زوجة «طبيب الغلابة» تروي لـ«الشروق» رحلة 35 عاما من «صناعة الأمل» في قرية طلا

آخر تحديث: الإثنين 24 فبراير 2020 - 12:49 م بتوقيت القاهرة

حازم الخولى

من قرية طلا التابعة لمركز الفشن، بمحافظة بني سويف، إلى التكريم في إمارة دبي بيد الشيخ محمد بن الراشد حاكم الإمارة دبي، والفوز بمسابقة "بسمة أمل"، كانت رحلة طبيب الجراحة العامة مجاهد مصطفى الطلاوي، والملقب بـ"طبيب الغلابة".

"الشروق" سعت لاكتشاف أسرار وخبايا تلك الرحلة التي جعلت الطبيب الجراح حديث الناس في قريته والمناطق المحيطة به، فالتقت الدكتورة زيناهم حليس، طبيبة الأطفال بمستشفى سمسطا المركزى غرب بنى سويف.

وتحكي الدكتورة زيناهم، تفاصيل رحلة "طبيب الغلابة" والتي شاركته فيها منذ بدايتها من 35 عاما، قائلة: "بدأت حياتي مع الدكتور منذ 35 عاما، كنا أسرة بسيطة ولكن مستورة، وربيت أنا أبنائنا الـ7، وجميعهم أصبوا أطباء وصيادلة"، مشيرة إلى رفض زوجها العمل فى القصر العيني بعد تخرجه، وتعيينه كطبيب جراحة فى مستشفى سمسطا المركزي.

وأضافت: "فتح عيادة خاصة به، بسعر كشف جنيهين فقط، ولم يكن مهتما بالعائد المادي طوال حياته، فقد سخر وقته للمرضى الفقراء وأعمال الخير"، مشيرة إلأى معاونتها له هي وأبنائهما، مردفة: "وهبنا أنفسنا لخدمة الأيتام والفقراء بجميع قرى مركز الفشن وسمسطا، ولم نغلق أبدا أبوبنا فى وجه محتاج، ونفاجأ بأن الله يوسع علينا الرزق، وأصبح لنا أرض ومنزل".

وأضافت أن زوجها الدكتور مجاهد يحب المرضى، ولم يحصل على يوم إجازة طوال حياته، رغم مرضه، مستطردة: "يقول لي أومال الغلابة دول هيروحوا لمين، الفقراء والأيتام دول رزق من عند ربنا هنقوله لا على الرزق".

وعن تكريم زوجها في دبي، قالت: "أثناء تكريم زوجى فى دبي كنت أسعد زوجة فى الدنيا أنا وأبنائي"، مشيرة إلى الأعمالي الخيرية الأخرى التي تقوم بها الأسرة كإحضار الملابس للأطفال الأيتام في الأعياد والمناسبات، متابعة: "نقوم الآن ببناء مستشفى خيري مجانا لخدمة الفقراء؛ لتوفير كل شيء لهم بها مجانا، فهم يحتاجون أكثر من ذلك".

أما الشقيق الأكبر للدكتور مجاهد، عادل مصطفى، الموظف بالتربية والتعليم بالمعاش، أشار إلى تميز شقيقه الطبيب بالذكاء والنبوغ والأخلاق الرفيعة، قائلا: "حرص والدنا على تحفيظه القرآن الكريم في كتَّاب القرية منذ طفولته، فقد حصل الشهادة الابتدائية بمدرسة القرية، مرورًا بالمرحلة الإعدادية التي قضيناها بمدرسة بمركز سمسطا، وكنا نسير على الأقدام لعدم وجود مواصلات وقتها من وإلى القرية".

وتابع: "لاحظت عبارة كتبها على أحد الكتب وهي (الدكتور مجاهد مصطفى)، وبالفعل تحقق ما كان يصبو إليه بالتحاقه بكلية الطب البشري، وبعد حصوله على البكالوريوس، تخصص في الجراحة العامة والمسالك البولية في منتصف ثمانينيات القرن الماضي".

وأوضح أن شقيقه لم يكن يرغب في زيادة تكلفة الكشف، إلا بسبب مطالبة لجنة من الوزارة والنقابة له بذلك، مشيرا إلى فحص الطبيب مجاهد، للمرضى ومنحهم العلاج من صيدلية ابنته، كما يجري لهم العمليات الجراحية بالمجان.

وذكر أن "طبيب الغلابة" دائما ما يساهم في المشروعات الخيرية لبناء المدارس أو المساجد، سواء بالتبرع بأرضٍ أو أموال، كما يتبرلاع للمقبلات على الزواج بأجهزة منزلية ومستلزمات المطبخ.

وأردف: "الدكتور مجاهد يعتبر مثالا للإنسان المسلم المتدين الوسطي الذي وجه جهوده لخدمة مجتمعه ومساعدة الفقراء، وأفتخر به كصديق عمري، وأحد أبناء قريتي، وعندما شاهدته على شاشة التلفاز أثناء تكريمه في الإمارات سالت دموعي فرحًا".

ومن جهته، قال محمود ربيع، أحد أقارب الدكتور مجاهد: "الطبيب اشتهر بتواضعه وتواصله مع الأهالي ومجاملته لهم في المناسبات المختلفة، ويتردد على عيادته يوميا من السادسة صباحا حتى الخامسة مساء، كما يتبنى الأطباء الجدد أثناء دراستهم للماجستير والدكتوراة، ويسمح لهم بالعمل معه في عيادته، ولا يبخل عليهم بعلمه".

وتابع: "شارك طبيب الغلابة في جميع المشروعات التي أقيمت بالقرية، فضلا عن كفالة الأيتام ومساعدة الفقراء وتوقيع الكشف عليهم ومنحهم العلاج وإجراء العمليات الجراحية بالمجان، كما زرع في أبنائه المساهمة في الأعمال الخيرية ومساعدة الفقراء وهذا ما يفعلونه حاليًا".

وقال عصام حسن محمد -38 عاما، ممرض ويقيم مركز سمسطا جنوب بنى سويف-: "الدكتور مجاهد مصطفى وهو طبيب الغلابة والفقراء بالمركز والبلاد التابعة له، هو وأبنائه الأطباء فى خدمة الجميع، هو فعلا من ملائكة الرحمة فى الأرض".

اقرأ أيضا..
https://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=24022020&id=4af34aae-3706-440b-99b5-bb1a42ec8198

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved