«ثورة الإنترنت» تدفع الحكومة لتسريع خطوات نشر الإنترنت فائق السرعة

آخر تحديث: الثلاثاء 25 فبراير 2014 - 9:23 ص بتوقيت القاهرة
الشروق

ردود فعل سريعة وإيجابية من الحكومة والشركات العاملة فى مجال الإنترنت الأرضي في مصر، عقب ظهور ما يسمى بـ«ثورة الإنترنت»، والتى حظيت بشعبية متزايدة فى الأسابيع القليلة الماضية، بعد مطالبتها بتحسين الخدمة فى مصر وتقليل الأسعار أسوة بالعديد من الدول، ومنها دول أصغر من مصر بكثير..

محمد النواوي، الرئيس التنفيذي للشركة المصرية للاتصالات، والمالكة لـ«تى اى داتا» المشغل الأكبر لخدمات الإنترنت الأرضى فى مصر، يرى ان هذه المطالب مبررة، كون مصر مؤهلة لأن تكون من أفضل مقدمي خدمة الانترنت عالميا، لموقعها الجغرافى المميز، الذى يتوسط نقطة التقاء كوابل انترنت آسيا وأوروبا، ويجعل مستوى توصيلها الدولي فى العالم يفوق أى دولة أخرى «لدينا الجزء الدولى الذى يؤهلنا أن نحقق مستوى توصيل أعلى من أى دولة فى العالم»، ويؤكد النواوى أنه « من حق العميل أن يحصل على سرعة مناسبة، تليق بامكانات مصر»، مشيرا إلى أن قطاع التجزئة لشركات الانترنت فى مصر يحقق أرباحا قدرها 35 مليار جنيه سنويا، موزعة بين 30 مليارا لشركات المحمول، و5 مليارات لشركات الانترنت الثابت.

استراتيجية الانترنت

وكانت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات قد أطلقت فى عام 2011 استراتيجية لتوصيل خدمات الانترنت فائق السرعة لـ90% من المستخدمين فى مصر بحلول عام 2015 بسرعات محددة ب 2 ميجابايت كأقل سرعة مقبولة للمستخدمين، غير أنه لم يعلن إلا فى الاسبوع الماضى عن المشروع الاسترشادى للاستراتيجية، الذى يبدأ الخطوات الفعليه لخطة نشر الانترنت فائق السرعة.

هذه الخطة ستحتوى على خيارات وبدائل استراتيجية لتلبية احتياجات مصر من خدمات الانترنت فائق السرعة والشبكات التى تستطيع توفير هذه الخدمات، وتأتى فى إطار استراتيجية الحكومة للتحول نحو المجتمع الرقمى وتطوير الخدمات المقدمة للمواطنين، بحيث تهدف إلى توفر الخدمة وتوسيع نطاق التغطية الجغرافية للبنية التحتية لتكنولوجيا الانترنت فائق السرعة، وزيادة قاعدة المشتركين، بالإضافة إلى الاهتمام بتزويد المواطنين فى المناطق النائية وغير الجاذبة للاستثمارات بالوسائل التى تمكنهم من الوصول إلى خدمات الانترنت فائق السرعة، ومن ثم تقليل الفجوة الرقمية فى مصر.

وزارة الاتصالات كانت قد اعلنت أن المشروع الاسترشادى للمرحلة الأولى للخطة القومية للإنترنت فائق السرعة، يستهدف رفع كفاءة البنية الأساسية اللازمة لتوفير خدمات الانترنت فائق السرعة لحوالى 1600 منشأه تابعة لتسع وزارات وجهات حكومية بسرعات تحميل تصل إلى 20ميجابايت/ثانية، وهى وزارات التعليم والصحة والشباب والبحث العلمى والعدل والرى والموارد المائية والزراعة والقوى العاملة والطيران المدنى، بالإضافة إلى النيابة العامة، وذلك فى جميع محافظات الجمهورية خاصة المناطق النائية حيث ألزم الجهاز جميع الشركات بتقديم خدماتها فى تلك المناطق.

السرعة الحقيقية

على أرض الواقع فإن أعلى سرعة تصل للمستخدمين فى مصر هى 8 ميجابايت وبتكلفة لا يتحملها أغلب المشتركين، كما أوضح خبراء الاتصالات، مشيرين إلى ان السرعة الاقل لدى الشركات مازالت هى 256 كيلو بايت، وهى سرعة «لايصح ان يستمر التعامل بها»، مشيرين إلى تجارب دولة قريبه اصبحت السرعة الاقل لديها 8 ميجابايت والاعلى تصل إلى 32 ميجابايت.

«حتى اذا اتفق العميل على سرعة عاليه مثل 16 ميجا فلاشئ يضمن حصوله عليها، حيث ان التعاقد لا يضمن الحصول على نفس السرعة التى يتحكم فيها عدة عوامل أخرى مثل الموقع الجغرافى والبنيه التحتية، كما تتأثر بمدى القرب والبعد من السنترالات من ناحية وطبيعة استخدام المستخدم النهائى من ناحية أخرى.

وهو ما أكده كريم الطويل مدير تسويق شركة لينك دوت نت، التى تستحوذ عليها شركة موبينيل، معلقا على مستوى تحسن الخدمة وحل المشكلات التى تتعرض لها شركته بعمليات الاحلال والتجديد فى الشبكة الارضية، والتى تهيمن عليها الشركة المصرية للاتصالات.

خطط وعقبات

من جانبها أعلنت الشركة المصرية للاتصالات فى بيان لها أنها تعمل حاليا على استبدال الكابلات النحاسية «المسببة لضعف الخدمة» بكابلات أخرى تعتمد على الالياف الضوئية «البصرية» متوقعة أن تنتهى من استبدال تلك الكوابل بالكامل فى 2015 لتصل الخدمات «فائقة السرعة « إلى 4 ملايين مستخدم.

ويؤكد أحمد أسامة الرئيس التنفيذى لشركة TEData إن الشركة تحترم إرادة عملائها، وتقوم بمتابعة مشاكلهم بصفة دائمة، فى محاولة حلها بشكل مستمر، منوها إلى أن الشركة تحاول مواجهة تلك المشاكل عبر التحديثات المتتالية فى البنية التحتية لتقديم خدماتها عبر إحلال كابلات الفايبر على نطاق واسع.

«خسائر الشركات العاملة فى السوق بسبب انتشار الوصلات غير الشرعية، بلغت نحو 1.5 مليار جنيه العام الماضى، وتحاول شركات الإنترنت مواجهتها بالعروض الترويجية، لكن المؤشرات تشير إلى تزايد أعداد هذه الوصلات» يقول اسامة.

بيج ستريم حل مؤقت

سيتم تقديم حل فورى للمساعدة على حصول المشتركين على سرعات اعلى واداء افضل بعد ان نطرح على الشركات الحل التكنولوجى الجديد«بيج ستريم» الذى من شانه تحسين مستوى جودة الخدمة، كما اكد هشام العلايلى، الرئيس التنفيذى للجهاز القومى لتنظيم الاتصالات للشروق، مشيرا إلى ان الجهاز يهدف فى المقام الأول إلى تأمين تقديم خدمات الإنترنت للمستخدمين بسرعات عالية وبأسعار مناسبة، وأن من ضمن الحلول السريعة أن تتفق الشركات على تقنية البيج ستريم.

وأضاف «العلايلى» أنه على المدى المتوسط والطويل فإن دخول الخطة القومية للإنترنت فائق السرعة حيز التنفيذ، وبتطوير البنية التحتية لقطاع الاتصالات، سيؤثر على مستوى خدمة الإنترنت إيجابيا، من حيث السرعات والجودة والسعر.

الفيديو والالعاب يفاقمان الوضع

وحسب خبير الاتصالات ورئيس جمعية الانترنت حسام صالح فان اتجاه الوزارة لتطبيق خطة «البيج ستريم»، سيحدث فارقا كبيرا مع المستخدمين اذا تم تفعيلها، مشيرا الى ان «بيج ستريم» هو طريقة لتوزيع السعات بين خطوط السنترالات بحيث يتم توزيع السعة حسب الاشغالات على الخطوط، ولكن ذلك يتطلب توافر اجهزة معينة بالسنترالات.

الإنترنت فى مصر.. أرقام وحقائق

يصل عدد المشتركين فى خدمة الإنترنت «الثابت والمحمول» فى مصر إلى 38 مليون مشترك كما اوضح تقرير للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، كما ارتفع أيضا عدد مستخدمى الانترنت فائق السرعة إلى 2.49 مليون مشترك.

قالت شركة «أكاماى» ــ المتخصصة فى تطوير تطبيقات الشبكة العنكبوتية ــ فى تقرير نشرته مؤخرا، أن متوسط سرعة الإنترنت فى مصر ارتفع بمقدار 0.2 فى المائة فقط خلال عام 2013، مقارنة بعام 2012 الذى وصل فيه إلى 1.2 ميجابايت فى الثانية. وسجلت الشركة مصر من ضمن أقل دول العالم فى سرعة الانترنت،.

تتصدر شركة «تى اى داتا» الحصص فى سوق الإنترنت فائق السرعة «Adsl» فى مصر بنسبة 26%، بعدد عملاء يصل إلى 1.542 مليون مشترك، بينما تأتى «لينك دوت نت» فى المركز الثانى بحصة 25%، تليها شركة «فودافون داتا» بحصة قدرها 9.1٪، فيما تحتل «اتصالات داتا» المركز الرابع بحصة 4٪ بإجمالى عملاء بلغ 98 ألف مشترك.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved