) هو مؤشر إلى أن الصين تنزلق لسباق إلى التسلح".

وتشدد الصين على الحاجة إلى تحسين أجور الجنود وتكثيف تدريباتهم الذي يتطلب المزيد من الذخائر والوقود بشكل عام، يتبع رفع الميزانية العسكرية النمو الاقتصادي الذي لم يعلن رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانج الجمعة أي هدف له للعام 2020 في خطوة غير اعتيادية، ويعكس ذلك أيضاً طموح الرئيس شي جينبينج إلى امتلاك "جيش على المستوى العالمي".

ويجري الجيش الصيني في الوقت الحالي عملية إعادة تنظيم لتحسين التنسيق بين القوات البرية والجوية والبحرية بالإضافة إلى تحسين معداته.

في الأشهر الاثني عشرة الأخيرة، قدّم الجيش الصيني خصوصاً صاروخه البالستي الجديد العابر للقارات "دي اف-41" (متعدد الرؤوس النووية) والمعروف بقدرته على ضرب أي نقطة في الولايات المتحدة.

وأصبحت القوات البحرية الصينية تمتلك رسمياً في ديسمبر الماضي، حاملة الطائرات "شاندونج" وهي الثانية لديها والأولى بتصميم صيني بالكامل، ومدمرة متقدمة من فئة 055، والهدف من ذلك هو تعزيز دفاعها مقابل القوات البحرية الأمريكية التي تبحر قرب السواحل الصينية.

وهناك الكثير من النزاعات الإقليمية بين الصين وجيرانها خصوصاً الهند (على مستوى حدود الهيمالايا) واليابان (في بحر الصين الشرقي).

ومطلع مايو الماضي، تواجه جنود صينيون وهنود على الحدود وطاردت سفن صينية سفينة صيد يابانية قرب جزر دياويو/سينكاكو الخاضعة لسيطرة طوكيو لكن بكين تطالب بها.

وتراقب الجيش الصيني تايوان أيضاً التي تعتبرها بكين جزءا لا يتجزأ من أرضها ولا تستبعد استعادتها بالقوة إذا لزم الأمر.

وكذلك تتابع الجيش الصيني بدقة الدول المطلة على بحر الصين الجنوبي.

وتضم هذه المنطقة البحرية التي تمتد على مساحة أكبر من فرنسا بست مرات، الكثير من الجزر والموارد الغنية بالنفط والغاز.

وتتنازع الصين ودول أخرى (ماليزيا والفيليبين وفيتنام) الجزر في هذه المنطقة وترسل واشنطن بشكل منتظم سفنا حربية إليها لتحدي الطموحات الصينية.

وأوضح جيمس شار الخبير في شؤون الجيش الصيني في جامعة نانيانج للتكنولوجيا في سنغافورة "بما أنها أكبر وعلى الأرجح أقوى قوة عسكرية في آسيا، تشكل الصين تهديدا للولايات المتحدة وأمم أخرى في المنطقة من حيث المعدات العسكرية". وأضاف "لكن هذا لا يعني أنها تستعدّ للدخول في حرب".

في الواقع، لا تزال نفقات بكين العسكرية أقل بحوالى ثلاث مرات من نفقات الولايات المتحدة العسكرية.

وكانت النفقات العسكرية الأمريكية في العام 2019 الأولى في العالم (723 مليار دولار) تليها الصين (261 مليار) والهند (71) وروسيا (65) والسعودية (62) وفرنسا (50)، وفق معهد ستوكهولم الدولي للأبحاث حول السلام.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved