بعد 19 عاما.. السجن مدى الحياة لامرأة ادعت التهام تمساح لزوجها

آخر تحديث: الأحد 24 مارس 2019 - 11:07 م بتوقيت القاهرة

إيفون مدحت

عاش الزوجان مايك ودينيس وليامز بمدينة تالاهاسي بولاية فلوريدا الأمريكية على مقربة من الزوجين بريان وكاثي وينشستر، في ظل صداقتهم التي بدأت منذ الدراسة.

وبالرغم من عمل «مايك» في العقارات إلا أنه أحب صيد الأسماك، ولكونه نشاطًا يحتوي على مخاطر كبيرة ساعده صديقه «بريان» الذي كان يعمل بمجال التأمين في إجراء بوليصة تأمينية على حياته بقيمة 1.75 مليون دولار تُدفع لعائلته حال تعرضه لأي حادث.

وبعد مرور 6 شهور على البوليصة، حلت الذكرى السنوية السادسة لزفاف مايك ودينيس، لذلك قرر الزوج الذهاب لصيد البط في الساعات الأولى من يوم 16 ديسمبر عام 2000 في بحيرة سيمينول، وخطط للعودة بعد الظهر، ليتمكنا من الاحتفال معًا في تلك الليلة.

ومرت ساعات طويلة ولم يعد الزوج حتى قدمت الزوجة بلاغًا للشرطة حول اختفائه، وأُجري بحث ضخم في البحيرة والمناطق المجاورة حتى تم العثور على سيارته والقارب الذي استقله للصيد فارغًا من كل شيء عدا البندقية.

وكانت تلك المنطقة معروفة بالتماسيح الضخمة التي تطارد الشواطئ، لكن فريق البحث حاول بذل قصارى جهده للعثور على الزوج حتى توقفت عمليات التمشيط بعد 40 يومًا وأدرج مايك على قائمة المفقودين.

وخلصت الاحتمالات والادعاءات إلى التهامه من قبل تمساح إثر انقلاب قاربه بالبحيرة بعد فشل فرق البحث في العثور عليه أو جثمانه أو أي شيء يتعلق به عدا السيارة وقارب الصيد.

وفي غضون أسابيع من اختفاء «مايك» وقبل إلغاء البحث عنه رسميًا، تقدمت زوجته بطلب للحصول على 1.75 مليون دولار قيمة التأمين على حياة زوجها التي رفضت دفعها شركات التأمين بسبب عدم إعلان الوفاة.

وظل الأمر كما هو عليه لمدة 6 أشهر بعد اختفائه، حتى جدت مستجدات بالقضية بعد عثور أحد الصيادين المحليين في بحيرة سيمينول على سترة الصيد الخاصة بالزوج المفقود ورخصة مزاولة الهواية وكشاف.

وبدا هذا الأمر غريبًا بعض الشيء لأن المنطقة قد تم تفتيشها من قبل فضلًا عن عدم وجود أي علامات على السترة تظهر تعرض مايك إلى هجوم من قبل التماسيح ولا تبدو وكأنها غُمرت في المياه منذ شهور، إضافة إلى أن الكشاف ما زال يعمل.

ومع إن هذا الاكتشاف كان كافيًا ليعلن القاضي وفاة الزوج في حادث صيد واستحقاق زوجته قيمة التعويض المادي، إلا أن والدة مايك «شيريل» لم تثق في التهام التماسيح لنجلها وكانت على يقين أنه تعرض للقتل.

وجالت الأم بحثًا عن ولدها الذي اختفى وترك خلفه طفلة لم تتجاوز عامين، فتوصلت مع خبراء الحياة البرية ليخبروها بأن التماسيح لا تتغذى في أشهر الشتاء الباردة، وإذا قاموا بالصيد فإنهم يميلون إلى إخفاء الفريسة وتناولها في وقت لاحق.

وأكد الخبراء للأم أنه لو عثرت التماسيح على نجلها فلن يأكلوا الجسد بالكامل، لأن عملية الأيض لديهم تبطئ عندما يكون الطقس باردًا، كما استبعدوا سقوط مايك في المياه الغامضة باعتباره كان صيادًا خبيرًا.

ولم تملك والدة الزوج المفقود إلا أن تحاول إبقاء اختفاء نجلها في دائرة الضوء، خاصة مع عدم وجود أي دليل على اغتياله؛ لذلك ظلت تنشر ملصقات عن ولدها الغائب وتراسل مرارًا الحاكم المحلي على مدار عقد من الزمان.

وفي غضون ذلك انفصل الزوجين بريان وكاثي وينشستر صديقا مايك وزوجته دينيس منذ الدراسة، وبدأت الأحاديث تتكاثر حول مواعدة دينيس وبريان حتى تزوجا في 2005، ما أثار الشكوك حولهما خاصة من قبل جهات التحقيق.

وعند استجواب كاثي زوجة بريان السابقة، قالت إنها على يقين أن زوجها ودينيس كانا على علاقة غرامية لسنوات قبل اختفاء مايك، لكن لم يكن هناك دليلًا قويًا على إفادتها.

وبعد 7 سنوات من زواج بريان ودينيس انفصلا في 2012، وحاول الزوج تصليح الأمر واستعادة زوجته مجددًا دون جدوى، حتى تعرض لها خلال استقلالها سيارتها في 2016 وهددها بالقتل وألقي القبض عليه ووجهت إليه تهمة الخطف والاعتداء المشدد.

وأدرك المحققون بعد استجواب كل منهما أن هناك فرصة لاستخدام الصدع بينهما لمحاولة إظهار الحقيقة لكن دينيس أكدت لجهات التحقيق أنها لم تكن لتتزوج بريان أبدًا إذا ظنت أنه قتل زوجها السابق مايك.

وفي 2017 وبعد استمرار التحقيقات على مدار عام أعترف بريان بقتل أفضل صديق له في مقابل صفقة مع زوجته دينيس للحصول على قيمة التأمين على حياته وصدر بحقه حكمًا قضائيًا بالسجن 20 عامًا.

وسرد بريان للمحكمة تفاصيل قتله صديقه المفضل، قائلًا إنه التقاه في محطة وقود وتبعه إلى البحيرة وأطلق القارب في المياه حتى تبدو الوفاة حادث خلال رحلة صيد، ثم أطلق النار عليه حتى أرداه قتيلًا ودفنه في المستنقعات النائية بعدما حفر قبرًا له.

واعترف بريان بأن القتل كانت فكرة دينيس لأنها أرادت أن تكون أرملة وليست مطلقة حتى تحصل على قيمة البوليصة التأمينية، متابعًا: «هي قالت لي إنها لن تُطلق وأخبرتني أن هناك حلًا واحدًا ألا وهو التخلص نهائيًا من زوجها»

وفي مايو 2018، أي بعد 18 عامًا تقريبًا على مقتل مايك، تم إلقاء القبض على دينيس ووجهت إليها تهمة القتل من الدرجة الأولى لتدبيرها جريمة قتل زوجها، لكن عرضها على المحكمة في ديسمبر من ذات العام أنكرت التهم الموجهة إليها.

وحاول دفاع دينيس لصق التهم ببريان فقط وإثبات إقدامه على ذلك بسبب حبه الشديد لها ورغبته في البقاء معها بقية حياته، دون جدوى، حيث جدت هيئة المحلفين المتهمة والتي تحمل من العمر 49 عامًا مذنبة بجميع التهم الموجهة إليه.

وبحسب صحيفة «ميرور» البريطانية، حُكم على دينيس، فبراير الماضي، بالسجن مدى الحياة لتدبيرها جريمة قتل زوجها بينما حكم على بريان السجن 20 عامًا مع الإفراج المشروط في عام 2033 أي حينما يبلغ من العمر 63 عامًا.


هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved