الممثل السوري سامر المصري لـ الشروق: «نزوح» ليس فيلما نسويا

آخر تحديث: الجمعة 23 سبتمبر 2022 - 11:57 ص بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق:

تصفيق حاد ضجت به صالة العرض في مهرجان فينيسيا، ووقفت صانعة الأفلام، سورية الجنسية سؤدد كعدان، تحيي الحضور، وإلى جوارها الممثلة كندة علوش والممثل السوري سامر المصري.. هكذا استقبل الجمهور الأوروبي العرض الأول لفيلم "نزوح"، ضمن الأفلام التي عرضت في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، كما أنه حصد جائزة الجمهور من المهرجان.

كلمة "نزوح"، تعني "إزاحة الماء أو الأشخاص أو الأشياء" ويصر معتز، رب الأسرة، على منع أسرته من تجربتها، بصفته الرجل المسؤول عن زوجته هالة وابنتهما المراهقة زينة، فإنه يبذل قصارى جهده للحفاظ على تماسكهما حيث ينهار العالم من حوله.

كتبت الناقدة الإيطالية الأمريكية نينا روث عن الفيلم: "نزوح استحوذ على انتباهي وخيالي كليًا من البداية إلى النهاية، لقد أثبتت كعدان صوتًا يحسب له حساب في السينما العالمية وأنا أتطلع إلى ما ستفعله بعد ذلك، حيث تغير أسلوبها وطريقة تقديمها بشكل كبير من مشروع إلى آخر".

وفي سياق هذه الضجة الفنية التي أثارها الفيلم، أجرت "الشروق" حوارًا مع الفنان السوري سامر المصري، والذي ذكر في بداية حديثه عن أسباب مشاركته في الفيلم قائلًا: "شاركت في فيلم نزوح نتيجة لحماسي بالنص لأنني عندما قرأته أعجبت به جدًا، لأنه يحكي عن فترة لم يتناولها أحد في السينما أو المسلسلات، مرحلة صعبة مرت على عائلات وأطفال سوريا داخل مناطق الحصار في الحرب بين نارين واقتتال معظم العائلات ما كان لها ذنب به، ولكن انعكاس الحرب على هؤلاء العائلات أول مرة يتم تناوله بلقطة مبدعة من الكاتبة سؤدد كعدان، أما ثاني سبب شجعني أنها كمخرجة تقدم فن مختلف غير تجاري، والسبب الثالث شخصية معتز التي أقدمها، لأنه إنسان بسيط، ميكانيكي سيارات محاصر من كل الجهات مع عائلته، ولكنه شخص حنون ورقيق".

امتد الحديث عن شخصية معتز، والتي يتضح من كلام سامر عنها أنه أحبها بشدة، حيث قال: "شخصية معتز لامست جزء كبير من شخصيتي لأنني كفنان أنتمي لهذا الشعب وهذه البلد وهذه المأساة التي حدثت في زمننا، وما زالت مستمرة حتى بعد انتهاء الحرب، وفي دول اللجوء نرى كثير من العائلات السورية تحاول البحث عن ملاذ آمن في هذا العالم، وأحببت بساطة الشخصية وتمسك معتز بأرضه وبلده أحببت كونه إنسان حنون وخوفه على أسرته وحميته واهتمامه وحراسته في الليل والنهار للبيت، إنه يتقاطع معي في كثير من الأشياء لذلك حولته لشخصية حقيقية قدرت تصل لمشاعر وإحساس ونبض الجمهور الذي شاهد الفيلم".

وصف بعض النقاد فيلم "نزوح" أنه فيلم نسوي من الدرجة الأولى، ولكن يرى سامر المصري شيئاً آخر: "لا أستطيع وصف الفيلم أنه نسوي، هو فيلم تراجيكوميدي، ولكنه في لحظة يؤكد قوة المرأة وقوة اتخاذها قرارات في لحظات صعبة وقدرتها على التمرد على الواقع الصعب الأليم ورغبتها في الحرية".

وأضاف أن الفيلم لا يحتوي على أفكار ذكورية، ولكنه يوجد به وجهات نظر متناقضة، وجهة نظر زوج ضد فكرة النزوح ويرى أن كرامته في بلده وبيته، ووجهة نظر زوجة لديها فكر عكس ذلك، ولا يوجد صراع أفكار نسوية ضد أفكار ذكورية في الفيلم.

كان رد الفعل في قاعة العرض الخاصة بالفيلم قويًا ومفاجئًا لصناع العمل، وتأثر الكثيرين بهذه الحدوتة البسيطة التي تعبر عن معاناة أسرة سورية، لذلك يرى الفنان سامر المصري أنه بالتأكيد مثل هذه الأفلام تدعم الشعب السوري على المستوى العالمي.

وأردف: "من المؤكد فيلم مثل نزوح يدعم ويساند الشعب السوري عالمياً، لأن من المهم أن يشعر الناس بالظروف التي دفعت كثير من العائلات السورية نحو الهروب من بلد إلى بلد آخر، والتمسك بحبل النجاة، وهذا يساعد دولياً بشدة، وذلك ما شعرنا به أثناء عرض الفيلم في مهرجان فينيسيا مع الجمهور الأوروبي، استطعنا نوصل مبررات هؤلاء البسطاء على الأقل شعروا بجانب مما مروا به السوريين، استحالة المعيشة واضطرارهم مجبرين على اللجوء لبلدان ثانية، وهذه رسالة مهمة للفيلم واعتقد أنها وصلت بقوة وفق ما رأيته في العرض الأول للفيلم في المهرجان".

تدور أحداث الفيلم داخل موقع تصوير يعبر عن الدمار الذي تخلقه الحروب والنزاعات، لذلك عاش الممثلون ظروفاً صعبة أثناء استكمال المشاهد، وذلك ما ذكره المصري قائلاً: "ظروف الفيلم كانت قاسية فكرة التعايش مع الشخصيات في ظل هذا العالم الكئيب غير المنطقي غير التقليدي الخارج عن المألوف وظرف الحرب القاسي المرعب، مجرد هذه الظروف تضعنا كممثلين داخل أجواء خاصة ومكان مؤلم ومعتم وظروف التصوير صعبة ولكن كانت ممتعة في طيتها وفيه مشاهد صعبة كثيرة تضم عواصف وغبار ومطر وقصف ودمار".

على الرغم من ذلك شعر الممثلون باستمتاع أثناء العمل، وهو ما قاله المصري: "تكمن المتعة في هذا الفيلم أني أجسد شخصية أقرب للوثائقية وللحقيقة رغم أنها شخصية درامية، وعلى الرغم من أن المأساة تكون قاسية دائماً لكن الجميل في الفيلم أنه يوصل المعاني كاملة ولكن بطريقة مشاهدة ممتعة وعناصر فرجة خاصة عن طريق الضحك".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved