نعيم صبري لـ«الشروق»: رواية «شبرا» صرخة ضد التعصب

آخر تحديث: الجمعة 24 يناير 2020 - 9:27 م بتوقيت القاهرة

علي دحروج

مشروعي الإبداعي قائم على فكرة «التأريخ المجتمعي» للبسطاء بعيدا عن تاريخ الملوك والرؤساء

 

قال الكاتب نعيم صبرى: إن اختيار اسم «شبرا» لروايته، الصادرة عن دار الشروق فى طبعة أولى، ترجع لاحتواء هذا الحى فى السابق على مجموعة كبيرة من العقائد والجنسيات المختلفة، المتعايشة مع بعضها فى سلام، وأضاف «صبرى» فى حواره لـ«الشروق»، أن حى شبرا، هو المسرح الذى تنطلق منه جميع أعماله، معتبرا إياه وطنا مصغرا للوطن الأكبر مصر، وأن مشروعه الإبداعى الذى بدأ مع كتابه الأول «يوميات طفل قديم» وحتى روايته «صافينى مرة» الصادرة عن دار الشروق قائم بالأساس، على فكرة «التأريخ المجتمعى»، بعيدا عن تاريخ الملوك والرؤساء.

وأكد الروائى نعيم صبرى أن حى شبرا؛ يمثل العِشرة الطيبة والجيرة الحلوة، خلال فترة الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، والذى كان يضم قديما العديد من جنسيات دول البحر الأبيض المتوسط بمختلف الأديان، والذين كان لديهم القدرة على التعايش مع بعضهم البعض، وتقبل كل واحد منهم الآخر، فكانت الحياة بينهم عبارة عن أخوة ووطن وجيرة، دون النظر إلى الديانة والجنيسة، فكانت انعكاسا للحياة المصرية فى تلك الحقبة.

ورواية «شبرا» تعد صرخة فى وجه التعصب والمتعصبين، الذين يعانون من قلة الوعى الثقافى والفكرى والدينى، وتتصدى للمجموعات السياسية التى تعتمد على ذلك الفقر المعرفى لدى البعض؛ لتعرف الناس بمصر التى كانت تعيش فى سلام ووئام فى السابق، ففى هذه الرواية يقول مؤلفها: «انتبه أيها المصرى، مصر هى بلد الحضارة والتاريخ والتعايش».

وأضاف «صبرى» أن مسكنه فى حى شبرا، كان يحتوى على مجموعة من عائلات من اليونان والأرمن، وكان شارعه يضم مجموعة من الشوام، واليهود والمسيحيين والمسلمين المصريين وغير المصريين، ورغم ذلك التنوع الكبير لم يشعر أى من هؤلاء بالغربة، بل كانوا ينعمون بالسلام والمحبة والصداقة وحسن الجيرة والمعاشرة الطيبة، ويتشاركون «اللقمة الهنية»، وكذلك الأفراح والأحزان، ويتحابون، ويتزوجون، وينجبون الذرية، ويفرحون، ويغضبون، وتصفو نفوسهم سريعا، ثم يرحلون فى الأجل المحتوم.

ووصف صاحب «شبرا»، تلك الفترة بـ «العصر الذهبى»، قبل أن تبدأ فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين، والتى أصبح المجتمع المصرى يعانى فيها من عدم قدرة الفرد على التعايش وتقبل الآخر، ويرجع ذلك إلى تعصب البعض وشيوع الفكر المنغلق، والذى وصل لمحاولة اغتيال العديد من الشخصيات البارزة لمجرد الاختلاف الفكرى، مثل محاولة اغتيال الأديب الكبير نجيب محفوظ، واغتيال المفكر الدكتور فرج فودة.

وأشار «صبرى» إلى أن ما يهمه ويبحث عنه دائما بين الكتب، هو حياة الشعوب الاجتماعية، وليس أنظمة الحكم والسلاطين، كما تفعل أغلبية كتب التاريخ، فهو شغوف بمعرفة كيف عاش الإنسان خلال تلك الفترة، ولهذا قرر أن يقاوم هذا التجاهل بالكتابة عن الإنسان، وتوثيق أنماط حياته، لتصبح بمرور الزمن ذاكرة للأجيال القادمة.

ورواية «شبرا» لنعيم صبرى، رواية تعرض لقضية قبول الآخر والتعايش بين مختلف الأعراق والجنسيات والأديان من خلال دراما للحياة فى حى شبرا القاهرى العريق فى منتصف القرن العشرين؛ حيث تستعرض حياة مجموعة من العائلات التى تسكن بحى شبرا وعلاقات الجيرة والصداقة والصراعات بينها.

ونعيم صبرى روائى وشاعر مصرى، تخرج فى كلية الهندسة بجامعة القاهرة عام 1968، وعمل فى المجال الهندسى، قبل أن يتفرغ للأدب منذ عام 1995، بدأ مسيرته الأدبية بكتابة الشعر وأصدر ديوانى شعر عام 1988، «يوميات طابع بريد عام» و«تأملات فى الأحوال»، ثم اتجه بعد ذلك إلى المسرح وكتب مسرحية «بئر التوتة»؛ وهى مسرحية شعرية موسيقية، كتب بعد ذلك مسرحيته الشعرية «الزعيم»، ثم عاد فأصدر ديوان شعر «حديث الكائنات»، وبدأ كتاباته النثرية بكتاب عن سيرة طفولته بعنوان «يوميات طفل قديم»، ثم واصل كتاباته النثرية فأصدر 12 رواية حتى الآن، منها «صافينى مرة»، و«أمواج الخريف»، و«شبرا»، و«المهرج»، و«وتظل تحلم إيزيس»، و«الحى السابع»، و«شبرا» التى صدرت عام 2000 على نفقة المؤلف ثم عن مكتبة مدبولى 2006، قبل أن تصدرها دار الشروق فى طبعة أولى لها هذا العام ضمن إصداراتها الجديدة التى تتاح فى جناحى دار الشروق ومكتبة الشروق بمعرض القاهرة للكتاب الذى يستمر حتى 4 فبراير المقبل.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved