هل استخدم قدماء المصريين تقنية تقويم الأسنان؟ خبير أثري يجيب

آخر تحديث: الجمعة 23 سبتمبر 2022 - 3:46 م بتوقيت القاهرة

إلهام عبدالعزيز:

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم، خلال الساعات الماضية، صورة قيل أنها تُظهر تقنيات مصرية لتقويم الأسنان من عصور ما قبل الميلاد، حيث تكشف عن أسنان موثقة ببعضها بما يبدو أنه سلك معدني، وسط تعليقات بأنها تقنيات استخدمها المصريون القدماء قبل الميلاد بألفي سنة، حسب ما نشرته العربية.

وللوقوف على حقيقة الصورة من عدمها، توصلت "الشروق" مع الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات الدكتور أحمد عامر.

يقول عامر إن المصريين القدماء أول من مارسوا الطب على أُسس علمية مما مكنهم من إجراء التحنيط وتحضير العقاقير والأدوية، والبرديات الطبية هي مصدرنا الرئيسي لمعرفة هذا النوع، حيث كانت تحوي الكثير من التصورات الطبية والوسائل العلاجية السائدة في العصر الفرعوني ومن أهمها بردية "إيبرس" وبردية "إدوين سميث" الجراجية، والتي عُثر عليها بمدينة الأقصر وتصف حالات لجروح الرأس والأنف والأذن والشفاه والرقبة والزور والكتف والصدر والثدي والعمود الفقري ومجموعها نحو 48 حالة.

ويضيف عامر أن من الأدلة الأثرية أن الطبيب الفرعوني توصل إلى معرفة أقل ما توصف بأنها غاية في الدقة لوظائف الأعضاء وطبيعة عملها مثل القلب والرئتين والمعدة والكلى والكبد والبنكرياس وغيرها من الأعضاء، كما أظهرت البرديات الموجودة لدينا أن القدماء المصريين توصلوا إلى كيفية علاج الأسنان والعيون والباطنة والقلب وغيرها، بالإضافة أيضاً إلى التوصل لبعض الأدوات الطبية التى كانت تستخدم قديما ومنها المشرط والسكين والليفة، وكانت مستخدمة فى عمليات الأسنان، ويعتبر القدماء هم أول من قاموا بعمليات التجميل، وكان من أشهر الأطباء قديما "إيمحوتب" والطبيب "حسى - رع".

ويستكمل أن "حسي - رع" أطلق عليه في مصر القديمة لقب "طبيب الأسنان العظيم"، كما نجد أن برديات طب الأسنان الفرعونية وصفت معظم أمراض الفم والأسنان اللي نعرفها في العصر الحديث مثل خراجات الأسنان، مشاكل اللثة، تراخي الأسنان، والتهاب الفم التقرحي، التهاب دواعم السن، تعفن الأسنان، والجير، وقد ابتكر المصريين القدماء مسكنات قوية، كما اخترعوا أدوية تمنع التهاب اللثة والأسنان، بالإضافة إلى استخدام مواد مثل الفلفل الحار والكرفس والبصل والثوم والأعشاب المختلفة، حيث قاموا بصناعتها في صورة مواد قابلة للمضغ أو غرغرة.

واستطرد الخبير الأثري أن المصريين القدماء استخدموا أدوية مختلفة على شكل عصائر وخلطات وغسول للفم، وذلك للمحافظة على نظافة الفم، بالإضافة إلى تخفيف الآلام ووقف الالتهابات، كما أجروا جراحات كاملة على الفم، وقاموا باستئصال الخراجات وقطع اللثة التالفة والأسنان، كما استخدموا أيضا أسلاك من الذهب أو الفضة لربط ما بين سن مخلوع وسن ثابت في مكانه كشكل من أشكال علاج فقد الأسنان.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved