حرائق مستمرة واتهامات وردود فعل دولية.. ماذا يحدث في رئة الأرض؟

آخر تحديث: الجمعة 23 أغسطس 2019 - 7:19 م بتوقيت القاهرة

هاجر فؤاد:

بلغت حرائق غابات الأمازون المطيرة في البرازيل هذا العام مستوى قياسيا، بعد تعرضها لحرائق استمرت عدة أسابيع دون توقف منذ بداية شهر أغسطس الجاري، ونالت اهتماما دوليا تسبب في نشوب خلافات سياسية، فهي أكبر الغابات الاستوائية في العالم ويشار إليها بـ"رئة الأرض"، تنتج وحدها 20% من الأكسجين.

دفعت الحرائق أيضا العلماء للتحذير من تحولها إلى خطر يهدد المناخ العالمي، كونها من أهم الأماكن التي تواجه الاحتباس الحراري لتخزنها ما يقرب لـ 86 مليار طن من الكربون سنويا، وتضم نهر الأمازون أكبر نهر في العالم.

ماذا يحدث بغابات الأمازون؟

منذ بداية شهر أغسطس الجاري وحتى اليوم لا تزال النيران مشتعلة في غابات الأمازون، فخلال 8 أيام فقط رصدت الأقمار الصناعية نحو 9500 حريق في غابات الأمازون المطيرة التي يقع الجزء الأكبر منها في البرازيل، كما أعلن مركز أبحاث الفضاء البرازيلي، أنه أحصى 72 ألف حريق في الغابات، كاشفا عن ارتفاع النسبة إلى 83% مقارنة بالعام الماضي، وتعد هذه النسبة هي الأعلى منذ بدء عملية تسجيل الحرائق في غابات الأمازون عام 2013، وفقا لما ذكرته صحيفة "بي بي سي" البريطانية.

* اشتباكات وردود فعل دولية

تزايد واستمرار الحرائق اضطر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للتدخل، فدعا أعضاء قمة G7 لمناقشة الموضوع ووضع حلول لحل الكارثة، الأمر أغضب الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، واتهم ماكرون بالتدخل في الشئون الداخلية ووصفة بـ"بعقلية استعمارية" تستخدم أسلوب الإثارة لتحقيق مكاسب سياسية شخصية.

من جانبه أعرب أمين عام الأمم المتحدة، انطونيو جوتيريش، عن قلقله عن الضرر الذي يلحق بأكبر بمصدر رئيسي للأوكسيجين والتنوع البيئي.

* اتهامات واحتجاجات بسبب الحرائق

تأتي الحرائق في ظل تقارير من علماء البيئة عن تزايد إزالة الغابات خلال عهد الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، وتوجه له المنظمات البيئية وغير الحكومية اللوم؛ لتشجيعه المزارعين على إشعال حرائق لتجهيز الأراضي لتربية الماشية، ما أثار تنظيم احتجاجات ومظاهرات تنديدا على "سياسات الإبادة الجماعية" التي يقوم بها.

من جانبه، اتهم بولسونارو المنظمات غير الحكومية بالانتقام، وأنهم هم وراء إشعال حرائق غابات الأمازون؛ لجذب الانتباه ضده وضد حكومته، دون الإشارة لأي أدلة.

* إعلان حالات الطوارئ وحجب ضوء الشمس عن المدن

تسببت الحرائق في انتشار الدخان في عدة مناطق بالبرازيل، ما دعى ولاية أمازوناس حالة الطوارئ جنوبي الولاية وعاصمتها مانوس، كما أعلنت ولاية أكري حالة الإنذار البيئي.

وتسبب الدخان الناتج عن الحرائق أيضا في تغطية مدينة ساو باولو، أكبر مدن البرازيل، ومناطق في ولاية ماتو جروسو وبارانا، ما حجب ضوء الشمس عنها منذ أيام وتحول النهار إلى ليل وانقطع التيار الكهربائي، كما نقلت الرياح الدخان على مسافة بلغت حوالي 1700 ميل، حسب ما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

* من وراء الحريق؟

بحسب المعهد الوطني للأرصاد الجوية في البرازيل (INMET)، فإن أهم أسباب الحرائق هي موجة باردة غيرت اتجاه الرياح، ويرى البعض أن المزارعين هم السبب وفقا لتقارير صحفية تفيد بأنهم شعروا بالتشجيع، لتطهير الأراضي من أجل زراعة المحاصيل وتربية الماشية، لأن الحكومة الجديدة كانت حريصة على فتح المنطقة أمام النشاط الاقتصادي.

* تاريخ غابات الأمازون

يعود تاريخ غابة الأمازون إلى أكثر من 55 مليون سنة، وتبلغ مساحتها إلى نحو 5.5 مليون كم2، فالجزء الأكبر يقع في البرازيل، والباقي في 8 دول وهم: الإكوادور وفنزويلا وسورينام وبيرو وكولومبيا وبوليفيا وجيانا وجويانا الفرنسية وفقا لما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

* ماذا تحوي رئة الأرض؟

- مايقرب من 16 ألف نوع من الأشجار المختلفة، يبلغ عددها 390 مليار شجرة.

- أكثر من 40 ألف نوع من النباتات.

- ما يقارب من 3 آلاف نوع من الفواكه القابلة للأكل.

- أكثر من مليونين و500 مليون نوع من الحشرات.

- تضم أخطر أنواع الثعابين والعناكب، كما أنها موطن الأناكوندا والخفافيش الماصّة للدم، والضفادع السامة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved