غدا .. تمثال «رمسيس» في محطة جديدة بالمتحف الكبير.. هل تتذكر أحداث نقله؟

آخر تحديث: الأربعاء 24 يناير 2018 - 3:22 م بتوقيت القاهرة

كتب - كريم البكري

ينتقل تمثال رمسيس الثاني إلى البهو العظيم في المتحف الكبير، غدا الخميس في تمام الساعة العاشرة صباحًا، ومن المقرر أن يسير حوالي 400 متر من مكانه الحالى ليتم وضعه على القاعدة الخاصة به فى البهو العظيم ليصبح أول قطعة تستقبل الزائرين فى المتحف المصرى الكبير، عند افتتاحه.

والمفارقة تكمن في وسائل نقل التمثال، والتي ستكون سيارتين مخصصتين من شركة المقاولون العرب، وهما نفس السيارتين اللاتين نقلتا التمثال من مكانه الأصلى بميدان رمسيس عام 2006، إلى مكانه الحالى بالرماية.

وهذا الانتقال هو الثالث لتمثال رمسيس الذي تم اكتشافه عام 1820 من خلال المستكشف "جيوفاني باتيستا كافيليا" في "معبد ميت رهينة العظيم" وتعد منطقة ميت رهينة أو ممفيس التابعة لمركز ومدينة البدرشين بالجيزة هي موطن التمثال الأصلي.

كبار السن الذين عاصروا حقبة الخمسينيات حتمًا يتذكرون نقل تمثال رمسيس من ميت رهينة إلى ميدان باب الحديد، الذي ظل منتصبًا فيه لمدة جاوزت 50 عامًا، بل تم تسمية الميدان على اسم التمثال، ورغم رحيل التمثال منذ أكثر من 11 عامًا، إلا أن أهل الميدان وأصحاب المحلات حتى الآن يتمسكون باسمه «ميدان رمسيس».

عملية النقل الأولى كانت «جنائزية» أي كان التمثال صاحب الـ83 طنًا وارتفاع 11،35 متر وحجم كتلته 20 مترًا مكعبا «نائمًا».

أما الانتقال الثاني، فكان بسبب خطورة عوادم السيارات والقطارات على التمثال، بالإضافة إلى مرفق مترو الأنفاق والذي كان يمثل خطرًا على ثبات رمسيس؛ لذلك تم نقله في أغسطس 2006 وسط موكب مهيب ظهر فيه التمثال واقفًا وسط حشود من آلاف المواطنين الذين تابعوا النقل منذ الواحدة صباحًا حتى العاشرة في اليوم التالي.

«المقاولون العرب طلبوا مني عمل تحليل مخاطر لنقل التمثال عام 2004»، هكذا قال الدكتور أحمد حسنين صاحب فكرة نقل تمثال رمسيس، مؤكدًا أن عوامل الخطورة كانت متوفرة وكثيرة؛ لذلك فكرت في نقله واقفًا وبسرعة بطيئة جدًا حتى يصل بأمان ولكن هذا ما لم يصدقه الخبراء سواء المصريين أو الأجانب.

وبعد توقف مدة طويلة، عادت المطالبات بنقل التمثال؛ لذلك تم إجراء تجربة عملية على تمثال شبيه يماثل «رمسيس» في الوصف والحجم، وبالفعل نجحت تجربة النقل بداية من ميدان التحرير وصولا لميدان الرماية.

«كنت ألوح للتمثال باي باي»، هكذا قال أحمد السعيد صاحب الـ35 عامًا، عندما سألناه عن ذكرياته مع نقل التمثال، مضيفًا: «كان ميدان رمسيسي مكتظًا بالناس والمواطنين وقوات الأمن والكل كان يتخوف من سقوط التمثال أو كسره؛ ومع بداية التحرك في الواحدة صباحًا أحدثت سيارة النقل فرملة مفاجئة تحرك على إثرها التمثال لليمين واليسار وتوقعنا أنه سيسقط، ولكنها كانت تجربة للتأكد من ثباته وبالفعل تحرك الموكب وظللنا نلوح له وكأننا نودعه».

أما عاطف الألفي، أحد أهالي ميدان رمسيس، قال إن التمثال بعد تحرك الموكب كان ينظر شطر مكانه القديم وكأنه يودع بعدما لازمه 50 عامًا؛ موضحًا: «احشدنا في البالكونات وألقينا الورود على التمثال، والبعض كان يبكي، شعرنا حقًا أننا فقدنا جارنا العزيز الذي ألفنا النظر إليه».

غدا يتأهب تمثال رمسيس لمحطة جديدة في تاريخه وحياة الوطن، فهو الذي سيكون في مقدمة المتحف المصري الكبير، ليصبح حارسًا على أكثر من 100 ألف قطعة أثرية من العصور الفرعونية، واليونانية والرومانية.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved