فضائل العشر من ذي الحجة.. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة المقبلة
آخر تحديث: السبت 24 مايو 2025 - 1:36 م بتوقيت القاهرة
فهد أبو الفضل
حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة المقبلة ٣٠ مايو ٢٠٢٥م، بعنوان: "فضائل العشر من ذي الحجة".
وأوضحت الوزارة، أن الهدف المنشود من هذه الخطبة والمراد توصيله للجمهور التوعية بفضيلة ومنزلة العشر الأوائل من ذي الحجة، وضرورة اغتنام مواسم الخيرات.
جدير بالذكر أن وزارة الأوقاف حددت موضوع خطبة الجمعة الماضية بعنوان: "فتراحموا".
وقالت الوزارة إن الهدف من هذه الخطبة توعية الجمهور بمخاطر وآثار العنف الأسري على الفرد والأسرة والمجتمع، علمًا بأن الخطبة الثانية تتناول خطورة الوصم الاجتماعي وآثاره السلبية.
وإلى نص الخطبة:
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله غافر الذنب، وقابل التوب، شديد العقاب، ذي الطول، لا إله إلا هو إليه المصير، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه وخليله، صاحب الخلق العظيم، النبي المصطفى الذي أرسله الله تعالى رحمة للعالمين، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن الأسرة هي المأوى الذي نلجأ إليه من قسوة الحياة، والملاذ الذي نستمد منه الدفء والحنان، الأسرة هي الروض الندي الذي تنبت فيه بذور المحبة والوئام؛ ولذلك وصفها الله جل جلاله في كتابه العزيز أبلغ وصف؛ فقال سبحانه: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}.
عباد الله، تأملوا معي هذه الآية الكريمة البديعة، والكلمات الربانية العذبة: {لتسكنوا إليها}، أي سكن هذا؟! إنه سكن الروح إلى الروح، واطمئنان النفس إلى النفس، إنه الأمان الذي يواجه به الزوجان تقلبات الحياة وصعوباتها، إنه الحضن الدافئ الذي يمحو تعب النهار، ويكف دمع الليل، ثم يفيض الحق تبارك وتعالى علينا بجمال آخر: {وجعل بينكم مودة ورحمة}، ليستا مجرد كلمتين عابرتين، بل هما عمودا الخيمة التي تقوم عليها سعادة الأسرة واستقرارها، الحب المتدفق، والحرص على إدخال السرور على قلب الشريك، الكلمة الطيبة، والابتسامة الصادقة، والهدية الرائقة التي تحمل أصدق المعاني.
أيها الناس، املأوا بيوتكم سكنًا ومودة ورحمة «وتراحموا»؛ فإن الرحمة التجاوز عن الزلات، وتحمل الأخطاء، والإنصات بقلب مفتوح للشكوى، وتقديم العون والسند في أوقات الضعف، الرحمة هي أن تشعر بألم شريكك كأنه ألمك، وبفرحه كأنه فرحك، هي أن تكون له لينًا في العتاب، رفيقًا في الشدة، معينًا على نوائب الدهر.