باسم يوسف يتحدث حصريًا لـ«الشروق»: عودة البرنامج ستكون قريبًا جدًا.. وأتمنى ألا أجبر على الهجرة

آخر تحديث: الإثنين 23 ديسمبر 2013 - 12:14 م بتوقيت القاهرة
حوار ــ محمد أبوالسعود:

بعدما صدرت شهادة من موقع البحث الأشهر على الإنترنت، تفيد بتربع الساخر الأشهر فى مصر باسم يوسف على قمة اهتمامات المصريين فى عام 2013، وقبلها ظهرت نتائج خاصة بموقع يوتيوب تفيد، بحصول قناة برنامج «البرنامج» على أعلى نسبة تفاعل ومشاهدة على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كان يجب علينا أن نلتقى معه، لمعرفة مدى تأثير هذه الألقاب الجديدة عليه وعلى فريق عمل برنامجه الذى توقف لحين إشعار آخر.

وكشف يوسف فى حواره الحصرى مع «الشروق» عن مدى إمكانية تقديمه لبرنامج آخر بديل عن «البرنامج»، ومتى سيكون قرار الهجرة من مصر مريحا بالنسبة له، كما أفصح لنا عن رأيه فى التجارب العديدة التى تحاول تقديم نفس أسلوبه وبرنامجه على الإنترنت، وكشف لنا عن نصيحة جون ستيورات الوحيدة له التى كانت السبب فى تقديم محتوى أفضل للجمهور.

ما هو شعورك عندما علمت بخبر حصولك على الترتيب الأول فى قائمة اهتمامات مستخدمى موقع جوجل للبحث فى مصر؟

ــ يجيب ضاحكا، أول دليل إن الناس تبحث عننا كثيرا، كما أن فكرة كوننا سبقنا الفنانة صافيناز حيث حصلت على الترتيب الثانى، فهذا فى حد ذاته «حاجة جميلة جدا». وعموما أى خبر من جوجل أو يوتيوب يعتبر خبرا سعيدا بالنسبة لى، لأن بداية البرنامج كانت على يوتيوب، وحتى بعد انتقالنا للتليفزيون، وبعدها للمسرح، كنا نؤكد دائما على أهمية وجودنا على الإنترنت، وهو الأمر الذى نعتبره دعما قويا للبرنامج.

هل كان الحصول على هذا الترتيب مفاجأة بالنسبة لك؟

ــ عندما نعمل فى البرنامج يكون هدفنا هو الحصول على أفضل مستوى ممكن، ولا يكون هدفنا وقتها هو الحصول على جوائز، ولا نفكر وقت العمل فى الحصول على جوائز محددة، أو ماذا سنحصل فى النهاية نتيجة هذا العمل، لذلك لم نتوقع الحصول على هذا الترتيب، وكانت مفاجأة رائعة ولكنها غير متوقعة، مثلها مثل الحصول على تكريم مجلة التايم، وجائزة حرية الصحافة، وكل هذه الجوائز تكون مكافأة لكل عضو فى فريق البرنامج.

نراعى عدم الوقوع فى خطأ تقديم محتوى يتوافق مع تعليقات وآراء مستخدمى شبكات التواصل الاجتماعى

هل تتابع دائما الأرقام والإحصاءات وردود الفعل على الإنترنت لتحدد ما طبيعة المحتوى الذى تقدمه؟

ــ اكتشفنا بعد فترة من العمل، أن الأفضل هو عدم السير وراء ردود الأفعال على الإنترنت، لأن الانشغال بآراء العدد الكبير جدا من المستخدمين على الإنترنت قد يكون له تأثير سلبى، فقد تقرأ ألف تعليق جيد، وبسبب تعليق واحد سلبى قد تصاب باكتئاب بقية اليوم، ولذلك نهتم بالحصول على أرقام مجردة توضح عدد مشاهدات الحلقة، أو عدد الـ «Like» والـ«Dislike»، وكل هذه الأرقام تكون مؤشرا واحدا فقط ضمن العديد من المؤشرات التى توضح لك نتائج العمل الذى تقدمه.

وبرغم هذا، لا نعتمد على هذه الأرقام كليا، لأننا فى النهاية نقدم العمل للمقتنعين به، ونراعى عدم الوقوع فى الخطأ الذى قد يقع فيه بعض الناس، وهو تغيير الاسلوب بما يتوافق مع تعليقات وآراء مستخدمى شبكات التواصل الاجتماعى، ومؤشراتها.

الشهرة المتأخرة نعمة من الله وأتعامل معها باعتبارها غير مستمرة

هل كنت تتوقع هذا النجاح الذى حققه البرنامج، خلال إعدادك للحلقات الأولى لبرنامج B+ الذى قدمته فى بداية مشوارك على موقع يوتيوب؟

ــ لم يتوقع أكثر المتفائلين منا هذا النجاح إطلاقا، ولذلك أتعامل مع الشهرة على أنها شىء غريب وغير مستمرة، لأنه لا يوجد أمر يستمر بهذه الطريقة، وسيأتى الوقت الذى سيختفى فيه، وهذه سنة الحياة، ومن نعم ربنا عليا أننى اشتهرت بعد سن الـ40، ولو حدث هذا الأمر معى عندما كان عمرى 21 سنة، فمن المؤكد أنها كانت ستؤثر على قواى العقلية، وأحمد الله على اقتناعى بأن الدوام لله.

وماذا كنت تخطط له فى حالة فشل فكرة برنامج اليوتيوب؟

ــ وقتها كنت أعمل على إنهاء إجراءات سفرى للولايات المتحدة الأمريكية لأعمل كجراح قلب، وبسبب تأخير فى إصدار أوراق السفر، قمت بعمل عدد من الفيديوهات على الإنترنت.

ومتى قررت صرف النظر عن فكرة السفر خارج مصر؟

ــ عندما عرض على أول عقد لبرنامج تليفزيونى، ووقتها كنت انتهيت من كل الأوراق اللازمة للسفر، وكنت أمام مفترق طرق، واخترت التليفزيون.

لو عاد بى الزمن للوراء أعتقد أننى لن أغير رأيى فى أى قرار اتخذته

ماذا لو عاد بك الوقت للحظة اختيارك بين قرار السفر والتليفزيون، هل كنت ستغير رأيك؟

ــ أعتقد أننى لن أغير رأيى فى أى قرار اتخذته، فأنا تعلمت درسا مهما فى حياتى، انه مهما اتخذت من قرارات خاطئة، ورجع بى الزمن، سأختار نفس الاختيار فى كل مرة، لأن هذه القرارات تكون طريقة للتعلم، وهى سبب فى وجودى فى المكان الموجود فيه حاليا، وطالما أنا راض عن المكانة التى حققتها فلا داعى لتغيير المسار.

نصيحة جون ستيوارت لى ساعدتنى فى اختيار المحتوى الذى نقدمه فى «البرنامج»

ما هى أهم نصيحة ذكرها جون ستيوارت لك خلال لقاءاتكم معا؟

ــ من المعروف أن الحياة السياسية فى مصر صعبة، وفى أوقات كثيرة جدا أكون فى حيرة من اختيار نوعية المحتوى الذى أقدمه، وأهم نصيحة قالها لى كانت تقديم ما أؤمن به، وليس ما يريده الناس، ولا ألجأ لتقديم محتوى يرضى أشخاص بعينهم، حتى لو كان ما أؤمن به ضد عدد كبير من الناس التى تتابع البرنامج، لأن فى النهاية هذا العمل هو الذى سيبقى، وأعتقد أننى استفدت من هذه النصيحة جدا.

كنت شاركت فى تقديم كلمة فى برنامج لاكتشاف المواهب على الإنترنت بالتعاون مع شركة كيوسوفت. فكيف كان تقييمك للمواهب التى ظهرت من خلال هذه التجربة؟

ــ تجربة تيوب ستار نتورك الخاصة بشركة كيوسوفت، هى محاولة لإعادة إنتاج تجربة البرنامج من خلال اختيار مواهب شابة ودعمها لتقديم برامج منخفضة التكاليف على الإنترنت، بهدف الوصول بالبرامج الناجحة منها إلى التليفزيون.

وعندما بدأت تقديم البرنامج على الإنترنت، لم أعرف وقتها أننى عبارة عن تجربة، وأعتبر نفسى محظوظا لأن كان ورائى أشخاص يفكرون فى كيفية تنفيذ الأفكار بشكل جيد، وهذا يثبت أن هناك العديد من المواهب ولكن تحتاج لمرحلة تعلم.

وعلى سبيل المثال هناك برنامج مشهور جدا اسمه American idol، كان أول وثانى موسم لهذا البرنامج لم يحقق النجاح والمشاهدة الرهيبة التى يحققها حاليا، ولم يأت هذا الأمر إلا من خلال استثمار فلوس ووقت لخلق مناخ جيد للتنافس، حتى وصلنا لمرحلة أن الناس فى العالم كله تعرف بهذه المسابقة، لتصبح أفضل مكان للمنافسة بين المواهب لتقديم الأفضل.

وبمقارنة تيوب ستار نتورك بهذه التجربة، سنجد أنها تحتوى على بعض المواهب، قد يراها البعض أنها غير جيدة، ولكن هذا المواهب ستتطور، وستخلق للناس أملا أو هدفا لتطوير نفسها أكثر، لعرض نفسها فى الموسم المقبل بشكل أفضل، وبعدها سيكون تيوب ستار نتورك هدفا لاستقطاب المواهب، وأرجو عدم الحكم على التجربة من بدايتها، فلو تم الحكم على برنامج البرنامج من بدايته فقد يكون سببا لعدم مقدرتنا على الاستمرار.

ما هى نصيحتك للشباب الذى يريد تكرار وتقليد قصة نجاح باسم يوسف على الإنترنت؟

ــ قبل أى شىء أنا لا أعتبر نفسى فى المكان الذى يسمح لى بإبداء النصائح، لكن يمكننى إخبارك بالأسلوب الذى اتبعته لتقديم محتوى البرنامج، حيث كان اهتمامى الأول بالمشاهدة والتعلم من تجارب الأشخاص السابقين فى هذا المجال، سواء على يوتيوب أو على التليفزيون، الأمر الثانى هو أهمية معرفة أن جمهور اليوتيوب يريد مشاهدة محتوى ذا وقت قصير، ويجب أن ينجح فى جذب اهتمام المشاهد فى أول 30 ثانية من هذه المدة.

هذه هى النصائح التى اتبعناها حتى بعد انتقالنا للتليفزيون، برغم أن مدة البرنامج أصبحت أطول، وكنا حريصين على الاستحواذ على اهتمام المشاهد من خلال تقديم شىء يلفت الانتباه فى كل دقيقة من وقت البرنامج، أما النصيحة النهائية فهى العمل على تقديم عمل مختلف، لأن عملية التقليد لن تكون ناجحة، بسبب صعوبة إجبار المشاهد على مشاهدة محتوى هو شاهده من قبل.

أمر آخر يجب على كل شخص الاهتمام به، هو معرفة إمكانيات الشخص الذى يقدم المحتوى، سواء كان كوميديان أو شخصا لديه مهارة أخرى، ويتحرك فى النطاق الذى يبرع فيه، وفى النهاية يجب ان يعلم كل شخص أن سيستمر فى التعلم طوال الوقت، ولا يوجد سن للتعلم.

إنتاج التيار الإسلامى لبرامج مثل «البرنامج» أفضل من أننا «نتخانق» فى الشارع

ما رأيك فى التجارب العديدة التى تحاول تقليد أسلوب باسم يوسف وفكرة برنامجه على يوتيوب؟

ــ أنا أحترم كل محاولة وكل شخص يخاطر بأن يضع نفسه تحت تقييم الجمهور، وقدم تجربة تم تقييمها على أنها ناجحة أو فاشلة، لأننى أدرك مدى صعوبة هذا الأمر، وأتمنى أن يزيد عدد هذه التجارب، وأن يطوروا من أنفسهم، ويكون هناك 40 برنامجا مثل «البرنامج» بل وأحسن منه، لأننا فى حاجة لهذا النوع من التجارب، وتفريغ الطاقات بواسطتها، ولقد لاحظت تقديم مثل هذا النوع من البرامج من خلال التيار الإسلامى، وهذا أفضل بالطبع من أننا نتعارك مع بعضنا البعض فى الشوارع، لذلك أتمنى النجاح لهم جميعا.

ماذا يفعل فريق البرنامج حاليا خلال فترة التوقف الحالية؟

ــ شركة كيو سوفت لها العديد من المشاريع وتتعامل مع العديد من القنوات الفضائية، وتراعى دائما فريق العمل الخاص بها، مهما كانت الظروف، وفى حالة التوقف الحالية نقوم بتوزيع الفريق على مشاريع أخرى خاصة بالشركة، ليستمروا على قوة الفريق الخاص بنا، لكى يكونوا مستعدين عند عودة البرنامج، والتى ستكون قريبا جدا.

تقديم فكرة برنامج جديد بعيد عن السياسة ستعطى مؤشرا سلبيا عن الحرية فى مصر

ماذا سيكون قرارك لو واجهتك عقبات أخرى تمنعك من عرض وجهة نظرك بحرية كاملة، بعد عرض البرنامج مرة أخرى؟ هل يمكن أن تلجأ للإنترنت مرة أخرى، أم ستقدم فكرة برنامج جديد، أم سنفاجأ بخبر هجرة باسم يوسف؟

ــ فكرة رجوعى لليوتيوب وإننا نكون أكبر برنامج على يوتيوب فى العالم كله وليس فقط فى الشرق الأوسط قد يكون اختيارا جذابا جدا، لكن المشكلة أن ميزانية البرنامج تضخمت خلال العام الماضى، ولم نعد نقدم البرنامج من خلال حجرة الغسيل أو ستوديو، بل أصبح يقدم على مسرح، لذلك قبل اتخاذ قرار مثل هذا يجب الرجوع لاقتصاديات البرنامج، لأن لدينا التزام بمرتبات 200 شخص يعملون فى هذا البرنامج، كما أن إيجار المسرح السنوى مكلف جدا، هذا بالإضافة إلى المحامين ورجال الأمن والمنظومة الكبيرة جدا التى تعمل خلف ستار البرنامج، لكى يظهر بهذا الشكل، وحتى الآن لا أعلم هل يمكن لإعلانات اليوتيوب والـ Adsense أن تغطى هذه التكاليف، ومثل هذا النوع من البرامج لا يصح تقديمه فى وجود ضغوط اقتصادية، لذلك أعتقد أن الرجوع لليوتيوب سيكون صعبا.

أما بالنسبة لتقديم برنامج جديد بفكرة جديدة، لا أعرف هل يمكن أن يتقبل الناس هذه الفكرة، وأن يشاهدونى مثلا أقدم برنامج من سيربح المليون وأبتعد عن السياسة نهائيا، لكن ممكن تقديم فكرة برنامج نسافر من خلاله بلاد العالم للتعرف على معتقداتهم، وهى الفكرة التى كنت أرغب فى تنفيذها قبل تنفيذ البرنامج، لكن أتمنى ألا يحدث هذا، وأن نضطر لذلك، لأن هذا سيعطى مؤشرا سلبيا عن الحرية فى مصر.

أما بالنسبة لاقتراح الهجرة، فإحنا أخدنا قرار من ثلاث سنوات إننا نقعد فى مصر، لذلك أتمنى ألا أهاجر، ولو قررت فى أى وقت أسيب البلد، أتمنى أن أعمل الكلام ده وأنا مستريح، وليس وأنا مجبر

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved