الساحر كولر.. إنجازاته مع الأهلي نصبته «مطمع» لأندية السعودية

آخر تحديث: السبت 23 سبتمبر 2023 - 5:31 م بتوقيت القاهرة

محمد جلال

تفاجأ جميع مشجعي النادي الأهلي في مصر والوطن العربي، بحصول السويسري مارسيل كولر، مدرب الأهلي، على عرضين ضخمين من المملكة العربية السعودية في الفترة الحالية، من أجل ترك الفريق الأحمر خلال فترة الانتقالات الحالية.

مارسيل كولر القادم للفريق الأحمر مطلع الموسم الماضي، ساهم في تتويج النادي الأهلي بخمس بطولات في 2022-2023، وهم كالتالي: "الدوري المصري الذي غاب عن دولاب بطولات الفريق لمدة موسمين، كأس مصر 2021-2022، كأس السوبر المصري مرتين، دوري أبطال أفريقيا التي خسرها الأهلي أمام الوداد المغربي في الموسم قبل الماضي".

لم يخسر كولر مع النادي الأهلي إلا بطولة وحيدة وهي السوبر الأفريقي التي لعبت في المملكة العربية السعودية، أمام اتحاد العاصمة الجزائري.

ورغم أن السوبر الأفريقي أقيم في المملكة العربية السعودية وأمام أعين الجماهير السعودية، إلا أن أندية "دوري روشن" ما زالت تسعى للتعاقد مع المدرب صاحب الـ63 عامًا، نظرًا لما قدمه مع الأهلي في موسمه الأول.

كولر مع الأهلي في الموسم الأول له نجح في الحصول على 5 ألقاب، وهو ما عجز عنه أي مدير فني تولى تدريب الفريق الأحمر من قبل، ليسجل بذلك رقمًا قياسيًا لم يسبق لأحد الوصول إليه.

كولر «مطمع» لأندية السعودية

بدأ مارسيل كولر التدريب في عام 1997 عندما تولى تدريب فريق ويل السويسري، وهو أحد الأندية التي تلعب في درجة أقل، ليصعد به المدرب المخضرم إلى دوري التحدي السويسري، ليتجه بعدها في يناير 1999 إلى فريق إف سي سانت جالن في الدوري السويسري الممتاز.

وبعد عام واحد، فاز كولر مع الفريق السويسري بأول بطولة له منذ ما يقرب من 100 عام للنادي، كما شارك مع النادي في كأس الاتحاد الأوروبي، وبعد الفوز على تشيلسي في هذا الموسم نجح كولر في أن يحصل على جائزة أفضل مدير فني سويسري لعام 2000.

لتبدأ قصة من أفضل قصص المدربين السويسريين، حيث اتجه بعد ذلك إلى فريق جراسهوبرز زيورخ في عام 2002 ليفوز كولر ببطولته الثانية كمدرب في موسم 2003، لكن بعد فشله في التأهل إلى دوري أبطال أوروبا، وسلسلة من الهزائم المتتالية في الدوري تقدم المدرب المخضرم باستقالته في أكتوبر 2003 .

لمن لم يعلم فإن مارسيل كولر تولى تدريب نادي كولن الألماني في مسيرة هي الأولى له في "بوندسليجا"، إلا أنها لم تكلل بالنجاح حيث استغرقت سبعة أشهر فقط، ومن ثم أخذ كولر النادي في وضع يائس ولم يتمكن من تحسين النتائج.

وفي فترة ولاية كولر مع كولن فاز بأربع مباريات فقط، وهبط في النهاية إلى الدرجة الثانية، خلال هذه الفترة أعطى المواهب الشابة الفرصة للظهور لأول مرة على أعلى مستوى، وأبرز مثال على ذلك هو الدولي الألماني لوكاس بودولسكي، وبعدما أنهى الموسم الكارثي مع كولن تمت إقالة كولر فور نهاية الموسم.

واحدة من أطول مسيرات كولر كانت مع فريق بوخوم الألماني، الذي تولى تدريبه في عام 2005، حيث هبط إلى دوري الدرجة الثانية وقتها وكانت أمام المدرب السويسري تحديات كبيرة من أجل إعادة أمجاد النادي التي أهدرت على يد مدربه بيتر نيورور.

وقبل خمس مباريات من نهاية الموسم نجح كولر في الوصول ببوخم إلى الدوري الألماني وأعاده إلى مكانه الطبيعي وقتها، وبعد النجاحات التي قدمها كولر مع بوخم تم تمديد عقده في فترة صعبة من أجل مواجهة تحديات جديدة في بوندسليجا.

وفي موسم 2006-2007 أنهى بوخوم الدوري الألماني في المركز الثامن ليكون هذا هو ثالث أفضل موسم للنادي الألماني على الإطلاق، ولكن بعد نهاية الميركاتو الصيفي خسر بوخوم 3 لاعبين من أهم وأفضل لاعبي الفريق وقتها، لتزداد التحديات على فريق كولر وقتها الذي نجح في الصمود وقدم موسمًا قويًا وانتهى به الأمر للتواجد في منتصف جدول الترتيب.

ورحل كولر عن بوخوم في موسم 2009-2010 بعدما واجه عدم توفيق في نتائج المباريات وذلك قبل أن يهبط في الموسم السابق له إلى دوري الدرجة الثانية.

ولم ينتظر كولر في منزله كثيرًا حتى تحصل على عرض لتدريب منتخب النمسا كأولى المحطات الدولية له، بدأ مسيرته في 1 نوفمبر 2011، ووصل مع المنتخب للمرحلة النهائية في البطولة الأوروبية لأول مرة من خلال المجموعات المؤهلة (المشاركة السابقة الوحيدة في المرحلة النهائية كانت في عام 2008، كمضيفين مشاركين)، في عام 2016 وصل المنتخب النمساوي إلى أعلى مركز له على الإطلاق (وهو العاشر) في تصنيفات الفيفا العالمية.

ليتجه بعد ذلك كولر إلى فريق بازل السويسري في أغسطس 2020، وفاز معه بكأس سويسرا، لينتقل بعدها إلى تدريب الأهلي ليكون بوابته للانطلاق في الشرق الأوسط.

نجاحات وإنجازات مارسيل كولر، مع الأهلي جعلته محط أنظار الأندية السعودية وعلى رأسهم الهلال والشباب، اللذان يسعيان لأن يقدموا المستوى المميز في الفترة الحالية.

استحالة الرحيل

لكن قد تواجه الأندية السعودية الصعوبة بل الاستحالة في رحيل كولر عن الأهلي في الوقت الحالي، رغم العروض المغرية للغاية، وذلك لعدة أسباب أهمها كالتالي:

الأهلي لنت يفرط في مدرب نجح في فهم ثقافة وطبيعة اللاعب المصري، الذي يحتاج بعض الشيء في التعامل النفسي أكثر من التوجيهات الفنية، وهذا ما ظهر خلال تعامله مع وفاة والد مروان عطية، لاعب الوسط، ورغم أن النادي الأهلي وقتها كان مقبل على مباراة مهمة وهي مواجهة الزمالك في الدوري المصري، وتحديدًا عند الجولة 31.

الأهلي وقتها كان يملك أليو ديانج فقط في مركز خط الوسط وذلك بعد رحيل حمدي فتحي إلى نادي الوكرة القطري، وتعرض عمرو السولية إلى إصابة أبعدته عن اللقاء الذي يهم جماهير مصر كلها، ورغم ذلك فإن الأهلي حقق الفوز بنتيجة 4-1.

حب كولر لجماهير الأهلي

في أكثر من مناسبة يظهر حب مارسيل كولر لجماهير النادي الأهلي، وهو ما يجعل الأمور أصعب لرحيله وترك هذه الشعبية الجارفة بالأخص وأن الفريق الأحمر هو "ملك أفريقيا" في الفترة الأخيرة، فالأهلي توج ببطولة دوري أبطال أفريقيا 3 مرات في آخر 4 نسخ، بالإضافة إلى أنه يشارك في كأس العالم للأندية واسمه معروف وقوي في المشاركات الأوروبية مؤخرًا.

وبالتالي فإن طبيعة المدربين الأوروبيين تسعى في الأغلب لتحقيق البطولات والسير من أجل الوصول لأعلى المناصب، ليس من أجل الأموال فقط.

تحديات الموسم الجديد

من أهم الأسباب التي ترجح بقاء كولر مع الأهلي هو التحديات التي قد تواجهه وتنتظره في الموسم الجديد 2023-2024، حيث يتطلع المدرب السويسري لأن يقود الأهلي للصعود إلى مركز أفضل من التتويج ببرونزية المركز الثالث، التي يتحصل عليها الأهلي دائمًا عند الوصول إلى مونديال الأندية.

كولر قاد الأهلي في كأس العالم للأندية الماضية وأنهى البطولة في المركز الرابع، وذلك بعد الخسارة القاسية من ريال مدريد في الدور نصف النهائي، بالإضافة إلى الهزيمة من فلامنجو البرازيلي في مباراة تحديد المركز الثالث والرابع.

وبعيدًا عن المونديال، فيطمح كولر للحفاظ على بطولات الموسم الجديد مثل الدوري المصري وكأس مصر والسوبر المحلي، ودوري أبطال أفريقيا، بالإضافة إلى الدوري الأفريقي التي سيشارك فيها الأهلي لأول مرة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved