ساكنة بالشيخ جراح تروي لـ«الشروق» تفاصيل اقتحام الاحتلال منازلهم: عم يضربوا النساء والصغار

آخر تحديث: الأربعاء 23 يونيو 2021 - 12:07 م بتوقيت القاهرة

بسنت الشرقاوي

"عم يضربوا الولاد الصغار والنساء في منازلهم، بقتحموا وبكسروا المنازل فوق روسنا في حي الشيخ جراح"، كلمات صارخة حملتها رسالة واتس آب صوتية مرتجفة، أرسلتها سهاد عبد اللطيف، إحدى مواطنات حي الشيخ جراح إلى «الشروق» في منتصف ليل يوم أمس الاثنين.

 

الرسالة جاءت بينما كانت سهاد تعايش ليلة مرعبة بامتياز؛ جراء اعتداء المستوطنين الإسرائيليين وجيش الاحتلال على منازل أهالى الحي، في محاولات فاشلة منهم لإخراج الأهالي من بيوتهم التي تملكها آبائهم وأجدادهم؛ لفرض الاستيطان القهري.

 

لم تشعر سهاد بنفسها إلا وهي ممسكة بهاتفها، توجه منه رسائل إغاثة عبر تطبيق واتس آب لكل من يملك شيئا لإنقاذ أسرتها وأهالي الحي، أو حتى الحديث عن قضيتهم البائسة، فحملت واحدة بين رسائلها الصوتية المذعورة؛ استنجادا بشباب مدينة القدس، الواقع فيها حي الشيخ جراح، وناشدتهم المجيء للحماية من بطش الاحتلال.

 

ووقالت في رسالتها: "يا شباب.. نتعرض لاعتداءات على منازل حي الشيخ جراح من المستوطنين بحماية جيش الاحتلال، يا شباب المستوطنين مع الجيش بيهجموا علينا، يا شباب المقدس بدنا فزعة من كل أحياء القدس، احكوا في الجوامع خلو الشباب ينزلوا على الشيخ جراح يحمونا".

 

تقول سهاد لـ«الشروق» إن الاحتلال لم يتمكن من منزلها بقدر ما تمكن من المنازل الأخرى بالحرق والاقتحام، لكن شرفة منزلها تعرضت للتهشيم جراء وقاحة المستوطنين، الذيم ألقوا الحجارة على منازل أهل الحي.

 

وأضافت: "اعتدوا على النساء والأطفال، وأحرقوا منزلين في الحي، واقتحموا البيوت بغير حق، ما بعرف كيف أوصف يعني كسرونا وخنقونا بالغاز وهجموا على بيوتنا، بس احنا مناح وأقوياء الحمد لله".

 

أشارت سهاد إلى أن اعتداءات المستوطنين على أهالي الحي ورشقهم المنازل والسيارات بالحجارة، بالإضافة لاقتحام الشرطة لمنازل الأهالي وإشعال الحرائق في منزلين، بدأت منذ ساعات المساء بالتحديد في الثامنة والنصف وحتى بعد منتصف الليل، بحماية من جيش الاحتلال.

 

وأضافت: "دور جيش الاحتلال تمثل في قمع الأهالي بإلقاء قنابل الصوت والغاز واستدعاء سيارات المياه، وضرب الرصاص الحي والمطاط واعتقال الشباب".

 

ومن الساعة الثامنة حتى حلول منتصف الليل لم تستطع سهاد الخروج من منزلها هي وأسرتها، أو حتى تصوير ما يحدث لخطورة الوضع، الذي وصفته بالفوضوي بعدما ملأ المستوطنون حدائق المنازل في الحي بالحجارة والزجاجات.

 

استمر الحال على ماهو عليه حتى تجمع الشبان من الأحياء المحيطة لحي الشيخ جراح وتصدوا للمستوطنين وحموا الأهالي، فيما أشارت أن المستوطنين لا يزالون يهددون بالانتقام منهم.

 

سهاد ليست مواطنة عادية من أهالي الشيخ جراح، بل هي ناشطة حقوقية طالما دافعت عن أهالي الحي ومنزل أسرتها المهدد بالإخلاء لفرض الاستيطان الغاشم.

 

وقالت: "تربيت في هذا الحي، هنا أسس جدي منزله ونشأت مع أبناء عمومتي، الحي ليس مسكني بل هو موطني وتعلق به جميع ذكريات حياتي منذ الصغر وحتى الزواج وتكوين أسرتي الصغيرة".

 

الفلسطينية صاحبة فيديو المصريين: الملائكة ساندتنا وإسرائيل مرعوبة من تفاعل العرب

 

نالت سهاد شهرة واسعة في الوطن العربي خلال القصف الأخير على غزة، وعرفت إعلاميا باسم "الفلسطينية صاحبة فيديو الجيش المصري"؛ بعدما ظهرت في فيديو أمام منزلها في حي الشيخ جراح، وهي تلقن جنود الاحتلال درسا أمام وسائل إعلام محلية ودولية، عن مشروعية حقها في أرض أجدادها وتمسكها بمنزلها في الحي، مبشرة بقدوم الأردنيين والمصريين لإنهاء الاحتلال قائلة: "بكرة بيجي 100 مليون مصري لو عطسوا على إسرائيل بيطيروها".

 

يذكر أن وسائل إعلام فلسطينية ذكرت أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال، اقتحمت مساء الأحد حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، وقمعت الشبان والأهالي بقنابل الصوت، وسط تهديد المستوطنين بحرق منازل المواطنين.

 

ونقلت وسائل الإعلام عن الناشطة الشابة وإحدى ساكنات الحي منى الكرد، أن المستوطنين قاموا بإلقاء الحجارة على المواطنين، بالإضافة تم لاقتحام العديد من المنازل برفقة من قوات الاحتلال حيث وجهوا التهديدات والشتائم للأهالي.

 

كما اعتلت قوات الاحتلال سطح منزل عائلة قاسم بعد اقتحامه بزعم البحث عن شاب ألقى الحجارة على المستوطنين والجنود، فيما شهد الحي مواجهات مع الشبان الذين قاموا بإطلاق مفرقعات نارية صوب القوة المقتحمة والمستوطنين.

 

ويواصل الاحتلال إغلاق مداخل حي الشيخ جراح منذ نحو 40 يوما بالسواتر الحديدية والأسمنتية، بما يمنع المواطنين من خارج الحي من الوصول إليه ولقاء سكانه.

 

جدير بالذكر أن 28 عائلة فلسطينية تواجه الأن خطر الإخلاء من منازلها التي تُقيم فيها منذ عام 1956، فيما تزعم جماعات استيطانية أن المنازل أقيمت على أرض كانت تعود لملكية يهودية قبل عام 1948، وهو ما ينفيه السكان والوثائق التي بحوزتهم.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved