خالد الكمار يروي لـ«الشروق» كواليس موسيقى «ما وراء الطبيعة»

آخر تحديث: الإثنين 23 نوفمبر 2020 - 9:47 م بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

حاولت وضع موسيقى يحبها المصريون وتناسب الجمهور العالمى
سجلنا عن بعد بسبب كورونا ونتفلكس تراجع كل تفصيلة
عبدالوهاب مثلى الأعلى وأى وقت أقضيه بعيدا عن الموسيقى مهدور

فى هدوء وبخطوات حثيثة خرجت موسيقى خالد الكمار إلى النور، وبدأت فى النمو تدريجيا لتكتسب طابعها ولونها المميز خلال السنوات الأخيرة، من خلال مشاركاته فى أعمال مختلفة، آخرها مسلسل «ما وراء الطبيعة» الذى أحدث ضجة كبيرة بعد عرضه على شبكة نتفلكس العالمية، والمأخوذ عن سلسلة أدبية للدكتور أحمد خالد توفيق، ومن إخراج عمرو سلامة.

وبينما يثير العمل ردود فعل مختلفة عبر منصات التواصل الاجتماعى، أجرينا هذا الحوار عن كواليس وضع موسيقى العمل، وحكايات أخرى فى حياة الموسيقى خالد الكمار.

ــ متى بدأت العمل على وضع موسيقى «ما وراء الطبيعة»؟

* بدأنا مرحلة التحضير من نوفمبر 2019 وحتى مارس 2020، وكان فيها قراءة السيناريو وجلسات التحضير مع المخرج عمرو سلامة والتصورات المبدئية للعمل، وفى الشهرين التاليين كانت مرحلة بلورة الأفكار، ومن شهر يونيو حتى أكتوبر تم التنفيذ ووضع موسيقى كل مشهد.

ــ هل تقرأ سيناريو العمل قبل وضع موسيقاه؟

* بالفعل أبدأ العمل بقراءة السيناريو أولا، وذلك قبل بداية أى مشروع، لكى أكون صورة أولية عنه، وعند رؤية الصورة فيما بعد تصلنى رؤية المخرج وأصل لشكل موسيقى متفق عليه.

ــ وهل قرأت «ما وراء الطبيعة» قبل تحويلها لعمل درامى؟

* لم أقرأ سلسلة «ما وراء الطبيعة» لأنى كنت أميل للأدب الكلاسيكى، مثل كتابات يحيى حقى وعبدالحميد جودة السحار ونجيب محفوظ، ولكن جيل نبيل فاروق وأحمد خالد توفيق كانت قراءتى لهم ضعيفة جدا، ربما لم أقرأ لهما غير عملين فى حياتى.

ــ كيف فكرت فى وضع موسيقى لعمل عربى تناسب الجمهور العالمى؟

* كان فى اعتبارى طبيعة المنصة المعروض عليها الحلقات، لأنه لو كانت الموسيقى مصرية تقليدية كان الجمهور العالمى سيشعر باستغراب تجاهها.

على سبيل المثال فى حلقة النداهة، وهى ترتبط بأسطورة مصرية أصيلة، ابتعدت فى وضع الألحان بشكل كبير عن الأصوات الريفية، وحاولت صنع موسيقى عالمية لا ترمز لثقافة بعينها، لكى يستطيع الجمهور من ثقافات أخرى فهمها، لأنه لن يستطيع التعرف على دلالات الموسيقى المصرية بشكل واضح.

بالإضافة إلى أن فريق العمل فى نتفلكس كان يرفض الموسيقى التى تحمل دلالات خاصة بثقافة معينة، لذلك فضلت الخروج بموسيقى لا تلتزم بطابع مصرى ولكن اتوقع أن يحبها الجمهور المصرى ولن يشعر أنها غريبة عنه، وكان ذلك هدفا أساسيا عندى «إن صوت المزيكا يكون فى مكانها أيا كان هو فين».

ــ ماذا يميز «ما وراء الطبيعة» عن أى عمل آخر؟
* «ما وراء الطبيعة» مختلف عن أى عمل آخر؛ لأن فى أى عمل ثانٍ كانت العلاقة بينى وبين المخرج فقط، ولكن فى هذا المشروع كان الأمر مختلف بسبب تدخلات نتفلكس، ومراجعتهم لكل تفصيلة.

وكان يوجد اثنان من المخرجين، بالإضافة لفريق من المتخصصين والمديرين التابعين لنتفلكس، يسمعون الموسيقى ويبدون آراءهم فيها، ولذلك فى كل مقطوعة أقدمها كان مفترضا أن أرضى أكبر عدد من الأطراف.

ــ وماذا عن جلسات العمل مع عمرو سلامة؟

* بسبب كورونا لم يتم جلسات عمل مباشرة مع المخرج عمرو سلامة، سوى جلستين فقط، وأغلب تعاملاتنا فيما بعد أصبحت عن بعد، وكانت ردود الفعل تأتى أغلبها من فريق نتفلكس، وأبطال العمل لم يكن يوجد تواصل كبير بيننا فى البداية، ولكن أحمد أمين كان أول من هاتفنى بعد عرض العمل، وبعدها تلقيت رسائل كثيرة جدا، أسعدتنى.

ــ كيف تغلبت على صعوبات التسجيل عن بعد خاصة أنك تعاونت مع فريق أجنبى؟

* وقت التسجيل كان يوجد قلق كبير فى لندن بسبب كورونا، وكان التسجيل يتم مع كل عازف بمفرده، وهذه عملية مكلفة جدا على المستوى المادى؛ كان يتم حجز استوديو خصيصا ولمدة قد تصل إلى تسع ساعات، وفى الطبيعى الحجز لا يتجاوز ثلاث ساعات فقط.

وفنيا كان يوجد قلق من فكرة تسجيل كل عازف بمفرده، لأن ذلك يفقد الكيميا والروح الموجودة بين الفريق المتواجد فى مكان واحد، لكن استطعنا تخطى هذا القلق وخلق حالة من التواصل عن طريق سماع كل عازف لتسجيل من سبقه.

ــ وكيف ترى تجربة التعاون مع فريق أجنبى من الناحية الفنية؟

* بالنسبة لى العازفون المصريون لديهم مهارات جيدة جدا، وعلى أعلى مستوى وهذا شىء لا يقبل النقاش، ولكن هذا المشروع مختلف؛ لأن كل عمل وله صوت وأسلوب عزف مناسب معه، وفى «ما وراء الطبيعة» كنت أحبذ أن تخرج الموسيقى عالمية لا ترتبط بثقافة معينة بمعنى أن «أى حد يفهمها»، فكان التسجيل فى لندن أنسب لى.

ــ هل يمكن وصف سنة 2020 بأنها «سنة السعد» بالنسبة لخالد الكمار؟
2020 سنة سعد بالنسبة لى جدا، وكانت فارقة لأنى تعلمت فيها الكثير، ولكن عام 2018 كان مهما بالنسبة لى أيضا، بسبب اشتراكى فى مسلسل «قابيل»، «كان فتحة خير عليا»، لأن من خلاله موسيقى خالد الكمار دخلت البيوت، وكان ليها صدى مختلف تماما.

وبطبعى أحب العمل جدا، «عايش فى الاستوديو أحيانا ببات فيه ومليش فى الخروجات»، وحياتى الاجتماعية ليس لها المساحة الكبيرة مثل عملى، لذلك أعتبر أى وقت أقضيه بعيدا عن الموسيقى هو وقت مهدور.

ــ هل واجهت صعوبة فى التعبير عن روح مسلسل «وساوس» السعودى؟

* فى البداية واجهت صعوبة بالطبع، لأن كل مرة ارسل فيها الموسيقى لصناعه كان الرد يتلخص فى أنها مصرية وليست سعودية، لذلك تقوقعت لفترة طويلة أستمع إلى موسيقى سعودية وأشاهد أعمالا لهم حتى جاءت الفكرة وبدأت فى العمل، ونال إعجابهم، وأصبحت الأمور سلسلة فيما بعد.

ــ هل اختيار العمل أصبح أكثر صعوبة بعد حصولك على جائزة « Hollywood Music in Media Awards » العام الماضى؟

* بالتأكيد تفكيرى اختلف بعد الجائزة بشكل كبير، واختيار العمل الأفضل أصبح أصعب، ففى 2020 قُدمت لى عروض كثيرة، ولكن كنت اختار المشاريع التى تثير شغفى الموسيقى، والتى يكون لدى وقت لها بالطبع.

ــ ما هى المعايير التى تختار على اساسها العمل؟

* أن يكون العمل ذاته جيدا من الأساس، على مستوى الإخراج والسيناريو والممثلين، والأهم بالنسبة لى أن يمثل مغامرة موسيقية، لأن أكثر شىء لا أحبه أن تكون الموسيقى مجرد عنصر غير مؤثر ويمكن تبديلها بغيرها، لذلك أحب خلق عالم موسيقى للعمل له خصوصية، وأن تكون الموسيقى بطلا من أبطال العمل.

ــ أين خالد الكمار من تلحين الأغانى؟

* بطبعى احب أن تكون الموسيقى تحكى حدوتة ما، أكثر من كونها موسيقى مستقلة بذاتها، وهذا السبب الرئيسى الذى دفعنى للميل إلى الموسيقى التصويرية أكثر، ولم أسعْ أن يكون لدى أعمال غنائية ولم تعرض علىَّ مشاريع غنائية فى الحقيقة، ولكن أشعر بالراحة أكثر فى الجانب الذى اخترته لنفسى حاليا.

ــ هل لديك حلم موسيقى مستقل؟

* حلم حياتى اشتغل على المسرح الموسيقى الموجه للأطفال، مثلا شبه الليلة الكبيرة، حابب اشتغل موسيقى مصرية أصيلة وأفضل أن تكون موجهة للطفل، واتمنى أن تكون فى قالب مسرحى.

ــ ما مضمون أو فكرة رسالة الدكتوراه الخاصة بك؟

* موضوع الدكتوراه دون الدخول فى تفاصيل أكاديمية أو فنية بحتة، يتلخص ببساطة فى هل نستطيع صناعة أعمال، سينما أو مسلسلات، تعتمد كليا على الموسيقى المصرية الأصيلة دون أى تدخلات بأفكار أجنبية إطلاقا، مثل ما قدمه بليغ حمدى فى فيلم «شىء من الخوف»، أى ابحث عن تنفيذ مشاريع تكون بمصرية وأصالة هذا العمل.

ــ من الموسيقى الذى أثر فى حياتك حاليا أو فى الماضى؟

* هحكى للجمهور القصة من البداية، فى عمر 5 سنين كان بيتهوفن هو بطل حياتى، مثل أبطال الأفلام الكارتون «سوبر مان» وغيره ممن يتعلق الأطفال بهم، رحلة بيتهوفن وكفاحه وموسيقاه كانت بالنسبة لى ملهمة جدا فى سنوات طفولتى الأولى.

وفى عمر 10 سنوات تقريبا اكتشفت عمر خيرت وكان مرحلة فارقة جدا، ثم تعرفت على موسيقى خالد حماد، وكان لهم تأثير ليس فقط على المستوى الموسيقى ولكن أيضا على المستوى الشخصى، وفى عمر 20 تقريبا بدأت أحب أكثر الموسيقى المصرية الأصيلة مثل بليغ حمدى والذى عشقته فيما بعد.

ولكن يوجد اسم واحد فقط فى حياتى لم يتغير، هو الثابت الوحيد فى وسط كل المتغيرات، أحببته فى عمر الخامسة والعاشرة وحتى الآن، وهو موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وكل الأذواق من الممكن أن تتغير ولكن يبقى هو قلب الموسيقى بالنسبة لى.

وعلاقتى بموسيقى عبدالوهاب، أفضل طريقة استطيع التعبير عنها بها، ما قاله الراحل الجميل عمار الشريعى: «كل ما اكتشف موسيقى جديدة الاقيك فيها»، هذا هو بالنسبة لى أيا كان عمرى وكنت فى أى مرحلة هو دايما فى حياتى.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved