طبعة جديدة من «الإسلام بين الشرق والغرب» لـ علي عزت بيجوفتيش عن «دار الشروق»

آخر تحديث: الجمعة 23 أكتوبر 2020 - 2:41 ص بتوقيت القاهرة

شيماء شناوي

أصدرت «دار الشروق» الطبعة الـ17 من كتاب «الإسلام بين الشرق والغرب» للمفكر والزعيم الراحل، علي عزت بيجوفتيش، من تقديم الدكتور عبد الوهاب المسيري، وترجمه إلى العربية المترجم القدير محمد يوسف عدس.

بثقافته الواسعة وفلسفته العميقة ودرايته بفروع العلم والمعرفة المختلفة، وفهمه العميق للإسلام ورسالته، كتب بيجوفتيش كتابه الشهير؛ «الإسلام بين الشرق والغرب»، وعن طبيعة هذا الكتاب يقول «بيجوفيتش» في مقدمته أن «هذا الكتاب ليس في اللاهوت ولا مؤلفه من رجال اللاهـوت إنه على الأرجح محاولة لترجمة الإسلام إلى اللغة التي يتحدث بها الجيل الجديد ويفهمها؛ إنه كتاب يتناول عقائد الإسلام ومؤسساته وتعاليمه بقصد اكتشاف موقع الإسلام في إطار الفكـر العالمي».

ويناقش «بيجوفيتش» بأسلوبه الذي يجمع بين العمق والبساطة، قضايا شديدة التعقيد، ويتناول عددا من الأفكار العالمية التي تهم البشرية، وقد قسم كتابه إلى قسمين؛ الأول هو «مقدمات: نظرات حول الدين»، ويضم 6 فصول؛ "الخلق والتطور، الثقافة والحضارة، ظاهرة الفن، الأخلاق، الثقافة والتاريخ، والدراما والطوبيا"، أو اليوتوبيا كما نسميها، كما يناقش موقف كل من الدين والإلحاد من قضية أصل الإنسان والقضايا الأخرى المتعلقة بها.

يتحدث «بيجوفيتش» عن الفن في مقابل العلم، شكسبير في مقابل نيوتن، وأن الحضارة بلا ثقافة تقضي على الإنسان، يتحدث أيضًا عن داروين ومايكل أنجلو، والأداة والعبادة، وجاء اختياره لمايكل أنجلو تحديدًا، بسبب رسومه التي تغطي سقف كنيسة السيستين، والتي تعرض تاريخ الإنسان حسب الكتاب المقدس، منذ خلق آدم وحتى يوم القيامة، من خلال رحلة تطورية طويلة المدى، امتدت ملايين السنين، أنتجت هذا الكائن الذي نسميه الإنسان، بينما الدين الإسلامي يقول لنا أن الإنسان لم يكن حيواناً في يوم من الأيام، وإنما هو خلق إلهي، خلقه بيده، ونفخ فيه من روحه.

أما القسم الثانى والذي حمل عنوان «الإسلام: الوحدة ثنائية القطب»، وتضمن 5 فصول، يتحدث فيه «بيجوفيتش» عن الأنبياء: موسى وعيسى ومحمد، والدين المجرد، وقبول المسيح ورفضه، والطبيعة الإسلامية للقانون، ونوعين من المعتقدات الخرافية، والطريق الثالث خارج الإسلام، والذى يراه من خلال إنجلترا، حيث يعتقد أنها تلزم الطريق الوسط، وأن الثقافة والفكر الإنجليزي حاولا دائماً التوفيق بين ثنائية الروح والمادة، فكتب يقول؛ «ولكن يوجد جزء من العالم الغربي، بسبب موقعه الجغرافي وتاريخه، بقي متحررا من التأثيرات المباشرة لمسيحية القرون الوسطى، متحررا من العقد المستعصية لهذا العصر، هذا الجزء من العالم الغربي كان دائم البحث عن طريق ثالث، وقد اهتدى إليه، وهو طريق يحمل في ثناياه ملامح من الطريق الثالث للإسلام، والدولة التي أعنيها هي إنجلترا وإلى حد ما أيضا العالم الأنجلوساكسوني بصفة عامة».

ويقدم بيجوفيتش نظرة أخيرة بعنوان «التسليم لله»، لذا يعرف بيجوفيتش الإسلام على أنه «يعني أن نفهم وأن نعترف بالازدواجية المبدئية للعالم، ثم نتغلب على هذه الازدواجية».

في هذا الكتاب يقف «بيجوفيتش»، على قمة فروع المعرفة، فمؤلفه قادر على استيعاب العالم الغربى، وكل ما يخصه من معلومات ودراسات وإحصاءات، وتصنيفها وتوظيفها، هذه المقدرة آتية؛ لأن لديه إلمام غير معتاد بالفلسفات الغربية، حسبما يرى المفكر الكبير عبد الوهاب المسيرى.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved