في ذكرى 23 يوليو.. كيف انتصرت الثورة للمرأة المصرية؟

آخر تحديث: السبت 24 يوليه 2021 - 12:00 م بتوقيت القاهرة

منال الوراقي

في 23 يوليو 1952، أطاح تنظيم الضباط الأحرار بالنظام الملكي، ودفعوا بمصر إلى مسار سياسي جديد، أسس الجمهورية على أنقاض الملكية المدعومة من بريطانيا، لتظل ذكرى هذا اليوم محفورة في أذهان المصريين شعباً وقيادة.

امتدت آثار ثورة 23 يوليو لتغطى كل جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد، بل وكان لها إسهامات كبيرة وبارزة في تمكين المرأة المصرية، بعد سنوات طويلة من التهميش، فنالت المرأة العديد من المكتسبات في شتى المجالات بعد قيام الثورة، التي سعت لترسيخ مفهوم مشاركة المرأة في كافة مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وحصلت المرأة على حق الانتخاب والترشيح، ودخلت البرلمان وتقلدت المناصب الوزارية، وشاركت في الحياة الحزبية والنقابات العمالية والمهنية والمنظمات غير الحكومية، إضافة لتوليها الوظائف العليا في كل ميادين الحياة وتوج ذلك بتعيينها قاضية، وفق تقارير الهيئة العامة للاستعلامات التابعة لرئاسة الجمهورية.

• حقها في التعليم

كان قرار مجانية التعليم، الذي أقره الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، من أهم مكاسب ثورة يوليو، التي أعطت للمرأة المصرية حقها في الالتحاق بالمدارس، فبعد أن كان التعليم هدفا صعبا، يكون أولويته للذكور بسبب تكلفته المرتفعة، جاءت الثورة لتعطي فرصة للإناث من الالتحاق بالتعليم المجاني، وبمرور الوقت أصبح للمرأة الحق في التعلم مثل الرجل.

ونتيجة ذلك، استطاعت المرأة الحصول على حقوقها وتأكيد مكانتها في شتى مجالات وشغلت المناصب المختلفة والتي كانت مقتصرة على الرجال فقط.

• الرعاية الاجتماعية للمرأة

قامت الثورة أيضا على تحسين الحياة الاجتماعية للمرأة، من خلال العديد من المشروعات، ففي عهد جمال عبدالناصر انطلق مشروع الأسر المنتجة، ومشروع الرائدات الريفيات، ومشروع النهوض بالمرأة الريفية، بالإضافة إلى حصر الجمعيات الأهلية التي تقدم المزيد من الخدمات التنموية من تعليم وتدريب السيدات وتأهيلهن لسوق العمل.

• أول عضوة في البرلمان المصري

وبعد 4 سنوات من الثورة، وبموجب الدستور الجديد، أصبح للسيدات الحق في التصويت والمشاركة السياسية في الانتخابات، مثلهن مثل الرجال، فكانت أولى مشاركات المرأة في الانتخابات البرلمانية عام 1957، عندما تقدمت 8 سيدات كمرشحات للمجلس، وفازت واحدة منهن، وهي السيدة راوية عطية، ليكون أول دخول المرأة للبرلمان المصري.

وكانت راوية عطية، التي لقبت بـ"أم المقاتلين الشهداء"، أول امرأة تعمل بالعمل العسكري، حيث عملت كضابط في الجيش المصري بعد العدوان الثلاثي، فحصلت خلال عملها على 3 جوائز عسكرية، نتيجة لدورها في خدمة الجيش المصري، وعندما أصبح للنساء الحق لأول مرة في أن يدلين بأصواتهن، ويرشحن أنفسهن في الانتخابات البرلمانية، رشحت راوية نفسها لعضوية المجلس عن محافظة القاهرة، ودخلت التاريخ باعتبارها أول امرأة في مصر والدول العربية، تنجح في الانتخابات البرلمانية وتصبح عضو في البرلمان.

• أول وزيرة في الحكومة المصرية

في حين تم تعيين أول وزيرة في الحكومة المصرية، في عام 1962، وهي السيدة حكمت أبو زيد، الحاصلة على الدكتوراه في علم النفس من جامعة لندن بإنجلترا، والتي عينها جمال عبدالناصر بموجب قرار جمهوري كوزيرة للدولة للشئون الاجتماعية.

وفي عهدها، جعلت الوزارة، "مجتمع وأسرة"، ومدت نشاطها لجميع القرى والنجوع بالجمهورية بإنشاء فروع لها، وكانت من أبرز مشروعاتها "الأسر المنتجة" و"الرائدات الريفيات" و"النهوض بالمرأة الريفية"، كما حصرت الجمعيات الأهلية وتوسعت أنشطتها وخدماتها التنموية، وساهمت في وضع أول قانون ينظم عمل الجمعيات الأهلية.

• أول رئيس تحرير ونقيب صحفيين

ولأول مرة بعد الثورة، تولت سيدة رئاسة التحرير في مجلة مصرية، وهي السيدة أمينة السعيد، بعد رحيل الكاتب فكري أباظة عن رئاسة تحرير مجلة المصور، ووفقا لقوانين الصحافة المصرية الجديدة، دخلت السعيد مجلس إدارة نقابة الصحفيين، لتكون أول عضوة منتخبة في مجلس نقابة الصحفيين، وبحلول عام 1959، كانت أول سيدة تتولى منصب وكيل نقابة الصحفيين، كما كانت عضوًا بمجلس الشورى.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved