دروس خصوصية فى السياسة والديمقراطية

آخر تحديث: الجمعة 24 فبراير 2012 - 11:10 ص بتوقيت القاهرة
أحمد عطية

على المكتب ملصق صغير يحمل شعارا شهيرا: يدان تتصافحان فوق نجوم زرقاء وأشرطة حمراء وفوقهما عبارة «الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية»، وهى الهيئة المعروفة إعلاميا باسم «المعونة الأمريكية».

 

يجلس على المكتب حسين كامل، المدير التنفيذى للمجموعة المتحدة، مكتب المحاماة والاستشارات القانونية، الذى أسسه الناشط الحقوقى نجاد العربى عام 2000.

 

على مدى العامين الماضيين، أدارت المجموعة المتحدة عدة مشاريع بتمويل من المعونة الأمريكية مثل مشروع «نحو فهم أفضل لقانون الجمعيات الأهلية» لتدريب المحامين على التعامل مع القانون، و«نحو صحافة حرة مسئولة»، وتضمن تدريبات للصحفيين حول حرية الصحافة وحقوق الإنسان.

 

المشروع الذى يعمل حسين على إدارته الآن يسمى «تيجى نغير لبكرة»، ويشارك فى تنفيذه مركز أندلس لدراسات التسامح ومناهضة العنف والمجموعة المتحدة. هنا الخطوات التى سار عليها المشروع، مثل أى فكرة تبحث عن «تمويل أجنبى».

 

 

الفكرة أولا

 

يبدأ المشروع بفكرة. صاحب الفكرة يعمل على صياغتها ووضع خطة لها، تضم كل بنود المشروع، وأهدافه، وكيفية تنفيذه، والجمعيات والشركات المشرفة على تنفيذه، مدة استمراره، والميزانية المقترحة.

 

يتم تقديم الطلب للجهات المانحة، وهى كثيرة، فى الولايات المتحدة وأوروبا وغيرها من الدول. إن تلاقت أهداف المشروع مع أهداف الجهة المانحة، واستوفى الشروط الإدارية المطلوبة، حصل المشروع على تمويل يتم صياغته فى عقد ملزم للطرفين. «لو وافقت الجهة المانحة، نبدأ فى التنفيذ، لكن مش من حقها تتدخل فى المضمون أو المحتوى أو تعيد صياغة ما نقدمه فى المشروع»، كما يؤكد حسين.

 

 

الأهداف

 

يهدف المشروع إلى توعية الناخبين بأهمية العملية الانتخابية والدستورية فى 15 محافظة هى القاهرة، الغربية، الدقهلية، الجيزة، البحيرة، بورسعيد، المنيا، بنى سويف، قنا، الأقصر، أسوان، الإسماعيلية، الإسكندرية، المنوفية والفيوم.

 

 

أسلوب العمل

 

وسائل تحقيق أهداف المشروع هى مزيج من محاضرات لمفكرين وكتاب وسياسيين ونشطاء، وكتيبات ومطويات وإعلانات تليفزيونية وإذاعية ورسائل قصيرة على الهواتف المحمولة وغيرها.

 

«ميزانية المشروع بتتكفل بكل تفاصيله»، كما يشرح حسين، فإن كان هناك ورشة عمل، يتم إنفاق الأموال على مكان إقامة الورشة، أجر المحاضرين، تكلفة المشروبات المقدمة. وإن كان المشروع يتضمن مطبوعات، فالميزانية تشمل أجور الكتاب، والمصممين، والرسامين، والطباعة، وهكذا.

 

 

مثال للنشاط

 

«كان قانون الانتخابات بيتغير كتير، والناس مش فاهمة قانون الانتخابات ولا الفرق بين القائمة والفردى»، يقولها حسين وهو يخرج نسخ مطبوعات المشروع.

 

المطبوعة الأولى بعنوان «مفاهيم ديمقراطية»، كتبها نجاد البرعى مصحوبة برسومات كاريكاتير لعمرو عكاشة. تتحدث المطبوعة بأسلوب مبسط عن مفاهيم الدولة المدنية، الليبرالية، العلمانية. المطبوعة الثانية بقلم رامى محسن، مدير المركز الوطنى للأبحاث والاستشارات، وتشرح النظام الانتخابى وأسلوب القائمة النسبية وكيفية توزيع المحافظات على المراحل الانتخابية المختلفة. الثالثة بقلم وحيد عبدالمجيد وتتحدث عن الطعون الانتخابية، وكيفية يتقدم الناخب بشكاوى إن رأى تجاوزات فى عملية التصويت. أما الكتيب الرابع فيتحدث عن تفاصيل العملية الانتخابية، مثل وظيفة اللجنة العليا للانتخابات، وكيفية فرز الأصوات وغيرها من التفاصيل.

 

 

الإنجازات

 

يستعرض حسين تقريرا حول ما تم إنجازه حتى الآن: 55 ندوة حضرها 6480 شخصا فى مختلف قرى مصر، وتحدث فيها الكاتب سعد هجرس، والباحث عمار على حسن، وعبدالغفار شكر، وغيرهم من المتحدثين والنشطاء والمفكرين.

 

ثلاثة لقاءات بجامعات المنصورة وعين شمس وحلوان حضرها 500 طالب. توزيع 24 ألف مطبوعة، وألف نتيجة مكتب تحمل رسوم كاريكاتير سياسية. 30 ألف رسالة محمول للتوعية بأهمية الانتخابات، و65 فقرة إعلانية بقنوات روتانا والحياة، و35 فقرة إذاعية على راديو ميجا إف إم.

 

 

الخطوة القادمة

 

تستعد المجموعة المتحدة الآن للمرحلة الثانية من المشروع، وهو إعداد دراسة حول طموحات سكان المحافظات فى الدستور الجديد. «فى جميع اللقاءات والندوات، كنا بنعلق شعار المعونة الأمريكية قدام الناس ونشاطنا علنى، وعمر ما حد من الحضور اعترض عليه»، كما يؤكد حسين.

 

 

الربح والخسارة

 

يشير حسين إلى أن جميع التحويلات المادية التى تأتى إلى المجموعة المتحدة وغيرها تقع تحت رقابة البنك المركزى، وأن فى نهاية كل عام يتقدم إلى الضرائب بقائمة لكل ما دخله من أموال، وكل ما أنفقه. فوق كل ذلك، فالمعونة من حقها الرقابة طوال الوقت على أموالها للتأكد من إنفاقها فى المجال الصحيح.

 

أما موقع المجموعة على الإنترنت فيقدم كشف سنوى بدخل المكتب ومصاريفه وصافى ربحه وضرائبه علنا. الموقع يكشف أن صافى ربح المجموعة عن مجمل استشاراتها القانونية ومشاريع المعونة يصل إلى 2 مليون جنيه و864 ألف جنيه، ودفعت للضرائب نحو 56 ألف جنيه.

 

يرفض حسين أن يدلى بتوقعات حول مستقبل المعونة أو إن كان غيابها أو قطعا سيؤثر على عمله، «فى النهاية إحنا مكتب محاماة، والمعونات بنتعامل معاها زى الموكل، ومهياش مصدر دخلنا الوحيد».

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved