سيجموند فرويد.. العالم الذي أسس علم النفس ووقع في بعض أمراضه واضطراباته

آخر تحديث: الإثنين 23 سبتمبر 2019 - 5:25 م بتوقيت القاهرة

سارة النواوي:


تحل اليوم ذكرى وفاة سيجموند فرويد، الطبيب النمساوي ومؤسس علم النفس الحديث ومدرسة التحليل النفسي، صاحب مقولة: "لا يزال التعمق في اللاوعي خطوة شديدة الأهمية تجاه معرفة أصدق بالسلوك البشري".

ركز فرويد بشكل أساسي في نظرياته على العقل اللاواعي، وكان يعتمد في العلاج النفسي على المعالجة السريرية القائمة على الحوار بين المريض النفسي والطبيب؛ لخلق جو من الألفة بينهما.

ونالت نظريات فرويد حظا وافرا من الشهرة في الوسط الأكاديمي والطبي على حد سواء، وبالرغم من تعرض الكثير من نظرياته للانتقاد، إلا أن أفكاره ظلت صامدة إلى وقتنا هذا، ومؤثرة في الكثير من العلوم الإنسانية والاجتماعية وبخاصة الطب النفسي، والتي لا تزال تحظى بمكانة كبيرة حتى بعد وفاته.

ولد فرويد في 6 مايو عام 1956 بمدينة "بريبور" التابعة للنمسا، لأسرة يهودية، وكان والده متسلطا يتسم بالطبع الحاد الصارم، وبالرغم من الفقر الشديد الذي كانت تعاني منه الأسرة آنذاك؛ إلا أن ذلك لم يكف والده عن الاهتمام الشديد بفرويد وحرصه على أن يتلقى تعليما جيدا؛ حيث كان يفضله عن إخوته الثمانية؛ نظرا لتمتعه بالذكاء الشديد.

كان فرويد تلميذا نجيبا طوال رحلته الدراسية، وتخرج من المدرسة مع حصوله على مرتبة الشرف، ومن ثم التحق بكلية الطب في جامعة فيينا، ولم يكن فرويد مهتما بأن يصبح طبيبا إلا أنه وجد دراسة الطب سبيلا للتعمق في البحث العلمي فيما بعد، فقد كان لديه شغفا كبيرا في هذا المجال، وهو ما جعله يكرس معظم وقته واهتمامه له.

بعدما تخرج فرويد من كلية الطب، تعرف على أشهر أطباء فيينا، وهو جوزيف بروير الذي أعجب بطريقة فرويد في علاج مرض الهيستيريا؛ حيث كان يركز في العلاج على "التنويم بالإيحاء"، وفيما بعد حصل على الدكتوراه وألف كتبا عدة في هذا المجال، والتي مثلت له القاعدة الأساسية في العلاج النفسي فيما بعد.

اشتهر فرويد بتطويره لنظريات علم النفس، والتي تعتبر الركيزة الأساسية للطب النفسي الحديث؛ حيث ساهمت في معالجة الكثير من الأمراض النفسية، وتفسير الثقافات والسلوكيات المختلفة، وبالرغم من رحلته الطويلة في مجال الطب النفسي، إلا أنه لم يسلم من الوقوع في بعض الأمراض النفسية كالاضطرابات النفسية وغيرها.

حظيت نظريات فرويد في التحليل النفسي برواج كبير؛ فقد كان يُرجع تفسير جميع السلوك البشري إلى العقل الباطن أو ما يسمى باللاوعي، وهي الرغبة الكامنة بداخل كل منا منذ الطفولة، والمسؤولة عن أفعالنا التي تحدث في المستقبل.

كان فرويد يؤكد أن الرغبة الجنسية هي المتحكمة بشكل كبير في تصرفاتا؛ فالجنس هو الرغبة المشتركة بين البشر جميعا في نظره، وأن البشر كائنات جنسية بطبعها منذ النشأة الأولى، وهو ما يجعل الطفل يُضمر رغبة جنسية تظهر في رغبته الشديدة في التشبث بثدي أمه منذ خروجه إلى الحياة، وهو ما جعله يفسر كره الطفل لأبيه؛ لرغبته في الاستئثار بأمه التي يكتشف فيما بعد أنها ملكا لأبيه ينازعه فيها، وهو ما تم الحديث عنه في مسرحية "أوديب ملكا". وأرجع الكثير من الاضطرابات النفسية التي يعاني منها الإنسان إلى الرغبة الجنسية البحتة، متجاهلا جميع العوامل الأخرى التي قد تؤثر فيه.

جدير بالذكر أن فرويد كان مدخنا من الدرجة الأولى، فقد قيل إنه يتناول يوميا من 25 إلى 30 سيجارة؛ حتى أنه عالج إحدى مرضاه باستخدام الكوكايين، وهو ما أدى إلى وفاته في النهاية.

توفي فرويد منتحرا في إنجلترا عام 1939 عن عمر يناهر 83 عاما، بعد رحلة شاقة مع مرض سرطان الفم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved