فخري كريم لـ هدايت تيمور: في العلاقة بين الكاتب والزعيم يظل هيكل متفردا لم يتكرر إلا كظلال باهتة

وجه فخري كريم رئيس مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون العراقية، رسالة إلى الأستاذة هدايت تيمور رئيسة مجلس إدارة جائزة محمد حسنين هيكل بمناسبة الذكري المئوية لميلاد هيكل.

وجاء في نص الرسالة:

«تحية وتقديرًا:
تلقيت باعتزاز دعوتكم الكريمة للمشاركة في احتفالية مئوية الراحل الكبير محمد حسنين هيكل.. وكنت أفخر بوجودي معكم، وفاءًا لقامة المحتفى به الذي تحول في حياته إلى ظاهرة ونموذجاً للكاتب الصحفي، والسياسي الذي تلازمت صورته مع الزعيم الذي شكل بدوره الريادي ملامح انعطافة سياسية عربية وعالمية، كان من بين أبرز سماتها، استنهاض حركة التحرر الوطني للانعتاق والسيادة واختيار طريق نحو التقدم والتطور الاجتماعي والاقتصادي وتكريس قيم العدالة الاجتماعية.

لم يكن هيكل مدرسة صحفية بما أرساه من تقاليد وأساليب شكلت إضافة متميزة للصحافة المصرية والعربية فحسب، بل جعل منها فعليًا صانعًا ماهرًا في تشكيل الموقف السياسي وتعبئة الرأي العام والإسهام في التفاعل بين الحدث والموقف ووجهة التطور المحدد كهدف وطني.

في العلاقة بين الكاتب الصحفي والزعيم، ظل هيكل متفردًا، لم يتكرر إلا كظلال باهتة. ولهذا صار صعبًا تناول مرحلة حبلى بالانتصارات والانتكاسات امتدت على امتداد قيادة الزعيم جمال عبد الناصر دون أن يكون هيكل حاضرًا ومتمما لعناصر تشكيل لوحة تلك المرحلة..

جائزتكم تُذكّر بهيكل لكنها لا تفي حقه علينا جميعاً، بها ومع إنكار عالمنا العربي بما هو عليه من تراجع وانتكاس يظل المحتفى به مَعلَمًا ورمزًا لمرحلة عربية شهدت توثبًا متحديًا لتحقيق حلم اجهضته التواطؤات والخيانة.!».