فنان سوداني: الحركة التشكيلية العربية المعاصرة تتعرض للتهميش

آخر تحديث: الإثنين 24 فبراير 2020 - 4:06 م بتوقيت القاهرة

الأقصر - د ب أ:


كشف الفنان التشكيلي والنحات السوداني خالد عبدالله، عن قطيعة بين الفنانين التشكيليين والمتلقى العربي؛ بسبب غياب الثقافة الفنية، واعتبار مادة التربية الفنية مادة هامشية وغير رسمية في المدارس العربية، وإقامة المعارض والملتقيات التشكيلية داخل قاعات الفنادق الفاخرة.

وأشار خالد عبدالله، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، على هامش مشاركته وتكريمه بمنتدى الأقصر الإفريقي، الذي تنظمه جامعة الأقصر في الفترة من 24 وحتى 27 فبراير الجاري، إلى أن الحركة التشكيلية العربية بحاجة إلى دعم الحكومات ممثلة في وزارت الثقافة والتعليم، من أجل نقل المعارض الفنية إلى الجمهور في الميادين والتجمعات الشعبية ونشر الثقافة الفنية بين طلاب المدارس عبر جعل التربية الفنية مادة أساسية بمختلف المراحل التعليمية.

وعبر الفنان السوداني عن عدم رضائه عن الحركة التشكيلية العربية المعاصرة جراء ما تتعرض له من تهميش من قبل الحكومات ووسائل الإعلام أيضا، مشددا على حاجة بعض البلدان، وخاصة دول منطقة الخليج العربي لإقامة كليات للفنون الجميلة، لضمان استمرارية الحركة الفنية النشطة التي تشهدها حاليا، وتقديم وجوه تشكيلية شابة تساعد في تحقيق مزيد من الزخم الفني في هذه البلدان، التي تحظى بدعم حكومي كبير لمختلف المناحي الفنية بها.

ورأى خالد عبدالله أن "الحركة التشكيلية في العالم العربي، قريبة من الحركة التشكيلية العالمية، وأن التشكيليين العرب لا يقلون خبرة عن أقرانهم في أي مكان في العالم، وأن الشرق أكثر ثراء من الغرب بدليل أنه جذب بتراثه المستشرقين والفنانين الغربيين طوال القرون الماضية".

وعن رؤيته لحاضر ومستقبل الحركة التشكيلية في السودان، قال خالد عبدالله إن الحركة التشكيلية السودانية: "تعرضت إلى ما يشبه الحرب عليها خلال العقود الثلاثة الماضية. وكادت كلية الفنون الجميلة في الخرطوم أن تغلق لولا جهود أبنائها المخلصين من أكاديميين وطلاب"، مشيرا إلى معاناة الفنانين التشكيليين من غياب المعارض الفنية.

ولكنه تابع بالقول إن السودان اليوم "يترقب نهضة فنية كبيرة بعد التغيرات التي طرأت على المشهد السياسي بالبلاد".

وشدد الفنان السوداني على أن بلاده ثرية بالوجوه التشكيلية التي حققت مكانة عالمية، بفضل التنوع الثقافي الذي يتمتع به السودان، "والذي جعل التجربة الفنية للتشكيليين السودانيين أكثر ثراء وعمقا حيث استلهم كل فنان ثقافته التشكيلية من الرافدين العربي والإفريقي، وجعل لنفسه رؤية وبصمة فنية خاصة، وانعكس ذلك الثراء والتنوع الثقافي بالإيجاب على الحركة التشكيلية السودانية".

وحول موضوعات أعماله الفنية، قال خالد عبدالله إنه يتناول في منحوتاته، البيئة والتراث السوداني، وإن المرأة حاضرة في جميع أعماله بقوة، بكل تجلياتها وصورها، كما أنه تناول الدلالات الفنية للجسد الأنثوي، كأحد أدواته التشكيلية في تناوله للمرأة في أعماله.

وحول التغير الذي طرأ على رؤيته في معالجة أعماله النحتية، قال إنه ربما كان يهتم في الماضي بأن يحمل العمل رسالة ما، لكنه اليوم يهتم بالقيمة الجمالية للعمل الفني أكثر من اهتمامه بما يحمله من رسالة للمتلقي، معبرا عن أمله في أن يكون تأثير الفن التشكيلي وطرق استقبال المتلقي له على غرار تأثر المتلقي واستقباله للمقطوعات الموسيقية.

وعن المدرسة الفنية التي ينتمي إليها، أضاف التشكيلي السوداني أنه يرى أن موضوع العمل الفني وطبيعته، هو من يفرض المدرسة الفنية التي سيلتزم بها الفنان في معالجة عمله وإنجازه، وأن أعماله النحتية تجمع بين أكثر من مدرسة فنية وتحمل جميعها بصمته الخاصة.

يذكر أن الفنان التشكيلي والنحات السوداني خالد عبدالله بدأ مسيرته الفنية أكاديميا بكلية الفنون الجميلة في الخرطوم، وشارك خلال مسيرته في عشرات المعارض والملتقيات الفنية العربية والدولية، واختاره سمبوزيوم الأقصر المقام ضمن منتدى الأقصر الإفريقي، كأحد الوجوه التشكيلية التي يكرمها المنتدى في دورته الحالية، تقديرا لإسهاماته الكبيرة عبر أعماله النحتية في إثراء الحركة التشكيلية السودانية والعربية والعالمية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved