بعد انسحاب ترامب منها.. ماهي معاهدة الأجواء المفتوحة وكواليس الانسحاب؟

آخر تحديث: السبت 23 مايو 2020 - 2:21 ص بتوقيت القاهرة

محمد حسين

قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، انسحاب بلاده من اتفاقية "الأجواء المفتوحة"، الخميس، وجاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده ترامب في حديقة البيت الأبيض، قال فيه "لم تلتزم روسيا بالمعاهدة، حتى نلتزم بها، سننسحب!"، ويأتي ذلك رغم مطالبات أوروبية للولايات المتحدة بالبقاء في الاتفاقية.

ومن جانبه، قال مستشار ترامب للأمن القومي، إن بلاده ستعمل على صياغة اتفاقية جديدة للحد من التسلح مع روسيا والصين، وذلك وفقًا لـ"واشنطن بوست".

بهذا الانسحاب تستمر سلسلة طويلة بدأها ترامب مع وصوله للسلطة في 2017؛ إذ كانت البداية من اتفاقية المناخ بباريس، وتلاه مفاجأة أخرى بانسحاب أحادي من الاتفاق النووي الذي وقعته الدول الكبرى مع إيران .

من بين تلك الانسحابات من الاتفاقيات المتعددة، تتصدر معاهدات وقعها أسلاف ترامب مع الاتحاد السوفيتي السابق، في ظل صراع الحرب الباردة الطويل، والذي استمر لنصف قرن بعد الحرب العالمية الثانية؛ لتنجح من بعده عددا من الإدارات الأمريكية المتعاقبة في حسمه، وتقويض السوفييت بمعاهدات دولية تتعلق بشأن التسلح، تضمن السلام والاستقرار للبلدين.

استمر العمل بتلك المعاهدات لأكثر من ربع قرن؛ لكن ترامب كان له رأي آخر، استمده من شعاره "أمريكا أولا"؛ لذا لم يجد صعوبة في أن يمزق أي اتفاق دولي، طالما رأى أنه يهدد المصلحة الأمريكية، والذي بدأه في 2018 بالتهديد ثم قرار نهائي بالانسحاب من اتفاقية" الصواريخ متوسطة المدى" التي وقعتها الولايات المتحدة مع الاتحاد السوفيتي في 1988، ويكون الرد الروسي بتعليق العمل أيضا من جانبها، ويلي ذلك انسحاب بلاده من اتفاقية "الأجواء المفتوحة" والتي تضم قائمة موقعيها عدد كبير من الدول، ومع الانسحاب نتعرف على تفاصيل تلك الاتفاقية وخلفية الانسحاب في السطور التالية:

فكرة قديمة.. عرضتها أمريكا ورفضها السوفيت

لم تكن فكرة المعاهدة وليدة السنوات المتأخرة من الحرب الباردة، لكن تشير صحيفة "نيويورك تايمز"، إلى أن فكرتها بدأت بعد عشر سنوات من نهاية الحرب الباردة، وذلك في عهد الرئيس أيزنهاور في صيف 1955؛ لكن جاء الرفض وقتها من قبل زعيم الاتحاد السوفيتي، والذي وصفها بالمؤامرة الأمريكية لتقنين التجسس!

- هدفها الأبرز الحد من الصراعات العسكرية

وقعت اتفاقية "الأجواء المفتوحة" في فنلندا عام 1992؛ لكن دخولها حيز التنفيذ تأجل لعشر سنوات، ليبدأ العمل بها في يناير 2002 منضما إليها 34 دولة من بينهم الولايات المتحدة وروسيا ودول حلف شمال الأطلسي، وتأتي الأهداف الرئيسية التي دفعت لتوقيع الاتفاقية للحد من الصراعات العسكرية؛ حيث تضم بنودها، أن لكل جيش بلد عضو فيها الحق في تنفيذ عدد محدد من الرحلات الاستطلاعية فوق بلد عضو آخر بعد وقت قصير من إبلاغه بالأمر، بالإضافة لمسح الأراضي تحتها، وجمع المعلومات والصور للمنشآت والأنشطة العسكرية، وهو ما يتم تفسيره، وفقا لنيويورك تايمز، بأنه كلما عرف جيش قدرات جيش آخر قلت احتمالية حدوث مواجهة بينهم.

خلفية الانسحاب.. رغبة مشتركة بين ترامب ووزير دفاعه!

وعن خلفية الانسحاب، نقلت شبكة يورونيوز عن وسائل إعلام أمريكية، أن البداية تشير لمارس الماضي، بجلسة بمجلس الشيوخ الأمريكي، عقدها مارك إسبر وزير الدفاع، اتهم فيها روسيا بانتهاك المعاهدة من خلال حظر الرحلات الجوية الأميركية وغيرها من الرحلات الخارجية فوق مدينة كالينينجراد الواقعة على بحر البلطيق وبالقرب من جورجيا.

كذلك جاءت الرغبة من الرئيس الأمريكي؛ إذ أنه كان غير راض بشأن رحلة روسية فوق منتجعه للجولف في "بيت مينستر" في نيو جيرسي قبل ثلاث سنوات، وذلك حسبما أفادت صحيفة "نيويورك تايمز"

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved